يترقب الشارع العراقي مخرجات الانتخابات_المبكرة، وكيف ستكون العملية السياسية في العراق بعد اقتراع “أكتوبر”.

ويقول مراقبون إن العملية السياسية في العراق، على الأغلب لن تتغير عن سابقاتها منذ 2003 وإلى اليوم، إلا بحدود بسيطة.

وأسفرت الانتخابات العراقية، عن فوز كاسح لتيار مقتدى_الصدر، مقابل تراجع كبير للأحزاب المقربة من إيران.

نتائج القوى السياسية في العراق

فقد حصل “الصدر” على 73 مقعداً بعدما حصل على 54 مقعداً بالانتخابات السابقة. بينما تراجعت مقاعد تحالف الفتح الذي يضم الأحزاب الولائية من 45 إلى 14 مقعداً.

https://youtu.be/kIHnoxxB_7E

وأدت تلك النتيجة إلى تهديد ووعيد من قبل الأحزاب الولائية، واعتبرت الانتخابات بأنها مزورة، وقالت إنها: «أكبر عملية احتيال والتفاف على إرادة الشعب».

ودعت الأحزاب الموالية لإيران، فصائلها المسلحة و”الحشد الشعبي” إلى الاستعداد لمرحلة حسّاسة بعد الانتخابات، التي رفضت نتائجها.

أما “الصدر” فهو يسعى لتشكيل حكومة “صدرية”، وقالها بمناسبات متعددة قبيل إجراء الانتخابات. وأتى فوزه ليزيد من سخونة المشهد.

مستقبل العراق السياسي

وجرت العادة أن تتناغم الكتل الشيعية فيما بينها وتخرج بمرشح تسوية لمنصب رئاسة الحكومة العراقية. لكن مسعى “الصدر” لحكومة صدرية، وخسارة الأحزاب الولائية، عقدت سير العملية السياسية في العراق بعد الانتخابات.

على صلة:

الأحزاب الموالية لإيران تهدد وتطعن بنتائج الانتخابات العراقية: حرب مع “الصدر”؟

وبهذا الإطار، يتوقع أستاذ الإعلام السياسي والعلاقات العامة الدولية علاء_مصطفى بحديث مع (الحل نت) أن: «يطول أمد تشكيل الحكومة. وذلك نتيحة الصراعات الدائرة بين الطرفين».

ويقول “مصطفى” إن: «القوى المناوئة للصدر، ستحاول لملمة شتاتها والدخول بتحالف واحد للاقتراب من عدد مقاعد كتلة “الصدر”. وأنا هنا أشير إلى دولة القانون بزعامة “نوري المالكي” الذي سيلعب هذا الدور».

وتابع بأن: «الصدر لا يحتاج لتحالف شيعي، بل سيسعى لتحالف طولي مع بقية المكونات ومنها السنة والكرد، لتأمين فوزه بالكتلة الأكبر».

العملية السياسية في العراق بعد التحالفات

وحصد حزب “المالكي” على 37 مقعداً، ومن المنتظر أن يجمع “تحالف الفتح” و”حقوق” و”العقد الوطني” معه بتحالف واحد، لزيادة عدد المقاعد، حسب العديد من المراقبين.

وحصلت “حقوق” التابعة لميليشيا “كتائب حزب الله” على مقعد واحد فقط. فيما حصل حزب “العقد الوطني” بزعامة رئيس هيئة الحشد_الشعبي، “فالح الفياض” على 5 مقاعد فقط.

وبجمع مقاعد “دولة القانون، الفتح، حقوق، والنهج الوطني”، بعد التحالف المرتقب، ستقترب الأحزاب الولائية من حاحز الـ 60 مقعداً.

وبالتالي ستتعقد أزمة تشكيل الحكومة المقبلة إن حدث سيناريو تحالف الأحزاب الولائية، وفق الباحثة السياسية “ليلى إبراهيم”.

وتضيف “إبراهيم” لـ (الحل نت): «بعد التحالف الولائي، سيتكرر المشهد المعتاد بالسنوات السابقة. وهو أن الحكومة ستتشكل عبر اختيار الكرد لأي جهة تتحالف معها لتكوين الكتلة الأكبر».

على صلة:

نتائج الانتخابات العراقية 2021.. التيار الصدري الأول وهذه أرقام بقية الأحزاب – (غير رسمي)

واختار الكرد في 2018 التحالف مع الأحزاب الولائية ضد “الصدر” الذي فاز أيضاً بتلك الانتخابات. ما أدى إلى تساوي الطرفين بعدد المقاعد. والنتيحة كانت الخروج بمرشح تسوية وهو رئيس الحكومة السابقة “عادل عبد المهدي”.

مستقبل الواقع السياسي في العراق

أما عن العملية السياسية في العراق وإلى جانب من سيقف الكرد، يتوقع الكاتب والباحث السياسي “علي البيدر” انضمامها إلى “الصدر” هذه المرة.

ويقول “البيدر” لـ (الحل نت) إن: «الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة “مسعود بارزاني” سينضم مع “الصدر”، بعد فشل تجربته السابقة مع الأحزاب الموالية لإيران».

«كما سينضم حزب “تقدم” بزعامة رئيس البرلمان السابق “محمد الحلبوسي” إلى الكرد و”الصدر”. فيما سيذهب حزب “عزم” بزعامة “خميس الخنجر”، وفق المؤشرات للتحالف مع الأحزاب الولائية»، حسب “البيدر”.

وحصد تقدم عن المكون السني 38 مقعداً مقابل 15 مقعداً لـ “عزم”، بينما حصد الديمقراطي الكردستاني على 32 مقعداً عن المكون الكردي مقابل 17 لمنافسه الاتحاد الوطني بزعامة عائلة الراحل جلال_طالباني.

ويلفت “البيدر” إلى أن: «الواقع يشير لتحالف الأحزاب الفائزة عن المكون الشيعي – الصدر – والمكون السني – الحلبوسي – والكرد – بارزاني – مع بعضها. وتحالف الأحزاب الخاسرة عن المكونات أعلاه فيما بينها».

ويختتم “البيدر” بأنه في: «النهاية سترشح الكتلة الصدرية مصطفى_الكاظمي، لرئاسة الحكومة النقبلة؛ لمقبوليته الداخلية والخارجية إقليمياً وعربياً وغربياً ومقبوليته لدى أميركا وإيران».

واتفقت “ليلى إبراهيم” و”علاء مصطفى” مع “البيدر” بشأن التجديد لولاية ثانية لرئيس الحكومة الحالية “الكاظمي”. وهكذا سيكون مستقبل العملية السياسية في العراق بعد الانتخابات، بحسبهم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.