بعد شفائها من سرطان الثدي، أصبحت “كلبهار نوري”، ملهمة لعدة سيدات مصابات بهذا المرض، وأملاً يمدهن بالصبر والإرادة القوية لمواجهته، كما أنا باتت عنصراً فعالاً  في توعية النساء بضرورة الكشف المبكر وعلاجه للتعافي منه قبيل تفاقمه.

تقول “كلبهار”(40 عاماً)، الأم لثلاثة أطفال، تسكن في حي النشوة بمدينة الحسكة، أنها فقدت شقيقتها “وصال”، قبل 8 أعوام بعد إصابتها بسرطان الثدي، موضحةً أن تأخر العلاج، وكشف المرض في مراحله الأخيرة حال دون شفاء أختها ذات الثلاثين عاماً.

وتضيف “كلبهار” لـ(الحل نت)، إنها لاحظت قبل 3 سنوات ، ظهور عقد تحت إبطها الأيمن، الأمر الذي دفعها إلى زيارة الطبيب، ليخبرها بعد التشخيص، إنها مصابة بسرطان الثدي وهي في مراحله الأولى، مؤكدة أن الكشف المبكر منحها فرصة كبيرة للشفاء من المرض بعد التزامها بالعلاج ومتابعة الجرعات.

الكشف الذاتي

لا تزال “غالية صبري”، تعاني من ندوب نفسية عميقة، وذلك بعد استئصال الثدي بأكمله، حيث تروي لـ(الحل نت)، رحلة علاجها الطويلة التي انتهت بعمل جراحي، لاتزال تتخطى أثاره النفسية حتى اليوم.

تقول “غالية”(36 عاماً) من مدينة الحسكة، إنها اكتشفت إصابتها بسرطان الثدي منذ 2017، صدفة، وذلك بعد مرافقة إحدى صديقاتها المصابة بسرطان عنق الرحم لعيادة الطبيب.

تتابع، أنها بدأت تتحدث للطبيب عن بعض المشاكل التي تعاني منها، لينصحها بضرورة الكشف المبكر أو الاختبار الذاتي عن المرض، وهو الذي  كشف لها وجود كتل وعقد تحت الإبط و حول الثدي، وتكمل “صبري” أن نتائج الكشف شكلت لها «صدمة كبيرة».

اقرأ أيضاً: شهرٌ وردي في السنة للتذكير بخطر الإصابة بسرطان الثدي

الماموجرام

يوضح الأخصائي بالأورام السرطانية “سمير محمد”، أن الأطباء يلجؤن إلى التصوير الإشعاعي (الماموجرام)، الذي ضمن خطة الكشف الخاصة للنساء اللواتي لا تظهر لديهن علامات المرض.

ويضيف “محمد” خلال حديثه لـ(الحل نت)، أن الماموجرام، غير مؤلم  بشكل عام وآمن ودقيق وتظهر نتائجه بسرعة، كما أنه يعد من أفضل الوسائل للكشف عن السرطان، وخاصة حينما يكون حجمه صغير، الأمر الذي يساهم ويسهل علاجه في مراحله الأولى قبل أن يتضخم حجمه ويصعب علاجه.

وعن أسباب الإصابة بالمرض إلى جانب العوامل الصحية والوراثية والنفسية، يقول “محمد”، إن البدانة وقلة الحركة والتدخين وتناول الكحول والأدوية الهرمونية واللحوم المعالجة والمياه الملوثة، هي أكثر الأسباب شيوعاً، إضافة إلى أن الحروب أحد عوامل انتشاره بسبب استخدام مختلف أنواع الأسلحة وخاصة الأسلحة المحرمة دولياً ، كما إن المناطق التي  يتواجد فيها البترول ويتم فيها عمليةاستخراجه وتكريره بطرق بدائية، يرفع من معدلات الإصابة بالسرطانات لأرقام مخيفة.

وأكد “محمد”، أن الكشف المبكر عن سرطان الثدي يرفع نسبة الشفاء إلى 95 % ، مشيراً إلى أن النسبة تنخفض لأقل من 40% في حال اكتشافه في مراحل متقدمة.

ودعا  الطبيب “سمير محمد” النساء إلى ضرورة إجراء الفحص الإشعاعي مرة واحدة على الأقل في السنة، إلى جانب الفحص الذاتي، لاسيما السيدات اللواتي يعشن في الأرياف والبلدات الصغيرة التي تنعدم فيها الخدمات الطبية المتقدمة.

قد يهمك: أكتوبر الوردي.. ما هي أعراض سرطان الثدي؟

مراكز علاج الأورام السرطانية

ساهم افتتاح مركزين لعلاج الأورام السرطانية في مدينتي الحسكة والقامشلي العام الماضي، بسهولة الوصول لتلقي الجرعات الكيماوية، وخاصة أن بعض السيدان كن يضطررن للذهاب إلى دمشق أو إلى كردستان لتقلي العلاج، تزامناً مع تردي أوضاعهن الاقتصادية وصعوبة السفر والتنقل.

تقول “غالية صبري”، إنها كانت تدفع أكثر من 1000 دولار أميركي، ثمن العلاج وتلقي الجرعات، بينما كان العلاج في كردستان العراق يتخطى الـ  2000دولار، مضيفةً أنها اليوم باتت تتلقى جرعاتها بشكل منتظم وبتكاليف قليلة لأنها تكمل علاجها في مراكز المنطقة.

نسبة الإصابات بسرطان الثدي في سوريا

كشفت الإحصاءات الطبية أن سرطان الثدي هو الأكثر شيوعاً من بين السرطانات التي تصاب بها النساء في سوريا، وبنسبة 30%، مقارنة مع الحالات الأخرى من الإصابات بالسرطان مثل سرطان الرحم والقولون والرئة وغيرهم.

وأعلنت الوكالة الدولية لبحوث السرطانات التابعة لمنظمة الصحة العالمية، أنه قياساً لعدد السكان فأن سوريا تحتل المركز الخامس من بين دول الغرب آسيوية من حيث عدد الإصابات بأمراض السرطان، مؤكدةً أنه من بين كل 100 ألف سوري هناك 196 شخصاً مصاباً بالمرض و105 حالة وفاة.

وفي تصريحات لصحيفة (الوطن) المولية، كشف مدير الأمراض السارية في وزارة الصحة بدمشق الدكتور “جمال خميس”، أن عدد مرضى السرطان بلغ العام الماضي 17300 مريض.

مشيراً إلى أن معدل الإصابة بلغ  90 حالة لكل 100 ألف من السكان، وهو يتنافى مع الرقم الذي أشارت له الصحة العالمية في تقريرها، موضحاً أن هناك حالة وفاة واحدة  للسرطان لكل ست وفيات في سوريا.

وكانت سوريا تنتج بحسب تقارير صحفية نحو 90% من الأدوية والمستلزمات الطبية في مصانع الأدوية والمستلزمات الطبية في ريف العاصمة السورية دمشق وحلب وحمص، ومن ضمنها أدوية السرطان وذلك قبل الأزمة التي عمت البلاد.

لكن معظم المعامل دمرت وبعضها توقف عن العمل بسب العقوبات الاقتصادية وانهيار الليرة السورية، فضلاً عن استيراد مواد مدخلة في التصنيع الدوائي ذات إنتاجية متدنية من عدة بلدان.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.