الحديث عن ولاية ثانية للكاظمي أحد أكثر المواضيع انتشاراً في العراق اليوم. خاصة أنه لم تبق إلا أيام قليلة. تفصل العراقيين على تحديد الفائز بالانتخابات النيابية المبكرة، التي سيتم إجراؤها في العاشر من الشهر الجاري.

وتؤكد الأوساط السياسية في البلاد حظوظ الكاظمي في الفوز بولاية ثانية. بسبب الدعم الذي يلقاه من رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري. وكتل سياسية أخرى.

فضلاً عن هذا يؤكد كثير من المراقبين أن تحقيق ولاية ثانية للكاظمي قد قطع شوطا كبيراً. نظراً للمقبولية الكبيرة، التي يتمتع بها رئيس الوزراء العراقي على المستوى الإقليمي والدولي. وعلاقاته الجيدة بجميع الأطراف السياسية على مستوى الداخل.

 

الكاظمي صديق الجميع

“محمد منذور”، الكاتب والمحلل السياسي العراقي، يرى أن «الحلم بتحقيق ولاية ثانية للكاظمي بات من الممكن تحقيقه. لأن رئيس الوزراء العراقي استطاع بناء علاقات جيدة مع الجميع. وصداقات عميقة مع أغلب الكتل السياسية. وهذا الأمر يجعله مرشحاً لولاية ثانية. دون أي منافس فعلي».

وكانت المحكمة الاتحادية العراقية قد حددت أسلوب اختيار رئيس وزراء البلاد. ومنحته لصالح الكتلة السياسية الحائزة على أعلى الأصوات في الانتخابات النيابية.

“منذور” يرى، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «أي فائز من الكتل السياسية في الانتخابات المقبلة لن يتخطّى الكاظمي ويستبعده من الخيارات المهمة لتولي المنصب. حتى لا يضع نفسه في مأزق سياسي. كما حدث مع الحكومة السابقة، التي ترأّسها “عادل عبد المهدي”. ولذلك فإن الوصول إلى ولاية ثانية للكاظمي بات الحل الأكثر واقعية في العراق».

مختتماً حديثه بالقول: «الكاظمي يتمتع، إلى جانب المقبولية السياسية، بمقبولية اجتماعية. حصل عليها من خلال تواضعه، واهتمامه بقضايا الناس بشكل مباشر. ومتابعته شخصياً لها. فضلا عن تواصله مع قيادات كبيرة من متظاهري انتفاضة تشرين».

 

الولاية الثانية تبدأ من طهران

وكان الكاظمي قد زار العاصمة الإيرانية طهران، في الثاني عشر من أيلول/سبتمبر الماضي. وأكد كثير من المتابعين أن هدف الزيارة كان  إعطاء ضمانات سياسية واقتصادية. مقابل حصد دعم طهران في ملف الانتخابات، وتأمين ولاية ثانية للكاظمي.

وفي السياق ذاته يقول “عباس العنبوري”، مستشار لجنة العلاقات الخارجية النيابية، إن «زيارة الكاظمي إلى إيران جاءت في توقيت مهم. مع قرب إجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة. والتحضير لتشكيل الحكومة المقبلة».

“العنبوري” أضاف في حديثه لموقع «الحل نت»: «حكومة رئيس الوزراء العراقي الحالي، ومنذ بداية مهامها، سعت لعلاقات متوازنة مع الجميع. وخاصة مع دول الجوار العربي. إضافة لإيران. بغية ضمان الاستقرار السياسي». مشيراً إلى أن «إيران من جانبها أيضا تصبو إلى الاستفادة من قوة العلاقات الدولية للعراق. ولذلك لن تقف حجر عثرة في طريق ولاية ثانية للكاظمي».

إلى ذلك يؤكد “علاء الركابي”، الأستاذ في كلية الإعلام، أن «زيارة الكاظمي لطهران جاءت في سياق برنامجه. لتسجيل جملة من الإنجازات على مستوى العلاقات الخارجية».

ويضيف الأكاديمي العراقي، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «الكاظمي يريد تسويق نفسه بوصفه رئيس وزراء ناجح. يحظى بمقبولية في الأوساط الإقليمية والدولية. مع الأخذ بعين الاعتبار دور إيران في ملف الانتخابات العراقية. والمرحلة السياسية الجديدة القائمة على نتائجها. وهذه سياسة ذكية، قد تؤمّن ولاية ثانية للكاظمي».

ويؤكد “الركابي” أن «رئيس الوزراء العراقي حاول الحصول على تطمينات من طهران بعدم تدخّل حلفائها، أي الفصائل المسلحة، في الانتخابات. وإذعانهم لنتائجها. بغض النظر عن المقاعد التي سوف تحصل عليها القوى السياسية الموالية لطهران. وتحييد الميلشيات الولائية أهم خطوة في تحقيق ولاية ثانية للكاظمي».

 

«الكاظمي لا يريد ولاية ثانية»

“د.احسان الشمري”، رئيس “مركز التفكير السياسي”، يختلف مع الآراء الواردة أعلاه. إذ لا يعتبر أن «تحقيق ولاية ثانية للكاظمي أمر يسير. لأنه  لن يشارك في الانتخابات بشكل مباشر. ولا توجد جهة سياسية تدعمه بشكل صريح وعلني. بما في ذلك التيار الصدري».

“الشمري” يؤكد، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «الطموح بتحقيق ولاية ثانية للكاظمي أمر مشروع. ولا يصطدم بأي عائق قانوني أو دستوري. لكنه غير واقعي على الإطلاق، بفعل عدم وجود جماعة سياسية قوية موالية للكاظمي بشكل تام».

أما بخصوص الجهود على المستوى الإقليمي والدولي لتحقيق ولاية ثانية للكاظمي يقول “الشمري”: «المؤتمرات والتحركات الإقليمية والدولية، التي قام بها الكاظمي، كانت لها دوافع خاصة بالدولة العراقية. وغير مقصود منها منفعة شخصية على الإطلاق».

هنا يتفق “عبد الرحمن الجبوري”، مستشار رئيس الوزراء العراقي، وأحد مؤسسي “حزب المرحلة” المقرّب من الكاظمي، مع رأي “الشمري”. مؤكداً أن «رئيس الوزراء قاد الحكومة الحالية بكل عزم وحساسية. لغرض الوصول إلى الانتخابات المبكرة. التي ستكون الفاصل في اختيار الشخص المناسب للمرحلة المقبلة. والأحاديث عن ولاية ثانية للكاظمي تغفل أنه، منذ تسلّمه الحكومة. تعهّد بعدم المشاركة بالانتخابات. ولم يتحدث بين مقربيه عن طموحه لتسلّم ولاية الثانية. وحتى تحركاته الإقليمية والدولية لم يكن يسعى منها لغرض معين. سوى أن تعيد العراق إلى مكانته بين الدول».

ويتابع، في حديثه لـ«الحل نت»، أن «كل ما قدمته حكومة الكاظمي كان لأجل العبور بالبلد إلى بر الأمان. خصوصاً وأنه تسلّم المنصب في فترة حساسة جداً على صعد مختلفة. وليس الهدف من إجراءات الحكومة بالتأكيد الحصول على ولاية ثانية للكاظمي».

إلا أن عدداً من المراقبين يعتقدون أن نفي المقرّبين من رئيس الوزراء العراقي نيته بالسعي لولاية ثانية ما هو إلا تكتيك سياسي. وبكل الأحوال ستكشف الأيام المقبلة الحظوظ الحقيقية لاستمرار الكاظمي في منصبه.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة