أنهت “هيئة تحرير الشام”  فصيل “جنود الشام”، بعد اشتباكات واستنفارات أمنية دامت ليومين متتاليين، في ريف اللاذقية الخارجة عن سيطرة قوات الحكومة السورية.

وقال ناشطون محليون لـ(الحل نت)، أن “تحرير الشام” أحكمت سيطرتها على مواقع فصيل “جنود الشام” ومواقعهم العسكرية في منطقة “اليمضية”، بعد اشتباكات دامت لساعات تدخل على إثرها “الحزب التركستاني الإسلامي”، كوسيط بين الطرفين لحل الخلاف.

وأضاف الناشطون، أن “تحرير الشام” اشترطت على “مسلم الشيشاني”، قائد “جنود الشام” تسليم مقراته ومواقعه العسكرية في “اليمضية”، ليوافق الأخير على ذلك، ونقله من قبل “الحزب التركستاني” إلى جهة مجهولة بريف جسر الشغور الغربي إلى جانب 70 عنصر من فصيله.

اقرأ أيضاً: هل توقف روسيا قرع طبول الحرب التركية في شمال شرق سوريا؟

واستلمت عناصر من القوى العسكرية لـ”تحرير الشام” نقاط التماس التي كانت تتخذها “جنود الشام” مواقع رئيسية لها في مواجهة القوات الحكومية المسيطرة على أجزاء واسعة من جبل التركمان بريف اللاذقية.

إلى ذلك، ناشطون مقربون من “هيئة تحرير الشام” أكدوا لـ(الحل نت)، أن “الهيئة” لا تزال تلاحق فلول فصيل “جند الله”  الذي يتزعمه “أبي فاطمة التركي” في منطقة “اليمضية”.

ويتراوح عدد أفراد مجموعة “أبي فاطمة” بين 50 و100 عنصر، ينتشرون في جبل التركمان، فيما رفضوا التنسيق مع غرفة “عمليات الفتح المبين”، وحتى التنسيق الفردي مع “هيئة تحرير الشام”، مما دفعها لشن عمليات عسكرية على الفصيل.

أسباب الهجوم

في حين، قالت مصادر من “تحرير الشام”، أن سبب الهجوم على مجموعات “أبي فاطمة التركي”، هو قضايا أمنية معظمها مرتبطة بأفراد يتبعون لتنظيم “داعش” أو يحملون نفس نهجها.

قد يهمكم: ارتفاع مستوى تصعيد “تحرير الشام” على اللاذقية ومقتل قيادي سابق في “داعش”

من جانبه، قال “عبد الوهاب عاصي”، الباحث في مركز جسور للدراسات، إن «هدف “تحرير الشام” من هذه العمليات، هو إظهار قدرتها بالسيطرة على المشهد “الجهادي” في إدلب بشكل كامل أمام الدول الفاعلة كتركيا وروسيا وأميركا، لأنها تعتبر بأن ضبط المشهد “الجهادي”، سيساهم في إزالتها عن قوائم الإرهاب».

واعتبر “عاصي” في حديثٍ لـ(الحل نت)، أن “الهيئة” «حريصة على عدم وجود أي كتلة عسكرية خارج هيكليتها أو خارج نطاق عمل المجلس العسكري الذي تقوده منذ أشهر، حيث تجبر الجميع على البقاء تحت رايته».

للمزيد تابع أيضاً: هل تندلع “حرب التصفيات” بين “الجولاني” و”الشيشاني” في إدلب؟

وأشار الباحث إلى أن أمام “تحرير الشام” تحدٍ كبير في عمليات ضم المهاجرين غير السوريين إلى المجلس العسكري عن طريق حل التنظيمات “الجهادية” الصغيرة ودمجهم دخل “الهيئة”.

مُنوهاً إلى أن “تحرير الشام” لا تعتبر فصيل “الشيشاني” و”أبي فاطمة التركي” خطراً بالمستقل كقيادة تمرد ضدها في المنطقة، إنما ترى أنه من يشكل الخطر هو فصيل “حراس الدين”، حيث شنّت “الهيئة” عمليات عسكرية عدة ضده.

وكانت “تحرير الشام” قد بدأت عمليتها العسكرية في المنطقة، بإرسال طائرات استطلاع صغيرة لرصد مواقع فصيلي “جند الله” و”جنود الشام”، وإنشاء حواجز أمنية مهمتمها اعتقال أي عنصر من الفصيلين.

كما كانت “الهيئة” قد طلبت من الفصيلين إخلاء مواقعهم وتسليم أسلحتهم لها، بحجة أن عناصر من الفصيلين متورطين بقضايا أمنية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.