طوّق عناصر من أفرع ”أمن الدولة” و”الأمن العسكري” و”المخابرات الجوية”، الأحد، منطقتي “الحميدية” و”قسطل حرامي” في مدينة حلب، لاعتقال أحد أبرز قياديي المليشيات المحلية (الشبيحة).

وقالت مصادر محلية، لـ(الحل نت)، إنّ: «”حمدي الماردلي”، الذي يقود مجموعة محلية مطلوب بجرائم قتل وخطف وترويج للسلاح واعتداء على الدوريات الأمنية، التابعة للجيش السوري».

وأضافت المصادر، أنّ اشتباكات جرت بين الطرفين، أسقطت قتيلين في حصيلة أولية وعدة جرحى.

وأفضت الاشتباكات لاعتقال “الماردلي”، بعد عدة محاولات سابقة لاعتقاله، فيما سيتم تحويله عقب اعتقاله إلى المحكمة العسكرية.

وحول الحادثة، وسائل إعلام محلية، أنّ العملية أفضت أيضاً لاعتقال “مصطفى الحلبي”، و”نهاد رمضان”، بتهم تمس “أمن الدولة”، ولقيامهم بخطف أشخاص.

وتشير المصادر، إلى أنّ المجموعات المحلية المسلحة والتي باتت تعرف بـ”الشبيحة”، كانت تمتهن ابتزاز الأهالي، ونهب وسرقة سكان المنطقة عبر الحواجز عند مداخل ومخارج الأحياء التي يسيطرون عليها.

كما تخضع السيارات للتفتيش خلال الدخول والخروج من تلك الأحياء.

حلب تحت رحمة “الشبيحة”؟

منذ أن سيطرت القوات الحكومية على مدينة حلب، نهاية 2016، تشهد المدينة فوضى أمنية عارمة، حيث استباح “الشبيحة” بيوتها ومحلاتها ومصانعها، فنهبوا وفرضوا الإتاوات، بحسب ما أفادت به عدة مصادر محلية لـ(الحل نت).

وسبق أن أوضحت شرطة المدينة، أنّها عاجزة تمامًا عن وضع حد لتلك المجموعات، وقد استولت مجموعة تدعى “العناجرة” على بيوت عديدة في حي “سيف الدولة”.

ولدى قيام أهالي الحي، الراغبين في العودة إلى بيوتهم، باستدعاء الشرطة، قام “الشبيحة” وزوجاتهم بإشهار السلاح؛ ما دفع عناصر الشرطة إلى الهرب.

كما قامت مجموعة أخرى تدعى “الفهر” بفرض “إتاوات” على أصحاب المصانع في المدينة الصناعية (الشيخ نجار)، إضافة إلى نصب عناصرها حواجز على مداخل المدينة، وإجبار أصحاب البضائع على دفع مبالغ مالية للسماح بمرور بضائعهم.

كما تعرّض العديد من محلات الذهب وسط حلب للسرقة من قبل “الشبيحة” بعد تعرض أصحابها للقتل أو الضرب، حيث قتل قبل أسابيع أحد أصحاب المحلات التجارية في حلب الجديدة خلال إغلاق محله، وتمت سرقة 40 كيلو غرام ذهب منه.

من هم “الشبيحة”؟

والشَبّيحة: هو مصطلح دارج في سوريا كان قبل عام 2011 يُطلق على العصابات والأفراد الخارجة عن القانون والتي كانت تستخدم العنف والتهديد بالسلاح لخدمة شخص نافذ مقرب من الدائرة الضيقة للسلطة الحاكمة في البلاد.

وذلك من أجل ابتزاز وإرهاب الناس وممارسة نشاطاتهم خارج إطار القانون كالتهريب والتجارة بالممنوعات. 

والعمل الذي يقومون به يدعى التشبيح (أي الابتزاز والسرقة عن طريق العنف والتهديد بالسلاح). 

وتم تأسيس “الشبيحة”في الثمانينيات على يد “نمير الأسد” (ابن عم الرئيس حافظ الأسد) و”رفعت الأسد” عم الرئيس السوري “بشار الأسد”.

وتركزوا في الأصل في منطقة الساحل السوري حول اللاذقية وبانياس وطرطوس، حيث استفادوا من التهريب عبر الموانئ في المنطقة.

ثم توسع مدلول هذه الكلمة بعد اندلاع الاحتجاجات السورية عام 2011، حتى أصبح يطلق على الأفراد أو المليشيات الداعمة للجيش السوري.

ورفع هؤلاء “الشبيحة”شعار: (شبيحة للأبد لأجل عيونك يا أسد) وكذلك: (الأسد أو نحرق البلد) ويطلق عليهم أيضاً اسم (فرق الموت).

أما سبب إطلاق هذا الاسم عليهم (شَبّيحة)، فيعود إلى سيارات الشَبَح (سيارات المرسيدس S600) التي كانوا يمتلكونها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.