سبب الموقف الرسمي للخارجية اللبنانية، من الحرب في أوكرانيا، والذي ندد بالاجتياح الروسي للأراضي الأوكرانية، انقسام حاد بين الأحزاب السياسية في البلاد، على اعتبار أنه “لا يعبر عن رأي جميع اللبنانيين” و “لا يراعي مصلحتهم“، وفق ما عبر عنه المعترضون على البيان.

تأكيد الخارجية على إدانة الغزو الروسي

الصراع الداخلي في لبنان على الموقف من الغزو الروسي لأوكرانيا، دفع وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، للتأكيد على البيان السابق الصادر عن وزارته، وأنه يمثل الحكومة اللبنانية، حسب تعبيره.

وقال بو حبيب في تصريحات لصحيفة “الجمهورية” اللبنانية، إن: بيان إدانة الاجتياح الروسي لأوكرانيا عبر عن موقف الدولة اللبنانية، وتحديدا رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة إضافة إلى الوزير المختص.

قد يهمك: أوكرانيا.. المفاوضات إلى طريق مسدود وتحذيرات من كارثة نووية

وأكد الوزير اللبناني أن وزارة الخارجية لم تستشر أحد من القوى السياسية قبل إصدار البيان، وأضاف: “لم يُعرض الأمر على طاولة مجلس الوزراء، لأن تحديد التوجه الرسمي حيال حدث دولي هو بالدرجة الأولى شأنُ رئيسَي الجمهورية والحكومة بالتنسيق مع وزير الخارجية“.

وأضاف الوزير اللبناني: “لك أن تتخيل ما الذي كان يمكن أن يحصل لو طُلب من مجلس الوزراء مُجتمعاً اتخاذ موقف موحد من الهجوم الروسي على أوكرانيا“.

ونفى بوحبيب أن يكون الرئيس ميشال عون تنصل من البيان، قائلا: “بل هو اتصل بي وهنّأني وأبدى دعمه لي، وكذلك الرئيس نجيب ميقاتي لم يتنصّل من البيان“.

تفاقم الانقسام الداخلي

وأدانت وزارة الخارجية اللبنانية في بيانٍ، الخميس، اجتياح الأراضي الأوكرانية، داعية روسيا إلى وقف العمليات العسكرية فورا وسحب قواتها والعودة إلى منطق الحوار والتفاوض كوسيلة أمثل لحل النزاع القائم بما يحفظ سيادة وأمن وهواجس الطرفين.

وسرعان ما تحول لبنان، الذي يعيش تحت وطأة أزماته الاقتصادية والسياسية المستعصية، إلى واحدة من ساحات الصراع الدائر بعيدا عنه في شرق أوروبا، فانقسمت آراء القوى السياسية في لبنان حول الموقف من الحرب الدائرة في أوكرانيا، ويؤكد بعض المحللين أن هذه الانقسامات تحرِّكُها الولاءات الإقليمية والمصالح السياسية.

وتتجه روسيا إلى مواصلة عملياتها العسكرية، وفتح جبهة على أكثر من صعيد مع الدول الأوروبية، والتي بدأت بخطوات عديدة لمعاقبة روسيا على غزوها الأراضي الأوكرانية.

وتزامنا مع فشل الجولة الأولى من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا لوقف غزو القوات الروسية، بدأت تلوح في الأفق مخاوف من كارثة نووية، نتيجة وجود العديد من المفاعلات النووية في كل من روسيا وأوكرانيا.

ويؤكد محللون أن روسيا لا تبدي أي رغبة جدية في وقف الحرب، لا سيما وأن قواتها تواصل قصف الأراضي الأوكرانية تزامنا مع إجراء الجولة الأولى من المفاوضات، وذلك ما أكده الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

للقراءة أو الاستماع: من سوريا إلى أوكرانيا.. “فاغنر” لتنفيذ هذه المهمة من أجل بوتين

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.