لليوم الثاني على التوالي، تشهد منطقة “الجزرات” بريف دير الزور الغربي، حالة توتر بين السكان، على خلفية حادثة اغتيال أحد وجهائهم وإصابة شقيقه بجروح بليغة، جراء هجوم مسلح نفذه مجهولون السبت، في بلدة “جزرة البوحميد”.

وقالت مصادر محلية لـ(الحل نت) إن: «مسحلين مجهولي الهوية، استهدفوا المدعو “حميد الأسعد البدر” وشقيقه “محمد”، بالأسلحة الرشاشة بالقرب من مجبل الإسمنت على أطراف البلدة، ما أدى لمقتل “حميد” على الفور وإصابة “محمد” بجروح بليغة، قبل أن يلوذ منفذي العملية بالفرار».

تفاصيل وأسباب الاستهداف

وقال “منصور البدر” أحد أقارب القتيل لـ(الحل نت) إن «عملية الاستهداف جاءت بعد يوم واحد فقط من تصريح لـ”حميد”، برفض تواجد أي عنصر للروس أو القوات الحكومية ضمن مناطقهم وطالب من جميع أبناء عشيرته أن يقفوا بوجه أي محاولة لذلك، حتى وإن كان مرور فقط، وذلك بعد محاولة دوريات روسية المرور قبل أيام قليلة إلى ريف الرقة من خلال مناطقهم».

واتهم “البدر” خلايا تابعة لروسيا أو لـ “الحكومة السورية” بعملية الاغتيال، وأيده في الاتهام نسبة كبيرة من أبناء عشيرته والمناطق المجاورة لهم أيضاً.

ويرى “البدر” أن: «اغتيال الشيخ “حميد”، جاء تحديداً في ظرف تتصاعد فيه أصوات سكان المنطقة الرافض لتواجد روسيا وإيران في عموم المحافظة، وخاصةً بعد المظاهرات الأخيرة التي خرجت في معظم قرى وبلدات ريف دير الزور الغربي، والتي طالبت بخروجهم من المنطقة».

قد يهمك: 3 عمليات اغتيال بحق مدنيين وموظفين في بلدة واحدة شرقي ديرالزور

من المستفيد من تكرار عملية الاغتيالات؟

من جهته، قال “عمر الموسى”، وهو موظف في المجلس المحلي بدير الزور، إن «النظام الحاكم والميليشيات الإيرانية الموالية له، تعد المستفيد الأكبر من هذه الاغتيالات، لأنها ستخلف فتنة بين القوى المسيطرة على المنطقة والمقصود هنا قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وبين العشائر التي استهدفت رموزها من جهة أخرى، إلى جانب الفوضى وزعزعة الأمن في أرض خارجة عن سيطرتهم».

وأشار “الموسى” لـ(الحل نت) إلى أن «جهاز مكافحة الإرهاب التابع لـ”قسد”، اعتقل خلال الأشهر الماضية، خلايا تابعة للأمن السوري و إيران في قرى الريف الغربي الخاضعة لسيطرتهم، متهمة بتنفيذ عمليات اغتيال وتفجيرات، وكانوا يخططون لتنفيذ سلسلة أخرى من هذه العلميات ».

من جهة أخرى، اتهم قسم آخر من سكان المنطقة،  تنظيم “داعش” بعملية الاغتيال، لأن الأخير يهدد أي متعاون مع “قسد” سواء في المجال المدني أو العسكري بالقتل، وتبنى عمليات اغتيال عدة طالت موظفين وعمال تابعين للمجالس المحلية ومخاتير أيضاً، ولأن القتيل تربطه علاقة وثيقة بـ”قسد”، على حدِ وصف السكان.

اقرأ أيضاً: للمرة الثانية على التوالي.. محاولة اغتيال أحد وجهاء قبيلة “العكيدات” شمالي ديرالزور

وتوعد التنظيم عبر تسجيل صوتي بثه عبر معرفاته في الـ23 من حزيران/ يونيو الفائت، شيوخ ووجهاء العشائر في مناطق نفوذ “قسد” بالقتل والملاحقة، بتهمة التعاون مع الأخيرة.

وشهدت مدن وبلدات في ريف دير الزور الشرقي، مؤخرًا مظاهرات شارك فيها العشرات من المدنيين، رفضوا فيها دخول القوات النظامية وإيران إلى منطقة شرق الفرات، و طالبوا بخروجهم من عموم المحافظة.

وتتوزع مناطق السيطرة في محافظة دير الزور بين القوات الحكومية مدعومة بميليشيات إيران وميليشيات محلية، والتي تسيطر على غربي المنطقة (خط الشامية)، من جهة، بينما تسيطر قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على ريف دير الزور الشمالي الشرقي (خط الجزيرة) بشكل كامل من جهة أخرى.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.