استهدفت إسرائيل بطائرات حربية، الجمعة الفائت، مطار “التيفور” العسكري في ريف حمص وَسْط سوريا، الذي تتواجد فيه مستودعات وقاعدة طائرات مسيرة لمليشيات تابعة لإيران.

وكالة الأنباء السورية، قالت إنّ: «إسرائيل نفذت هجومًا جويًا من اتجاه منطقة “التنف” صوب مطار “التيفور” العسكري في المنطقة الوسطى، ما أسفر عن إصابة 6 جنود».

عقب هذه الحادثة، زار ضباط روس وآخرون من قوات الجيش السوري المطار العسكري، حيث التقوا قيادات مليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، الموجودة في المطار، وفقاً لمصادر إعلامية محلية.

وكان مركز المصالحة الروسي، أكّد أن 6 مقاتلات إسرائيلية أطلقت عند عبورها حدود سوريا في منطقة التنف، 12 صاروخًا على المطار.

ومن جهته شدد وزير الخارجية الإسرائيلي، “يائير لابيد”، تعليقًا على الغارات الإسرائيلية على أن الدولة العبرية تعمل بشكل وثيق جدا مع الشركاء الروس.

وتابع “لابيد”، أنّ الهدف لتفادي تحول هذا الوضع إلى تصعيد خطيرن فحسب قوله، «من المهم جدًا بالنسبة لنا التأكد من أن العسكريين الروس لن يتضرروا مهما جرى في سوريا».

هل باتت روسيا أبعد من جديد عن إيران؟

وحول تعاون جديد بعد زيارة “لابيد” الأخيرة لروسيا، يرى الكاتب المختص في الشأن الروسي، “سامر إلياس”، أنّ التنسيق بين علاقاتها مع كل من إيران وإسرائيل هي أحد أهم المصاعب التي تواجهها روسيا في سوريا.

ويقول “إلياس”، في حديث لـ(الحل نت)، أنّ: «هناك صعوبة حقيقية لدى موسكو في الجمع بين علاقة  إيران الراغبة في توطيد وجودها شرق المتوسط كلبنان وسوريا، والذي تقول إسرائيل إنه يهدد أمنها القومي، ولكنها أيضا الحليف القوي لروسيا والذي تمكّنت معه من استعادة معظم أراضي سوريا إلى سيطرة الحكومة السورية».

ودائماً ما تتعهد روسيا بأنها مع ضمان أمن إسرائيل، وبرز ذلك في لقاء مستشاري الأمن القومي لروسيا وأميركا وإسرائيل في منتصف 2019.

ووفقاً للكاتب السوري، فإن هناك نسبة كبيرة من سكان إسرائيل من أصل روسي أو سوفيتي، وهناك علاقات اقتصادية وعسكرية وتقنية متطورة مع إسرائيل، ولذلك تجد روسيا نفسها في موقف صعب.

وحول الوضع السوري، يعتقد “إلياس”، أن وجود إيران القوي وتجذرها اجتماعيًا يزعج روسيا، وكذلك وجودها العسكري يعطل إمكانية سيطرة روسيا على القرار لوحدها.

ويتابع، «والنظام كما هو واضح يلعب أحيانًا على التناقضات بين روسيا وإيران للحصول على التناقضات».

ويلخص الكاتب السوري، التحركات الروسية الإسرائيلية الأخيرة، بأنّها «تقليم لأظافر إيران في سوريا، لأنها تصب في مصلحة تقوية نفوذ روسيا، وهي يمكن أن تستخدم الذرائع الإسرائيلية لإبعاد إيران عن الحدود وإضعاف وجودها العسكري وهذا أيضا تقوم به الغارات المتكررة».

غارات إسرائيل لا تتوقف في سوريا

يعتبر المطار “التيفور” العسكري من أبرز القواعد العسكرية للقوات الحكومية السورية والمليشيات الإيرانية بقيادة “الحرس الثوري” الإيراني.

وتعرض لأكثر من 20 غارة منذ اندلاع الأزمة السورية في2011.

ففي سبتمبر/أيلول 2020، تعرض المطار ذاته لقصف إسرائيلي أدى إلى تعرض مدرج المطار وساحته لأضرار كبيرة، ما جعل المطار غير صالح للاستعمال، حَسَبَ صور أقمار صناعية نشرها موقع “ImageSat International”.

وتقع التنف التي تستخدمها إسرائيل للهجوم على مطار “التيفور”، على طريق دمشق-بغداد السريع الإستراتيجي، وهو طريق إمدادات رئيسي لدخول الأسلحة الإيرانية لسوريا.

وحول القصف الإسرائيلي الذي تتعرض له المواقع الإيرانية في سوريا، أشار “لابيد” إلى أنّ إسرائيل تعمل بشكل وثيق جدًا مع الروس.

وطبقاً للتقرير السنوي للجيش الإسرائيلي للعام الماضي، فإنه نفذ 50 غارة جوية على أهداف في سوريا خلال العام 2020.

وتتشابه الغارات الإسرائيلية من ناحيتي التوقيت وطريقة القصف، إذ شُنت جميعها ليلًا، وبصواريخ “جو- أرض” أُطلقت من الطائرات الحربية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة