في ظل فشل المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا لوقف غزو القوات الروسية، بعد أن وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوات بلاده الرادعة النووية في حالة التأهب القصوى، فيما بدت تلوح في الأفق مخاوف من كارثة نووية، نتيجة وجود العديد من المفاعلات النووية في كل من روسيا وأوكرانيا.

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن المفاوضات مع الجانب الروسي لم تحقق النتائج المطلوبة، متهما موسكو بارتكاب جرائم حرب بحق السكان المدنيين.

وبحسب مصادر مطلعة، فقد سُجلت زيادة في مستوى الإشعاع حول مفاعل “تشيرنوبل” وطفت على السطح مخاوف من تعرض المفاعلات النووية الأوكرانية إلى أضرار تؤدي لتسرب الإشاعات منها.

قد يهمك: قصة انحياز إيران إلى روسيا بغزو أوكرانيا

المحطات النووية وخطر الكارثة

وتمتلك أوكرانيا على أراضيها، 15 مفاعلا للطاقة النووية في 4 محطات تولد ما يقارب 50 بالمئة من احتياجاتها من الطاقة في 4 مواقع، وذلك رغم أنها لا تمتلك أسلحة نووية.

وتعتبر محطة “تشيرنوبل” شمالي أوكرانيا، من أبرز المنشآت النووية التي تمتلكها كييف، والتي أدى انفجار أحد مفاعلاتها عام 1986 إلى إطلاق سحب من المواد المشعة فوق المنطقة المحيطة، في حادثة وصفت بأنها الأسوأ من نوعها في القرن الـ20.

وكان تقرير نشره موقع “لايف ساينس“، أكد أن بيانات أنظمة رصد الإشعاع في محطة “تشيرنوبل“، أظهرت زيادة في مستوى إشعاع غاما بحوالي 20 مرة عن المستويات المعتادة في نقاط مراقبة متعددة، وذلك بعد سيطرة القوات الروسية على المنطقة الخميس الماضي.

وأثارت هذه البيانات مخاوف عدة في المجتمع الدولي، لا سيما تزامنا مع أخبار عن احتجاز الروس فريق العمل المكلف بمراقبة مستويات الإشعاع والحفاظ عليها ضمن حدود آمنة كرهائن من قبل القوات الروسية، وفقا لمصادر أوكرانية.

وفي الأثناء تواصلت تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث دفعت العملية العسكرية الروسية، بآلاف الأوكرانيين للفرار من بلادهم إلى عدد من دول الجوار، خصوصا بولندا والمجر وسلوفاكيا.

وقالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة لـ “الأمم المتحدة“، يوم أمس الاثنين، إن أكثر من 500 ألف لاجئ فروا من أوكرانيا إلى البلدان المجاورة منذ بدء العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا، مشيرة إلى أن هذا الرقم مبني على “بيانات قدمتها السلطات الوطنية” لكل دولة استقبلت اللاجئين الأوكرانيين.

من جانبه أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، اليوم إلى أن كييف، تعتبر “أهم هدف للعدو الروسي الذي يريد تدمير هوية بلاده“.

واتهم زيلنسكي القوات الروسية بمواصلة قصف المناطق الأوكرانية، وذلك على الرغم من موافقة أوكرانيا الذهاب إلى المفاوضات بمبادرة روسية.

وقال الرئيس الأوكراني إن القوات الروسية قصفت المناطق السكنية في مدينة خاركيف بالقنابل الفراغية، مضيفا “لن نسمح بقتل السكان المدنيين، وعلينا أن ندمر روسيا اقتصاديا“.

وكانت الجولة الأولى من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا انتهت الإثنين، دون تحقيق أي نتائج توحي بقرب توقيف الغزو الروسي لأوكرانيا، وذلك في وقت اتفق فيه الطرفان على استئناف المفاوضات بعد عودة الوفود من موسكو وكييف للتشاور.

للقراءة أو الاستماع: من سوريا إلى أوكرانيا.. “فاغنر” لتنفيذ هذه المهمة من أجل بوتين

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.