يبدو مع استمرار الضربات الجوية الإسرائيلية على مستودعات الأسلحة الإيرانية في سوريا، بأنها أتت أكلها في إيقاف استخدام “الحرس الثوري” الإيراني للطيران الإيراني لنقل الأسلحة، فعادة ما تلتزم إسرائيل الصمت بشأن هجماتها على أهداف إيرانية في سوريا، لكن في الأشهر الأخيرة كانت هناك هجمات متكررة على مستودعات أسلحة إيرانية. والهجوم على مطار دمشق في 10 حزيران/يونيو، هي الضربة الجوية الخامسة عشرة في سوريا المنسوبة إلى إسرائيل.

رحلات دمشق متوقفة

حسبما أفادت مصادر لموقع “إيران إنترناشيونال”، اليوم الخميس، أوقفت شركتا طيران إيرانيتان الرحلات الجوية إلى سوريا بعد غارة جوية إسرائيلية في 10 يونيو/حزيران الفائت، وأغلق على إثرها مطار دمشق الدولي مؤقتا.

ونقل الموقع عن مصادر استخباراتية غربية، أن كل من شركة “كاسبين إير” (الخطوط القزوينية) و”شركة فارس الجوية” (قشم) توقفت عن الطيران إلى سوريا، وأن شركة الطيران الإيرانية الوحيدة التي ترسل طائرات هي شركة “ماهان إير”، التي فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليها في عام 2011 لنقلها أسلحة إلى وكلاء إيران منذ بداية العام ذاته.

كما فرضت الولايات المتحدة، عقوبات على شركة “كاسبين” بسبب صلاتها بـ”الحرس الثوري” الإيراني و”فيلق القدس”، وفي عام 2019، فرضت الولايات المتحدة، أيضا عقوبات على شركة طيران “قشم” للشحن لتقديمها الدعم المادي لـ”الحرس الثوري” في سوريا، إذ يُعتقد أن جميع شركات الطيران الثلاث قد أسسها وامتلكها “الثوري” الإيراني.

وفقًا للمعلومات، فقد زادت رحلات “ماهان إير” بنسبة 30 بالمئة بعد تعليق الخدمة من قبل الشركتين الأخريين، وكانت حلب هي وجهة معظم رحلاتها، وقالت المصادر ذاتها إن حميد نجاد، الرئيس التنفيذي لشركة “ماهان” للطيران شارك في رحلة قام بها مؤخرا إلى سوريا في تدشين رحلة جديدة إلى مطار حلب.

بالإضافة إلى نقل الأسلحة، زعمت المصادر أن شركة “ماهان” للطيران، تنقل أيضا بضائع مهربة إلى سوريا دون دفع ضرائب أو رسوم جمركية.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، اتهمت مجموعة قرصنة تطلق على نفسها اسم “أبناء الوطن اليقظين”، شركة “ماهان” للطيران بأنها مرتبطة ارتباطا وثيقا بـ”فيلق القدس” وغالبا ما تصدر تذاكر طيران مزيفة أو مزورة للأشخاص الذين يحملون هويات مزيفة.

تصعيد أوسع مرتقب

استراتيجية جديدة على ما يبدو، مقبلة عليها إسرائيل في حربها ضد الميليشيات الإيرانية في سوريا، خاصة مع بدئها الإعلان، وتبني عمليات القصف الصاروخية في سوريا، وهو أمر نادر الحدوث، حيث تتجنب إسرائيل الإعلان عن عملياتها العسكرية ضد إيران على الأراضي السورية.

وزير الشتات في الحكومة الإسرائيلية نحمان شاي، أعلن الجمعة الفائت، أن بلاده نفذت هجوما جويا على سوريا، وهي المرة الأولى التي تعترف بها إسرائيل، مباشرة بتنفيذ هجوم في سوريا منذ أشهر.

وأضاف الوزير الإسرائيلي، في معرض حديثه عن توتر العلاقات مع روسيا، عبر إذاعة “ريشيت بيت“: “إننا نتخذ إجراءات قانونية لتقليل الضرر من جراء الأزمة مع روسيا، ولكن في الوقت نفسه نتحرك لحماية مصالحها الأمنية، الجيش الإسرائيلي قصف دمشق الليلة الماضية“.

وتجدر الإشارة إلى أنها المرة الأولى منذ فترة طويلة، التي يعلن مسؤول إسرائيلي عن قصف بلاده لمواقع في سوريا، حيث جرت العادة أن تنقل وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي يحظر عليها نشر الأخبار ذات الحساسية الأمنية، أخبار الضربات الإسرائيلية في سوريا من الإعلام العربي.

استهداف وسائل إيران في سوريا

مصادر خاصة أفادت لـ“الحل نت” بأن القصف الإسرائيلي استهدف مكاتب ونقاط عسكرية تتبع للنفوذ الإيراني. حيث تركزت إحدى الضربات على مكاتب أمنية بدمشق يتبع لـ“المخابرات الجوية” ذات النفوذ الإيراني، إضافة إلى استهداف طال نقاط داخل مطار المزة العسكري، تتمركز فيها ميليشيات تابعة لطهران.

كذلك فقد أشارت المصادر، إلى أن بنك الأهداف الإسرائيلي يعتمد بشكل كبير على جماعات تعمل داخل الأجهزة الأمنية التابعة للنفوذ الإيراني في دمشق بشكل رئيسي، مشيرة إلى أن الإيرانيين سعوا مؤخرا لفك ارتباط قواتهم المنتشرة في مناطق عدة من سوريا، بالجهاز الأمني المنضوي تحت إطار “المخابرات الجوية“، إلا أن هذه التحركات لم تجد نفعا بحسب المصادر، حيث تعمل قيادات داخل “المخابرات الجوية” بدمشق على تجنيد العديد من أفرادها في محافظات سورية أخرى من أجل اقتفاء أثر التحركات الإيرانية في مناطق مختلفة من سوريا، لا سيما في القنيطرة وحمص ودير الزور.

وتصاعدت وتيرة القصف الإسرائيلي على مواقع في دمشق خلال الأسابيع الماضية، تزامنا مع تزايد النشاط الإيراني في مناطق الجنوب السوري، لا سيما في “مطار دمشق الدولي“.

وتستخدم الميليشيات الإيرانية مطار دمشق الدولي، لنقل شحنات الأسلحة بين طهران ودمشق، فيما تتحدث بعض التقارير عن نقل معدات إلى لبنان لإيصالها إلى “حزب الله” عبر مطار دمشق.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.