هزة ثلاثية الأبعاد تنطلق من روسيا لاستهداف النفوذ الإيراني بسوريا

هزة ثلاثية الأبعاد تنطلق من روسيا لاستهداف النفوذ الإيراني بسوريا

أثيرت التساؤلات في الشارع السوري بعد إعلان السفير الإسرائيلي لدى روسيا، “ألكسندر بن تسفي”، السبت الفائت، حول عقد اجتماع بين روسيا والولايات المتحدة لمناقشة النفوذ الإيراني في سوريا.

السفير الإسرائيلي، تحدث عن إمكانية تحديد موعد ومكان اللقاء بعد مفاوضات بين الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، “نفتالي بينيت”، بسوتشي في 22 من الشهر الحالي.

وصرّح “بن تسفي”، أنّه «حتى الآن لا يوجد سوى فكرة، لم يتم تحديد الموعد أو المكان بعد، من جانبنا، ولكن قضايا سوريا وإيران، والشرق الأوسط بصفة عامة، ما زالت الموضوع الأهم بالنسبة للمستوى السياسي الأعلى».

ويبدو أنّ إسرائيل  لا تنوي تحمّل الوجود الإيراني في سوريا، ولا يمكن أن تتسامح مع تصديرها الإرهاب في المنطقة.

تشديد الخناق على إيران

ولكن على الصعيد المحلي ما يزال البعض يتسائل عن احتمالات عقد هذا الاجتماع، وإذا ما انعقد ما هي النتائج المتوقعة، لاسيما النفوذ الإيراني وتبعاته في المِلَفّ الخاص بـ سوريا.

وهنا يقول الكاتب والمحلل السياسي السوري، “درويش خليفة”، لـ(الحل نت)، إنّه وبشكل واضح، بعد أن حاصرت إيران إسرائيل عند حدودها الشِّمالية من ثلاث جهات، غزة، جنوب سوريا وجنوب لبنان، عقب وصول مليشيات إيران إلى حوران وسيطرتها على المنطقة هناك، لابد من تحرك إسرائيلي مع الدول صاحبة الشأن على الجغرافية السورية أي روسيا.

ولردع ممارسات الحرس الثوري الإيراني، دفع بالإسرائيليين لتبني تكتيك جديد بالوصول إلى الحدود الإيرانية في أذربيجان، وتهديد طهران من القواعد الآذرية، من خلال الطائرات المسيرة (درونز)، وفق “خليفة”.

وفيما يخص المِلَفّ السوري إزاء الاجتماع في حال انعقاده، يعتقد المحلل السياسي، أنّ نتائجه ستكون؛ وضع خُطَّة مشتركة للضغط على إيران في المِلَفّ النووي، مما ينعكس سلبًا على سياسات طهران التوسعية، والتي تستلزم تذخير وأموالًا تساعد على إتمامه.

ووفقاً لـ”خليفة”، فيعتبر تشديد الخناق إحدى الوسائل التي تتبناها إدارة بايدن تجاه إيران، أهمها الجانب الاقتصادي، رغم حالة الترهل غير المسبوق في اقتصادها، نتيجة للعقوبات الأمريكية على إيران.

ويوضح “خليفه” في نهاية حديثه لـ(الحل نت)، أنّه «في ظل عدم توفر معلومات كافية، لن نستبق الأمور لحين معرفة أجندات الاجتماع، حينها يمكننا وضع تصور أوضح يساهم في فهم ما ستؤول إليه الأمور».

للمزيد يرجى قراءة: «الحرس الثوري» يواصل عمليات إنشاء مهبطٍ للطائرات المروحية جَنُوبي الرقة

رؤية إسرائيل للنفوذ الإيراني في سوريا

نشرت صحيفة “هآرتس” العبرية تحليلاً حول النفوذ الإيراني في سوريا، تحدثت فيه عن بداية تغيير في الوجود الإيراني على الأراضي السورية بوجود روسيا.

وقالت الصحيفة، إنّ: «الغائب عن خريطة الهجمات منذ بداية العام الجاري، هو الهدف الرئيسي للطائرات الإسرائيلية في السنوات الأخيرة، وهو مطار دمشق الدولي».

ويبدو ذلك أنّه ليس عشوائياً وفق إشارة الصحيفة، إذّ تعتقد أنّ إيران أجلت قواتها من منطقة مطار دمشق بداية العام 2019، من جرّاءِ الهجمات الإسرائيلية، لتعود مجدداً بعد عام من ذلك، وأخيراً قلصت وجودها من هذه المنطقة مرة أخرى.

هذا التغيير بدا واضحاً بسبب ضغوط تمارسها روسيا على إيران، وفي أعقاب الضغط، ركزت إيران كثيراً من نشاطها في محيط قاعدة T4 الجوية شرقي حمص، وهي أبعد بكثير مع حدودها مع إسرائيل.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية، إلى أنّ هذا ليس التغيير الوحيد في النشاط الإيراني في سوريا، حيث تقدّر مصادر استخبارية مختلفة أن عدد عناصر المليشيات الموالية لإيران في سوريا انخفض من 20 ألفاً إلى 10 آلاف، أي بمقدار النصف.

ومؤخراً باتت القوات الروسية تعمل على تعزيز تواجدها ضمن مناطق سيطرة القوات النظامية غرب نهر الفرات، ودعم “الفيلق الخامس” و”الدفاع الوطني” للحد من نفوذ المليشيات الإيرانية في المنطقة.

قد يهمك: قبيل اجتماع ثلاثي.. روسيا تتحرك عسكرياً ضد المليشيات الإيرانية في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.