تتزايد وتيرة ونبرة المسؤولين في الحكومة السورية حول أي اتفاقية تعقد مع دولة جديدة بغض النظر عن فائدتها من عدمها، ولكن يصفون ذلك بـ”تغير في الأجواء السياسية الدولية” و”الانتصارات في الحرب” و”الانفتاح على المبادرات للخروج من الأزمة”.

وتتركز جهود الحكومة وعلى رأسها وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، نحو الأهداف الاقتصادية مع أي دولة كانت، فتوجهها في الفترة الأخيرة كان فتح علاقات مع دول الشرق الأقصى من الهند وإندونيسيا والفلبين، والجنوب الأميركي كالبرازيل والأرجنتين، إضافة إلى صربيا كإحدى دول الاتحاد الأوروبي.

باكستان تعاون تجاري من دمشق

وقعت الحكومة السورية، أمس الأحد، مذكرة تفاهم تقضي بالتعاون الاقتصادي والتجاري مع جمهورية باكستان.

وتعتبر هذه المذكرة الأولى من نوعها خلال الحرب في سوريا، وجاءت في إطار تعزيز التبادل الاقتصادي والتجاري بما يعود بالفائدة لمصالح البلدين.

واللافت في الأمر، أن الاتفاقية وقعت في مبنى وزارة الاقتصاد، حيث وقعها وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية، محمد سامر خليل، وسفير باكستان في سوريا، سعيد محمد خان، ممثلا عن وزارة التجارة لدى بلاده.

وتعتقد الحكومة السورية مؤخراً، أنّ البرتوكولات الدولية ليست مهمة، فالأهم لديها الآن وجود ، مكانًا يلجأ إليه لتعزيز الاستثمارات والتعاون الاقتصادي، بعد اتخاذه موقفًا تجاه الدول الغربية من أوروبا والولايات المتحدة الأميركية.

“بروباغندا إعلامية” ولا فائدة للمواطن

يرى رجل الأعمال السوري، منير الزعبي، أنّ الاجتماعات التي تعقدها الحكومة السورية مع جميع ممثلي الدول والخاصة بالشأن الاقتصادي، هي غالباً “بروباغندا إعلامية”، وفحواها فارغ.

وأشار الزعبي خلال حديثه لـ(الحل نت)، إلى أنّ سوريا ما تزال في غارقة في مستنقع العقبات، وجلب استثمارات خارجية ضخمة بعيدة المنال، لا سيما وأنّ البلاد مستمرة في الحرب، والأمر الآخر هو استمرار وجود العقوبات الدولية، التي ينتج عنها عدم استقرار اقتصادي.

وأوضح رجل الأعمال السوري، أنّ «توقيع الاتفاقيات مع الدول لن يعود بالنفع عليها، لأن البنية التحتية للتبادل التجاري الدولي ليست بالمستوى المطلوب في سوريا، النتائج المرجوة لدى الشعب ستكون أضغاث أحلام»، حسب وصفه.

تاريخ العلاقات بين سوريا وباكستان

طالبت إسلام آباد بدعم الرئيس السوري، بشار الأسد، وأصرت بقوة على إيجاد حل سلمي للأزمة السورية، فضلا عن معارضة أية إجراءات عسكرية ضد سوريا، وفق ما نقلته تقارير صحفية في ذلك الوقت.

وفي كانون الأول/ديسمبر 2015، قالت باكستان أنها ضد أي محاولة للإطاحة بحكومة الرئيس السوري، بشار الأسد.

بلغ المعدل التجاري ذروته بين البلدين في عام 2002، إذ بلغ حوالي 8.891 مليون دولار أميركي، وتبلغ الصادرات الباكستانية نحو 3.584 مليون دولار، فيما تبلغ الواردات حوالي 4.317 مليون دولار.

اقرأ أيضا: باكستان تعيد رحلاتها الجوية إلى دمشق بعد 10 أعوام من التوقّف

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.