لأول مرة منذ 6 سنوات، شنت الطائرات الحربية التابعة لروسيا غارة جوية، أمسِ الاثنين، استهدفت من خلالها مدينة “مارع” بريف حلب الشمالي التي تسيطر عليها تركيا.

وقال الناشط المحلي، “وائل الحمصي”، لـ(الحل نت)، إنّ: «صاروخاً جوياً استهدف أطراف المدينة التابعة لمنطقة عملية “درع الفرات”، دون تسجيل ضحايا أو إصابات في صفوف المدنيين».

وأضاف “الحمصي”، أنّ الصاروخ الذي نفذه الطيران الحربي الروسي لم ينفجر، وخلف حفرة كبيرة الحجم، واقتصرت الأضرار على المادية.

وجاء القصف الروسي بعد ساعات من تأكيد الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، نفاد صبر أنقرة حيال بؤر الإرهاب شمالي سوريا وعزمها على القضاء على التهديدات التي مصدرها تلك المناطق.

وكان قصفاً صاروخياً استهدف مدرعة عسكرية تركية، الأحد الفائت، في محيط مدينة “مارع”، ما أسفر عن مقتل جنديين اثنين من الجيش التركي وإصابة أربعة آخرين بجروح.

تصعيد روسيا على تركيا لتمرير اتفاقية ريف إدلب

انتقل التصعيد العسكري الذي يشهده الشمال السوري إلى ريف حلب الشمالي الذي يخضع لسيطرة “الجيش الوطني” الموالي لأنقرة، والتي أخضعته تركيا لسيطرتها بعد عمليات عسكرية في 2016.

ولكن ما هي الرسائل التي تحاول روسيا إيصالها لتركيا عبر لمناطق “درع الفرات” و”غصن الزيتون”؟

يعتقد المحلل العسكري، “عبد الرحمن حلاق”، أنّ استمرار الخلاف بين الروس والأتراك حول ملفات الشمال الغربي من سوريا، السبب الرئيس في تصاعد الأعمال العسكرية الروسية على المنطقة.

التصعيد السياسي والعسكري مستمر.. روسيا تزيد من حدة رسائلها تجاه تركيا

ويشير “حلاق”، خلال حديثه لـ(الحل نت)، إلى أنّ الخلاف التركي-الروسي حول مصير الشمال الغربي والذي يضم محافظة إدلب ومحيطها، حث موسكو على المحاولة للضغط على أنقرة من أكثر من اتجاه.

وأضاف المحلل العسكري، أنّ روسيا تسعى لجر تركيا للتوقيع على اتفاقية غير معلنة، تفضي لسيطرة الأولى على الريف الجنوبي لإدلب بشكل كامل ولا سيما منطقة “جبل الزاوية، ومن ضمنه الاتستراد الدولي (M4).

وأيضاً تمرير موافقة ضمنية لتركيا بالشروع في عملية عسكرية ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في شمال وشرق سوريا.

ويعتقد المحلل السياسي التركي، “هشام جوناي”، في حديث مع وسائل إعلامية، أن الرد التركي مرتبط بالوضع الداخلي التركي، مضيفاً: «تركيا مقبلة على انتخابات وتريد استقراراً وعدم التصعيد، أي عملية عسكرية واسعة النطاق تعرّض الجيش التركي لخسائر وهو ما من شأنه وضع الحكومة أمام مأزِق».

وللمرة الأولى منذ العام 2018، استهدفت الطائرات الروسية، الثلاثاء الفائت، معسكراً لتدريب قوات المهام الخاصة في “فيلق الشام” التابع لـ”الجبهة الوطنية للتحرير”، حيث اقتصرت الأضرار على الآليات والعتاد والبناء.

هذا الهجوم يحمل أهمية خاصة؛ باعتباره الهجوم الأول الذي يستهدف منطقة عفرين منذ سيطرة المعارضة السورية والجيش التركي عليها في عملية “غصن الزيتون” عام 2019.

الرد الروسي في “عفرين” جاء بمثابة جواب مفاده أن موسكو تمتلك أوراق ضغط مؤثِّرة على الجانب التركي، ولن تذعن للضغط الميداني الذي عادة ما تستخدمه روسيا أيضًا في إدلب.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.