دور روسي مرتقب تسعى موسكو من خلاله إلى وقف تصعيد عسكري محتمل رجّحته التوقعات والتقارير الإعلامية يتمثل بإمكانية قيام أنقرة بعمل عسكري محدود في الشمال الشرقي من سوريا، سعياً منها إلى توسيع نطاق نفوذها في المناطق القريبة من حدودها المشتركة مع سوريا، والتي تتواجد بها قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.

التسخين الإعلامي التركي الذي يؤشر إلى احتمالية القيام بعملية عسكرية، ردت عليه موسكو اليوم الخميس، عبر إبداء وساطتها مع أنقرة لتفادي عملية عسكرية تركية جديدة في سوريا.

هذا ما أكده نائب وزير الخارجية الروسي “ميخائيل بوغدانوف”، وشدّد على أن موسكو «تعارض تجدد أي أعمال قتالية في سوريا».

قد يهمك: “قسد” تؤكد مساعيها لخفض التصعيد في شمال شرقي سوريا

روسيا ودور الوسيط

المحلل السياسي الروسي “أندريه أونتيكوف”، يرى خلال حديث لـ(الحل نت) أن روسيا تستطيع لعب دور الوسيط، غير أنه “سيتوجب على جميع الأطراف المعنية أن تكون مستعدة لتقديم التنازلات”.

وتابع موضحاً «أقصد في هذا السياق، الجانب التركي من جهة والإدارة الذاتية من جهة أخرى، وحتى من قبل السلطات السورية».

مُشيراً إلى أنه في حال قدمت الأطراف التنازلات المطلوبة وفق وصفه، فسيتم التواصل لتفاهماتٍ تمنع العملية العسكرية في المنطقة.

يبدو أن روسيا لا ترغب بالفعل بأن تكون هناك عملية عسكرية تركية في سوريا، أو حتى أن يكون هناك توسيع للتواجد العسكري التركي على الأراضي السورية مُجدّداً. لذلك، فهي مستعدة لأن تلعب دور الوسيط، بحسب تعبير “أونتيكوف”.

اقرأ أيضاً: هزة ثلاثية الأبعاد تنطلق من روسيا لاستهداف النفوذ الإيراني بسوريا

تهديداتٌ غامضة

يتوقع “طه عودة أوغلو”، الباحث بالشأن التركي، أنه بالرغم من أن أنقرة قرعت طبول الحرب خلال الفترة الأخيرة بتهدداتٍ وصفها بـ«النارية» على لسان الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، إلا أن توقيت العملية العسكرية التركية من وجهة نظره إلى حد هذه اللحظة «لا يزال غامضاً».

كما أشار “أوغلو” خلال حديث لـ(الحل نت) إلى وجود مباحثات خلف الأبواب المغلقة تقودها تركيا مع واشنطن وموسكو، «تهدف من خلالها أنقرة للوصول إلى صيغة مشتركة بهدف إبعاد قوات سوريا الديمقراطية مسافة 30 كم عن الحدود مع تركيا»، وفق وصفه.

غير أن المعطيات تشير إلى أن هذه المباحثات لا تزال تراوح بمكانها، وكل طرف من الأطراف يبحث عن تنازلات يقدمها الطرف الآخر له.

في وقتٍ، أبقت أنقرة الباب مفتوحاً أمام حدوث أي توافق جديد مع الأميركان وحتى مع الروس، بحسب تعبيره.

يأتي ذلك، قبل أيام قليلة بين لقاء سيجمع الرئيس التركي “رجب أردوغان” مع نظيره الأميركي “جو بايدن”، ولربما مع الرئيس الروسي “بوتين” أيضاً، على هامش قمة العشرين التي ستعقد خلال هذا الشهر.

للمزيد يرجى الإطلاع: من جديد.. هل تتجه روسيا لتقليم أظافر إيران في سوريا؟

وإلى ذلك الحين، ستضطر تركيا إلى انتظار الظروف السياسية وحلحلة جديدة للعلاقات مع واشنطن، بشأن تحديد موقفها بشكلٍ حازم.

لذا، من الصعب جداً أن تقدم تركيا على عملٍ عسكري في سوريا خلال هذه الأيام، في ظل هذه الظروف، خاصةً وأن هناك دعم روسي للإدارة الذاتية، وكذلك للقوات الحكومية السورية أيضاً.

وهذا ما شدّد عليه  نائب وزير الخارجية الروسي “ميخائيل بوغدانوف”، مُشيراً إلى متانة العلاقات التي تربطهم مع السوريين، بمن فيهم «الإدارة الذاتية» على حد وصفه.

للمزيد اضغط: «الحل العسكري قادم».. محلل عسكري يكشف لـ«الحل نت» الخطة التركيّة الروسيّة لضرب إدلب

ورغم تصاعد حدة التهديدات التركيّة، أعرب المتحدث الرسمي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، “آرام حنا”، عن دعم قواته لمساعي خفض التصعيد في شمال شرقي البلاد.

وأشار “حنا” في تصريحٍ لـ(الحل نت) إلى التزام قواتهم باتفاقيات وقف إطلاق النار الموقعة منذ أواخر 2019، إبان العملية العسكرية على مدينتي رأس العين وتل أبيض.

مُشدداً على عزم قوات سوريا الديمقراطية في عدم التردد «باستخدام حق الدفاع المشروع في حال التعرض لهجوم».


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.