مع توسع العمليات العسكرية في أوكرانيا، وإصرار روسيا على التصعيد العسكري لغزو المزيد من الأراضي الأوكرانية، بدأت أصوات دولية خرجت بداية من أوكرانيا للمطالبة بفرض حظر جوي فوق مجال أوكرانيا الجوي.

وبدأت الدعوة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي طالب مرارا بإعلان وفرض «منطقة حظر طيران» فوق مجال بلاده الجوي لمنع القوات الجوية الروسية من مهاجمة مدنه.

وترى صحيفة “الشرق الأوسط” أن: “مثل هذا الإجراء من شأنه أن يضعف التفوق العسكري الروسي الهائل في الجو، لكنه سيتطلب عمليات شرطية مكثفة، ويفترض أن يكون ذلك من خلال طائرات تابعة للحلفاء الغربيين الذين يمثلون حلف شمال الأطلسي (الناتو)“.

قد يهمك: الغزو الروسي لأوكرانيا يتسبب بـ “إرباك سياسي” في لبنان

لماذا تتردد أوروبا في إجراء الحظر الجوي؟

لكن تدخل الدول الأعضاء في الناتو في فرض حظر جوي فوق أوكرانيا، قد يؤدي إلى تفاقم الوضع ومزيد من التصعيد العسكري، لا سيما وأن روسيا يمكن لها أن تقرأ هذا التحرك على أنه عمل حرب، ما يرجح احتمالية فتح حرب شاملة في أوروبا الشرقية.

ويرى محللون أن أوروبا لا يمكن لها أن تفرض حظر جوي فوق أوكرانيا، بدون الدخول بمفاوضات مع روسيا، رغم تعاطفها مع الطلبات المتكررة للرئيس الأوكراني، وذلك تجنبا لتهور روسي محتمل، ما قد يؤدي إلى دخول عدة دول في حرب عسكرية مفتوحة، غير مدروسة النتائج.

الموقف الأميركي

وتعليقا على المطالب المتعلقة بالحظر الجوي، أكدت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، جين بساكي، أن الرئيس الأميركي جو بايدن “كان واضحاً للغاية في أنه لا ينوي إرسال قوات أميركية لخوض حرب مع روسيا“.

وتابعت: “أعتقد أن المهم أن نلاحظ هنا أن هذه ستكون خطوة نحو ذلك، لأن منطقة حظر الطيران ستتطلب التنفيذ… سيتطلب الأمر نشر الجيش الأميركي لفرض ذلك، وهو ما سيكون نزاعاً مباشراً، وربما صراعاً مباشراً، وربما حرباً مع روسيا، وهو أمر لا نخطط لأن نكون جزءاً منه“.

إدانة روسيا في الجمعية العام للأمم المتحدة

وتستعد الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، إلى تبني مشروع قرار يدين العملية العسكرية الروسية، على الأراضي الأوكرانية، وذلك في خطوة تهدف إلى عزل روسيا دبلوماسياً في المنظمة الدولية، وفقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.

ومشروع إدانة العملية العسكرية على أوكرانيا، كان قد طُرح الجمعة الماضية، في مجلس الأمن، لكن روسيا أوقفته عبر استخدام حق النقض (الفيتو)، إلا أنه وفي جمعية الأمم المتحدة لا تملك أي دولة حق النقض، ويتوقع دبلوماسيون غربيون اعتماد القرار الذي يحتاج إلى دعم ثلثي الأعضاء.

وتتجه روسيا إلى مواصلة عملياتها العسكرية، وفتح جبهة على أكثر من صعيد مع الدول الأوروبية، والتي بدأت بخطوات عديدة لمعاقبة روسيا على غزوها الأراضي الأوكرانية.

وتزامنا مع فشل الجولة الأولى من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا لوقف غزو القوات الروسية، بدأت تلوح في الأفق مخاوف من كارثة نووية، نتيجة وجود العديد من المفاعلات النووية في كل من روسيا وأوكرانيا.

ويؤكد محللون أن روسيا لا تبدي أي رغبة جدية في وقف الحرب، لا سيما وأن قواتها تواصل قصف الأراضي الأوكرانية تزامنا مع إجراء الجولة الأولى من المفاوضات، وذلك ما أكده الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

للقراءة أو الاستماع: من سوريا إلى أوكرانيا.. “فاغنر” لتنفيذ هذه المهمة من أجل بوتين

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.