يبدو أن العراق يتجه لتعليق أي تعامل اقتصادي مع موسكو، خشية من العقوبات الأميركية إزاء الغزو الروسي لأوكرانيا.

فقد اقترح “البنك المركزي العراقي”، اليوم الأربعاء، على الحكومة العراقية التريث في إبرام اي عقود مع روسيا، وفق كتاب رسمي وجهه إلى مجلس الوزراء.

وقال الكتاب الذي اطلع عليه “الحل نت”، إنه “نتيجة للحرب الدائرة حاليا بين روسيا وأوكرانيا، قامت وزارة “الخزانة الأميركية” بفرض عقوبات على مؤسسات مالية واقتصادية روسية، لغرض الحد من قدرات روسيا في الحرب”.

وأضاف الكتاب أنه، من أجل “حماية النظام المالي العراقي”، فإن “البنك المركزي” يقترح التريث في الوقت الحاضر عن إبرام أي عقود حكومية مع الجانب الروسي.

كما شدّد أيضا، على ضرورة التريث في تحويل أي مدفوعات مالية تمر من خلال النظام المالي في روسيا.

ودعا “البنك المركزي” الحكومة في كتابه، إلى ضرورة تزويده بالجوانب التي تتعامل بها كل وزارة مع الجانب الروسي، “لغرض إيجاد آلية مناسبة بشكل يضمن سلامة النظام المالي في العراق”.

ذريعة بوتين للغزو

ويتعامل العراق مع روسيا اقتصاديا من خلال قطاع الطاقة، إذ تستحوذ شركة “غاز بروم” الروسية على العديد من الآبار النفطية في الجنوب العراقي.

كذلك يحاول العراق منذ نيسان/ أبريل 2020، إبرام عقد لشراء نظام صواريخ أرض جو “S-400” الروسي، بعد أن اشترى في وقت سابق طائرات “مي 24″ و”مي 35” الروسية.

وفي 24 شباط/ فبراير المنصرم، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بدء “العملية العسكرية ضد أوكرانيا”، ووصفها العالم بالغزو والحرب، وندّد بها.

وجاء الغزو الروسي تحت صيغة “حفظ السلام” على حد تعبير بوتين، من أجل حماية مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك في شرقي أوكرانيا، بعدما اعترف بهما كجمهوريتين مستقلتين.

قد يهمك: أوكرانيا.. المفاوضات إلى طريق مسدود وتحذيرات من كارثة نووية

وفرضت الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية، عقوبات اقتصادية هائلة ضد روسيا وبوتين وحظرت الطيران الجوي لها، ناهيك عن إيقاف بث مؤسساتها الإعلامية في دول الاتحاد الأوروبي.

مفاوضات فاشلة

وفور إعلان الغزو، طالب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريتش، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إيقاف الحرب فورا “باسم الإنسانية”، لكن الأخير لم يستجب للطلب.

ومنذ بدء الغزو الروسي، اضطر أكثر من 125 ألفا من المواطنين الأوكرانيين إلى الهرب من مدنهم وبلداتهم، والتوجه إلى حدود عدة دول أوربية في محاولة للجوء إليها.

ولم تتوقف المعارك في أوكرانيا، منذ اندلاع الغزو الروسي لها، إذ تحاول القوات الروسية التقدم للسيطرة على العاصمة كييف، وسط مقاومة شديدة من الجيش الأوكراني.

وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، رفض عرضا أميريكيا لمساعدته على مغادرة كييف، لتجنب مصير كالقتل أو الوقوع بيد القوات الروسية، في إصرار منه على الدفاع عن عاصمة دولته.

قد يهمك: لتحجيم روسيا.. هل تُفرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا؟

وانطلقت عصر الاثنين المنصرم، جولة أولى من المفاوضات الروسية الأوكرانية في منطقة غوميل عند الحدود البيلاروسية – الأوكرانية، وانتهت بالفشل دون الوصول لحلول توقف الغزو.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.