يبدو أن الوضع بات يتدهور بشكل واضح في شرق أوكرانيا، نتيجة الغزو الروسي للبلاد، والذي دخل قبل شهرين عامه الثالث، إذ تواصل القوات الروسية اقتحامها للعديد من المناطق الأوكرانية. 

رئيس الأركان الأوكراني، أولكسندر سيرسكي، قال مطلع هذا الأسبوع، إن الوضع على الجبهة الشرقية “تدهور بشكل كبير”، كاشفا أن الروس يكثّفون الضغوط باتجاه تشاسيف يار، ومن شأن السيطرة عليها أن تتيح للجيش الروسي فرصة التقدّم في المنطقة.

كما صرّح رئيس الأركان الأوكراني، أمس الأحد، بأن روسيا “تركّز جهودها على محاولة اختراق دفاعاتنا في غرب باخموت” التي سيطر عليها الروس في أيار/ مايو 2023 إثر معركة حامية الوطيس.

سيرسكي أردف، أن القوّات التي تدافع عن مدينة تشاسيف يار على الجبهة الشرقية تلقّت أسلحة إضافية لمساعدتها في التصدّي لتقدّم الجيش الروسي الذي يطمح للسيطرة على هذا المركز الاستراتيجي.

ما الهدف من الاستيلاء على تشاسيف يار؟

سيرسكي كتب في منشور على “فيسبوك”، أن “تدابير اتّخذت لمدّ الكتائب بالمزيد من الذخائر والمسيّرات وعتاد الحرب الإلكترونية بشكل ملحوظ”، كاشفا أنه قام بجولة على الوحدات المعنية.

وتقع تشاسيف يار على مرتفع على بعد أقل من 30 كيلومترا جنوب شرقي كراماتورسك، المدينة الرئيسية في المنطقة الخاضعة للسيطرة الأوكرانية وتعد محطة مهمة للسكك الحديد والخدمات اللوجستية للجيش الأوكراني.

رئيس الأركان الأوكراني، كتب عبر “تيليجرام”، أن الجيش الروسي يهاجم المواقع الأوكرانية في قطاعي ليمان وباخموت “بمجموعات هجومية مدعومة بمركبات مدرعة”، وكذلك في قطاع بوكروفسك، قائلا إنه رغم الخسائر، ينشر الجيش الروسي “وحدات مدرعة جديدة”، مما يسمح له بتحقيق “نجاحات تكتيكية”.

زيلينسكي (يمين) يتفقد جبهات القتال في وقت سابق – (رويترز)

وكان سيرسكي كشف، أن هدف القيادة العسكرية الروسية هو “الاستيلاء على تشاسيف يار قبل التاسع من أيار/ مايو المقبل، وهو تاريخ الاحتفاء بذكرى الانتصار على ألمانيا النازية في روسيا، ومن ثمّ تسعى روسيا إلى “تهيئة الظروف لتقدّم أكثر عمقا نحو كراماتورسك”، 

وفي الأسابيع الأخيرة، كثّفت روسيا ضرباتها على منطقة خاركيف الحدودية، حيث تقع ثاني أكبر مدينة في البلد تحمل الاسم عينه، ومساء أول أمس السبت، أودت ضربة بحياة شخصين في بلدة في هذه المنطقة، بحسبما أعلن الحاكم المحلي أوليغ سينيغوبوف.

وأودت مسيّرة روسية بحياة شخص صباح الأحد، في منطقة سومي المجاورة، بحسب مكتب المدّعي العام، فيما تتواصل أيضا الضربات الروسية التي تستهدف منشآت للطاقة، متسببة بانقطاع التيار الكهربائي في المنطقة.

انفتاح بوتين على المفاوضات؟

في سياق آخر، قال المتحدث باسم “الكرملين” ديمتري بيسكوف أمس الجمعة، إن اتفاق سلام غير مكتمل في عام 2022 بين روسيا وأوكرانيا قد يكون الأساس لمفاوضات جديدة، لكن لا يوجد ما يشير إلى أن كييف مستعدة للمحادثات.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحات عدة سابقة، إن روسيا وأوكرانيا كانتا على وشك الاتفاق لإنهاء الأعمال القتالية في محادثات إسطنبول في أبريل/ نيسان 2022، لكن أوكرانيا تراجعت عنه بمجرد تراجع القوات الروسية بالقرب من كييف.

واعترف مسؤول أوكراني كبير، بأن الجانبين كانا على وشك التوصل إلى اتفاق في تركيا في عام 2022، لكنه قال إن كييف لم تأخذ الاقتراح إلى أبعد من ذلك؛ لأنها لا تثق بالجانب الروسي لتنفيذ أي اتفاق

ونقلت “رويترز” عن تقارير، أن الاتفاق تضمن بنودا تطالب أوكرانيا بتبني وضع محايد من الناحية الجيوسياسية وعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، والحد من حجم قواتها المسلحة ومنح وضع خاص لشرق أوكرانيا، وهي كل الأشياء التي أوضح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه يعارضها.

الخميس الماضي، أثار بوتين مرة أخرى في تصريحات له، موضوع محادثات السلام المحتملة وقال إنه منفتح على ما وصفها بمفاوضات واقعية، لكنه يعارض المؤتمر رفيع المستوى الذي يستمر يومين والذي ستستضيفه سويسرا في يونيو/ حزيران القادم بناء على طلب أوكرانيا والذي يسعى لتحقيق السلام، قائلا إنه لا معنى له إذا لم تشارك روسيا.

ومن وجهة نظر بوتين بحسب موقع “الجزيرة نت”، فإن الاجتماع لا يأخذ في الاعتبار الحقائق الجديدة، بما في ذلك ضم موسكو لأراض جديدة في أوكرانيا، وبدا أن زيلينسكي يستبعد استخدام محادثات 2022 كأساس لمزيد من المناقشات، قائلا إن الاجتماعات في ذلك الوقت لم تكن محادثات بالمعنى الحقيقي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة