تدريبات عسكرية مشتركة تكررت خلال الآونة الأخيرة داخل “قاعدة التنف”، بين فصيل “مغاوير الثورة” السوري المعارض، والقوات الأميركية المتواجدة داخل القاعدة على الحدود السورية العراقية الأردنية، وهي تحركات تُثار حولها التساؤلات فيما إذا كانت النوايا تتجه خلال الفترة المقبلة، لتفعيل نشاط هذه القوة المحلية (مغاوير الثورة) لمحاربة النفوذ الإيراني في المنطقة، وتفعيل جهود هذا النشاط من خلال التعاون مع قوى محلية أخرى، لقتال هذا النفوذ سواء في الجنوب أو الشرق من سوريا.

تدريبات مشتركة

فصيل “مغاوير الثورة” أكد الخميس، إجراء التدريبات في قاعدة “التنف“، وقال عبر حسابه الرسمي في مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر“، إن تدريبات مشتركة مع القوات الأميركية جرت باستخدام الأسلحة والذخيرة الحية في “التنف“.

وأشار الفصيل المعارض، إلى أن “التدريبات الإرشادية والتدريبية الروتينية تعتبر حيوية في بناء قدرات مقاتلي مغاوير الثورة“.

فصيل “مغاوير الثورة”، كان قد أعلن أيضاً في الـ 16 من تموز/يوليو الجاري، عن تدريبات عسكرية مشتركة أجراها مع الجيش الأميركي، حيث نشر الفصيل صورا على حسابه؛ قال إنها لتدريب مشترك بين عناصره، وجنود من الجيش الأميركي على رماية  “الأر بي جي“.

الهدف إيران

الصحفي والمحلل السياسي عقيل حسين، يرى أن إبقاء الولايات المتحدة الأميركية، على فصيل “مغاوير الثورة” بعد انتهاء معركة “داعش“، هو غالبا للتجهيز للمواجهة المحتملة مع الميليشيات الإيرانية في سوريا.

ويقول حسين في حديثه لـ“الحل نت“: “هذه المواجهة يمكن أن تبقى مؤجلة إلى أن تحسم واشنطن قرارها في التعامل مع الجانب الإيراني، وهذا يتوقف على نتيجة المفاوضات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والغرب ودول الخليج وإسرائيل من جهة، وبين إيران من جهة أخرى فيما يتعلق بالملف النووي، وكل الملفات الأخرى العالقة بين الطرفين“.

ويعتقد حسين، أنه بفشل هذه المفاوضات، فإن الولايات المتحدة لن تجد أمامها سوى المواجهة العسكرية مع إيران، والتي يصفها بـ“المحدودة المتفرقة“، ويضيف: “ربما سيكون هناك مواجهات، في مناطق نفوذ إيران سواء في سوريا والعراق واليمن ولبنان، ومغاوير الثورة سيكون إحدى قوى هذه المواجهة“.

وحول تصاعد وتيرة التحركات العسكرية في التنف، يمكن وفق رأي حسين، أن تكون هذه التحركات في إطار التصعيد ضد نشاط ميليشيات المخدرات بين سوريا والأردن، وحول ذلك يقول: “نعلم أن الأردن ممتعض جدا، ويشعر بتهديد لأمنه بسبب أنشطة تهريب المخدرات من سوريا، وبالتالي هناك مساع أردنية مع حلفائه الغربيين وأميركا للحد من هذا الخطر، وربما يكون مغاوير الثورة، هو أداة لمواجهة هذه الميليشيات“.

“فصيل مغاوير الثورة” يكسب مؤخرا مزيدا من الاهتمام، خاصة بعد زيارة العميد الأميركي كارل هاريس، نائب القائد العام لعملية “العزم الصلب” التابعة للتحالف الدولي، لقاعدة التنف، واجتماعه بمهند طلاع، قائد الفصيل، الشهر الماضي. وسط أنباء عن مخطط لتوسيع انتشار الفصيل خارج حدود المنطقة 55، المحيطة بالتنف، بدعم من قوى إقليمية ودولية.

مصادر خاصة لـ“الحل نت”، ربطت زيارة المسؤول العسكري الأميركي البارز إلى التنف، بالقصف الروسي لمقرات فصيل “مغاوير الثورة” في المنطقة، منتصف حزيران/يونيو الماضي.

 وقالت المصادر إن “الزيارة جاءت تأكيدا من الولايات المتحدة على حضورها القوي في التنف. وذلك في رسالة تحذيرية لروسيا، على خلفية ازدياد التوتر بين واشنطن وموسكو، بسبب غزو الأخيرة لأوكرانيا“.

19 ألف مقاتل

في تأكيد آخر على بقاء القوات الأميركية لردع التنظيمات الإرهابية والميليشيات الإيرانية، كشفت وزارة الدفاع الأميركية في وثيقة مالية، نقلتها صحيفة “المدن” الأسبوع الماضي، عن الزيادة المتوقعة لعدد المقاتلين السوريين المعارضين خلال العام المقبل، والتي ستكون بمقدار 3 آلاف و500 عنصر، وبالتالي سيصبح التعداد الكلي 19 ألفا و500 عنصر.

وبحسب وثيقة “البنتاغون” فإن مهمة العناصر الجدد، ستتركز في “تولي حراسة مراكز الاعتقال التي يتواجد بداخلها مقاتلو داعش في سوريا“، لا سيما وأن تلك المراكز الواقعة في الحسكة، تضم التعداد الأكبر لمقاتلي “داعش” في العام، إذ تشير الوثيقة إلى أن “حماية هذه المراكز بشكل فعّال ضرورية لمنع عودة التنظيم من الظهور“.

اقرأ أيضا: القصف الإسرائيلي يوقف رحلات الطيران الإيرانية إلى سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.