تصاعدت حدّة التوتر العسكري في محافظة إدلب، بعد أن بدأ «الجيش السوري» يوسع نقاط قصفه في مناطق شمال غربي سوريا، فيما يبدو مؤشراً على بدء عمليّة عسكريّة خلال الفترة القادمة.

وفي تطوّر لافت لمنحى التصعيد في المنطقة، قصفت القوات الحكومية المتمركزة في منطقة ريف حلب الغربي، السبت الماضي تجمعاً مكتظاً لمنشآت صناعية ومستودعات، ومقار لمنظمات إنسانية ومخيمات للنازحين ومركز شرطة تابع لـ«حكومة الإنقاذ» في محيط مدينة سرمدا الحدودية مع تركيا.

تهديدات متبادلة

ومنذ أشهر تتحدث جميع الأطراف في محافظة إدلب، عن بدء عمليّة عسكريّة في المنطقة.

ويهدد مسؤولون عسكريّون في «الحكومة السوريّة» باستعادة المحافظة و«تطهيرها من الإرهاب».

وعلى الجانب الآخر يواصل الجيش التركي إرسال تعزيزات عسكريّة للمنطقة، في وقت تحدثت فيه وسائل إعلام تركيّة عن قرب عمليّة عسكريّة، بإشراف من القوّات التركي، في الشمال السوري.

من جانبه اعتبر المحلل العسكري، العميد “منير الحريري” أن تصعيد القوّات السوريّة خلال الفترة الأخيرة، يأتي من منطلق الوصول والسيطرة على الطرق الحيويّة والرئيسيّة شمالي سوريا، وهي طريق M5 الذي يربط دمشق بحلب، وطريق M4 الذي يربط حلب باللاذقيّة.

واعتبر “الحريري” في حديث لـ«الحل نت» أن التطورات في إدلب، تجري حالياً في التقاطع بين الطريق السياسي والعسكري، مشيراً إلى أن هنالك صفقة بالتأكيد بين روسيا وتركيا، محورها مناطق شمال غربي سوريا.

الحل العسكري قادم

ويرى “الحريري” أن الصفقة التي يتم التحضير لها حالياً بين روسيا وتركيا، تتضمن «إطلاق يد القوّات التركيّة شمال سوريا، وإعطائهم المسافة التي يتحدثون عنها، وهي عمق 30 كيلو متر، بدءً من مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، وذلك بمقابل السماح بالقضاء أو تفكيك هيئة تحرير الشام (النصر سابقاً)».

وبالنظر إلى التطورات الحالي أكد العميد، أن الشهر القادم سيكون حاسماً بالنسبة إلى إدلب، «وهو شهر الحل العسكري، بالنسبة للمناطق اللي تم الاتفاق عليها بين الروس والأتراك» حسب قوله.

توقعات متأرجحة!

وتتزامن تلك التوقعات والخروقات العسكريّة في الشمال السوري، مع انعقاد الجلسة السادسة لاجتماعات اللجنة الدستوريّة، والتي يؤكد القائمون عليها، أن أساس نجاحها إيقاف العمليّات العسكريّة في البلاد.

وتذهب بعض وجهات نظر المحللين العسكريّين، إلى عدم إمكانية حدوث عمليّة عسكريّة واسعة، في الوقت الراهن، كون أن التصعيد العسكري ليس من مصلحة أي طرف من الأطراف حالياً.

إضافة إلى أن إطلاق يد الأتراك شمالي سوريا، سيعني صداماً تركيّاً أميريكيّاً، بسبب ملف قوّات سوريا الديمقراطيّة التي تدعمه الولايات المتحدة شمال شرقي سوريا، في إطار محاربة تنظيم «داعش»

إقرأ أيضاً:ما دور الولايات المتّحدة في التحرّكات العسكريّة التركيّة شمالي سوريا؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.