قبل أيام من موعد القمة التي ستُعقد بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سوتشي، تأتي تهديدات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعملية عسكرية في إدلب، بموازاة إغلاق المعبر الوحيد لإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى مناطق شمال غرب سوريا.

وذكر لافروف يوم أمس السبت، أنه ثمة «بؤرة إرهابية واحدة متبقية في سوريا وهي إدلب ولا مشكلة بمكافحة الإرهاب هناك»، مهددا في الوقت ذاته بوقف إيصال المساعدات الأممية إلى شمال غرب سوريا في حال عدم التعاون مع حكومة دمشق.

تصريحات لافروف تتزامن مع التصعيد العسكري الروسي على إدلب (مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام) ومؤخراً أيضاً منطقة عفرين (تسيطر عليها فصائل المعارضة المدعومة من أنقرة)، ولعل هذا التصعيد المتزامن عسكرياً وسياسياً من قبل روسيا، يأتي كرسائل شديدة اللهجة من قبل موسكو تجاه أنقرة، للدلالة على إنزعاج روسيا من عدم التزام أنقرة بتعهداتها فيما يتعلق بالتفاهمات المشتركة حول منطقة الشمال الغربي سواء في ملف القوى الإرهابية، وكذلك ملف السيطرة الروسية على كامل الطريق الدولي إم 4، ومناطق الريف الجنوبي لإدلب.

لافروف بيّن في مؤتمر صحافي عقده في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أن «مواقع القوات الروسية، ومواقع قوات النظام السوري تتعرض لهجمات في منطقة وقف التصعيد ولن نسمح بذلك».

وزعم لافروف أن القوات الروسية تستخدم القوة العسكرية هناك ضد الإرهابيين بناء على قرار من مجلس الأمن الدولي وقال في هذا الصدد: «الوضع في شمال غرب سوريا.. نستخدم القوة هناك بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 القاضي بمكافحة الإرهاب بحزم في سورية».

كما شدد على أن روسيا لن تتسامح مع الهجمات التي يشنها الإرهابيون من منطقة وقف التصعيد في إدلب ضد القوات الروسية والقوات الحكومية.

وفي سياق متصل بملف المساعدات الأممية عبر الحدود قال لافروف إن الغرب يتمسك بآلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا دون الاتفاق مع دمشق. وهدد بأن موسكو ستغلق آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود السورية في حال عدم تنفيذ شركائهم ما تم الاتفاق عليه سابقا.

المحلل السياسي، زهير الناصر، قال خلال حديث لـ(الحل نت) أن روسيا تستغل خطواتها الإيجابية نحو الولايات المتحدة في الملف السوري، للضغط أكثر على تركيا فيما يتعلق بملف النفوذ الروسي في منطقة خفض التصعيد بإدلب.

وتابع «موسكو تسعى إلى زيادة حضورها في ملف الشمال الغربي من سوريا، في وقت استغلت فيه من تلاقي بعض القوى الإقليمية والدولية على رؤية موسكو في الحل بسوريا وذلك بالانطلاق من تقديم إغراءات للأسد وبوتين».

وزاد بالقول أن «بيضة القبان في المعادلة الروسية هي تعاطي موسكو الإيجابي في تحجيم النفوذ الإيراني بسوريا، وهو ما قد يرضي واشنطن للتخفيف من حدة تعاطيها مع موسكو من ناحية، ومن ناحية ثانية قد يحرج الأتراك ويضغط عليهم في ملف منطقة الشمال الغربي من سوريا».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.