نحو تدخلٍ تركيٍ واسع، تتجه الأنظار إلى ما تنوي إقراره أنقرة عبر تمددها في سوريا ولبنان مؤخراً، بالتزامن مع تحركٍ لبناني لفض المشاكل العالقة مع الحكومة السورية.

غداّ الثلاثاء، يناقش البرلمان التركي في جلسته العمومية، مذكرة رئاسية لتمديد تفويض الحكومة بشأن إرسال قوات لإجراء عمليات عسكرية في كل من سوريا والعراق.

كما يطرح البرلمان التركي تمديد مهام القوات المسلحة المشاركة في قوة الأمم المتحدة المؤقتة لحفظ السلام في لبنان “يونيفيل”.

ووفقاً للوكالة الرسمية التركية، فإنّ الرئاسة التركية، قدمت مذكرة إلى البرلمان، لتمديد الصلاحية الممنوحة لرئيس الجمهورية بشأن إرسال قوات لتنفيذ عمليات عسكرية في سوريا والعراق عامين آخرين اعتبارا من 30 تشرين الأول 2021.

وأكدت المذكرة التي وقعها، الرئيس “رجب طيب أردوغان”، أن المخاطر والتهديدات للأمن القومي التي تحملها التطورات والصراع المستمر في المناطق المتاخمة للحدود البرية الجنوبية لتركيا، في تصاعد مستمر.

لبنان تسعى لحل الخلاف مع دمشق

في الوقت ذاته، كلف مجلس الوزراء اللبناني وزير الأشغال العامة والنقل، “علي حميه”، للتواصل مع الحكومة السورية لمناقشة القضايا العالقة بين الجانبين.

وكان المكتب الإعلامي لوزير الأشغال العامة والنقل، أعلن أمس الإثنين، أن القرار دوّن رسمياً في محضر جلسة مجلس الوزراء، ولا تزال ​الاتصالات ​ مع الحكومة السورية جارية حول ذلك.

وزير الخارجية والمغتربين اللبناني “عبد الله بو حبيب”، قال الأحد الفائت، إنّه: «سيزور سوريا إذا كانت مصلحة لبنان تستدعي ذلك».

وأكد “بو حبيب”، أن هنالك مصالح مشتركة مع دمشق، لا سيما بعد توقيع اتفاقية تمرير الغاز والكهرباء من مصر والأردن إلى لبنان عبر الأراضي السورية.

اقرأ أيضاً: رئيس الحكومة اللبنانية الجديدة يكشف عن شروطه لزيارة “الأسد”

لبنان خط أحمر بالنسبة لسوريا

وحول الخطة التركية، ربما تسعى دمشق لعرقلة ذلك، عبر الضغط على الحكومة اللبنانية، سواءً من خلال استغلال مشروع الغاز، أو عبر حليفها الأزلي “حزب الله” اللبناني.

حيث تعتبر لبنان بالنسبة لسورية منطقة امتداد جغرافي طبيعي، ويعتبر حزب “البعث السوري” أن لبنان هو أحد الأقاليم التابعة للقطر السوري مثلها مثل فلسطين وامتداد بلاد الشام.

ولكن ما يزيد في لبنان انه يمتد على مساحة قريبة جدًا من قلب وسط سوريا الغربي ونافذة جنوبية لسوريا على البحر المتوسط.

وأيضاً موقع استراتيجي إذا ما استعمل ضد سوريا يهدد امنها الداخلي، لذلك حاولت وما زالت تحاول سوريا جاهدة على ألّا يقع لبنان في ايدي معادية لسوريا تهدد أمنها الاستراتيجي.

غيرت سوريا تحالفاتها السياسية في لبنان، بعد دخول قواتها إليه حسب ما تقتضيه مصالحها وتحالفاتها المحلية والإقليمية. 

وبعد نهاية الحرب الأهلية اللبنانية عام 1991 وقع لبنان وسوريا معاهدة صداقة وتعاون سياسي واقتصادي وأمني.

وفي عام 2005 سحبت سوريا قواتها من لبنان بعد تعرضها لضغوط دولية. 

وطوال الفترة السابقة، ومنذ قيام لبنان لم تكن هناك علاقات دبلوماسية كاملة بين سوريا ولبنان بسبب إصرار الحكومة السورية على عدم وجود أي نوع من العلاقات الطبيعية الدبلوماسية. 

وفي عام 2008 وبعد ضغط شديد من اللبنانيين أعلن الرئيس السوري، “بشار الأسد”، إقامة علاقات على مستوى سفارة مع لبنان بعدما تم إقامة سِفَارة سوريا في لبنان.

قد يهمك: إيران تعطل تشكيل الحكومة و«حزب الله» مسؤول عن تهريب المحروقات لسوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة