هذه المرة الرابعة، التي يتعرض فيها حقل “كورمور” الغازي بقضاء جمجمال إلى هجوم صاروخي خلال مدة أقل من شهر، حيث سمعت أصوات صافرات الانذار في الموقع، فيما نقلت مصادر رسمية، وغير رسمية، أن الحقل قد تم استهدفه مجددا.

وعن ذلك الهجوم الذي وقع أمس الاثنين، قال قائمقام جمجمال، رمك رمضان، إن، الهجوم حدث قبل الساعة الثامنة مساء بقليل، واستخدمت فيه ثلاثة صواريخ، مشيرا إلى أن، التحقيقات في الحادث بدأت، والأضرار غير معروفة حتى الآن.

رمضان أوضح، بأن “الحقل تعرض إلى هجوم في الساعة 7:50 مساء يوم الاثنين بعدة صواريخ، وما وصلتنا من معلومات تفيد بأن الهجوم نفذ بثلاثة صواريخ، وحتى الآن ليس واضحا من أين انطلقت“.

من جانبه، أوضح وكيل وزارة الثروات الطبيعية بإقليم كوردستان، أحمد المفتي، لشبكة “رووداو الإعلامية“، وتابعها موقع “الحل نت“، بأن “الهجوم نفذ بثلاثة صواريخ سقطت خارج الحقل، دون أن تسفر عن خسائر بشرية“.

اقرأ/ي أيضا: للمرة الثالثة.. قصف حقل “كورمور” النفطي في كردستان العراق 

هجوم بدون تأثير

وكيل وزارة الثروات الطبيعية بإقليم كوردستان، نوه إلى أن الهجوم لم يؤثر على انتاج الغاز الذي يتواصل كما كان، مشيراً إلى أن التحقيقات في الحادث بدأت.

من جهتها قوات الأسايش، والشرطة والقوات الأمنية الأخرى وصلت إلى مكان سقوط الصواريخ، وبدأت التحقيقات في الحادث.

الحقل كان قد تعرض للهجوم لأول مرة في 22 حزيران/يونيو 2022، ثم إلى هجوم ثان في 24 من ذات الشهر، ولم يسفر عن أضرار مادية بشرية، بحسب وكيل وزارة الثروات الطبيعية بإقليم كردستان، أحمد المفتي.

وحينها، قال مدير ناحية قادر كرم، بأن الصاروخ الذي استخدم في الهجوم الثاني انطلق من نفس مكان انطلاق الهجوم الأول، وفي 25 من الشهر ذاته أيضا، تعرض الحقل للهجوم للمرة الثالثة.

كورمور واحدة من قرى ناحية قادر كرم، في قضاء جمجمال بمحافظة السليمانية، والتي تعد من المناطق الغنية بالثروات الطبيعية، حيث تعمل فيها شركتا دانة غاز والهلال الإماراتيتين.

اقرأ/ي أيضا: أكثر من 11 مليار دولار.. إيرادات النفط العراقي لشهر حزيران

مشروع “كورمور”

في عام 2007، تم إنشاء مشروع غاز إقليم كردستان، بعد عقد شركتي، دانة غاز والهلال الإماراتيتين اتفاقية مع حكومة إقليم كردستان، من أجل الحصول على حق تخمين، تطوير، إنتاج، تسويق، وبيع المنتجات النفطية في حقلي كورمور وجمجمال، وبعد 5 شهرا بدأ المشروع بإنتاج الغاز في تشرين الأول 2008.

وتمتلك كونسورتيوم اللؤلؤة، وشركة الطاقة الإماراتية دانة غاز ووحدتها التابعة نفط الهلال، حقوق استغلال حقلي كورمور وجمجمال، وهما من أكبر حقول الغاز في العراق.

وتقوم شركة “دانة غاز” وفق اتفاق مبرم عام 2007، مع سلطات إقليم كوردستان، بإنتاج وتسويق وبيع البترول، والغاز الطبيعي من حقلي كورمور وجمجمال في الإقليم.

كما تمتلك “دانة غاز” أصولا في مجالات التنقيب عن الغاز وإنتاجه في الإمارات ومصر وإقليم كوردستان، بمعدل إنتاج 66.200 برميل نفط مكافئ يوميا، واحتياطيات غاز مؤكدة ومحتملة تتجاوز مليار برميل نفط مكافئ في عام 2019.

تكرار استهداف الحقل الغازي دون غيره وفي مدة وجيزة وبأربعة استهدافات، أثار السؤال حول المستفيد من تلك الهجومات ومن الجهات التي تقف خلفها، وإذا ما كانت تحمل أجندات سياسية.

https://twitter.com/raedelhamid/status/1551701972662755328?s=21&t=74H-ftD_z6C_UoHcLtZpDw

قصف مجهول

على الرغم من عدم إعلان أي جماعة مسؤوليتها عن تلك الهجمات، لكن جميع المؤشرات تشير إلى تورط جماعات مسلحة موالية لإيران، لاسيما بعد أن كانت جماعات مدعومة إيرانيا قد أعلنت مسؤوليتها عن هجمات مماثلة في السابق.

إذ يقول المهتم في الشأن السياسي، ثائر الجبوري، لموقع “الحل نت“، إن “الهجمات وتوقيتاتها ترتبط بشكل وثيق بالصراع السياسي الدائر بين القوى السياسية الداخلية في الإقليم وفي بغداد، حول تشكيل الحكومة والاتفاق حول مرشح رئاسة الجمهورية“.

ويضيف، أن “الهجمات هدفها الضغط على الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود البارزاني، لدفعه باتجاه القبول بشروط الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يحاول الحفاظ على رئاسة الجمهورية للولاية الرئاسية الرابعة“.

الجميع يعلم، أن “الإقليم يمر بأوقات صعبة نتيجة التضيق الذي تم ممارسته من قبل الحكومة الاتحادية في بغداد بدفع من القوى السياسية، التي أرادت اخضاع بارزاني عبر تلك الضغوط والقبول بشروط، وذلك من خلال تأخير الاستحقاقات المالية للإقليم، وخلق مشكلة قانون النفط والغاز“، بحسب الجبوري.

اقرأ/ي أيضا: بإيعاز إيراني.. ميليشيات تُهرّب النفط العراقي إلى سوريا ولبنان

ضغوطات

كما أشار، إلى أن “إلغاء قانون النفط والغاز نتائجه بدأت تظهر بشكل واضح من خلال مغادرة إحدى كبريات شركات النفط العالمية، وهذا ما يعني قد تكون شركات أخرى في طريقها إلى الانسحاب من الإقليم، بالتالي أن توقيت هذه الانسحابات مع تأخير مستحقات الإقليم المالية ورفع سعر صرف الدولار، كلها عوامل تشكل ضغطا كبير على الديمقراطي، للقبول بشروط الاتحاد الحليف للقوى الشيعية المقربة من إيران“.

لو بالفعل كان “هناك مشكلة ما حول الإقليم لتم استهداف مواقع أخرى غير المنشآت الحيوية؛ لكن الأمر واضح، وهي دوافع اقتصادية خلف تلك الهجمات التي تركز في نواياها الواضحة إرباك سوق العمل في الإقليم وافقاده ميزته الرئيسية ألا وهي الأمان“.

الجدير بالذكر، في مطلع شهر أيار/مايو الماضي استهدف هجوم صاروخي مماثل، مصفاة “كار” بأربيل مما أسفر عن اندلاع حريق بأحد خزانته، وتمت السيطرة عليه.

وأعلنت سلطات مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان، أن ستة صواريخ سقطت قرب المصفاة، مضيفة أنها أطلقت من محافظة نينوى.

اقرأ/ي أيضا: أعلى إيرادات بتاريخ تصدير النفط العراقي

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.