رحلات دينية أم إرسال مرتزقة؟ باكستان تعيد رحلاتها الجوية إلى دمشق بعد 10 أعوام من التوقّف

رحلات دينية أم إرسال مرتزقة؟ باكستان تعيد رحلاتها الجوية إلى دمشق بعد 10 أعوام من التوقّف

أعلنت وزارة النقل السورية، الجمعة، عن وصول أولى رِحْلات الخطوط الجوية الباكستانية (PIA) إلى مطار دمشق الدَّوْليّ، بعد توقف دام نحو 10 سنوات.

وتسعى باكستان لتشغيل رِحْلات جوية من مطارات (كراتشي، لاهور، وإسلام آباد) في البلاد باتجاه دمشق وبالعكس، بعد أن طلبت عودة  ٧ – ٨ رِحْلات خلال الشهر، لتدرس خلالها إمكانية عودتها بشكل دائم.

ونقلت الرحلة الأولى، حسب سفير باكستان في دمشق، “سعيد محمد خان”، باكستانيين إلى دمشق بهدف القيام بـ”زيارات دينية” إلى بعض الأماكن ومنها ضريحا السيدة زينب، والسيدة رقية عليهما السلام، وغيرها من الأماكن المقدسة المهمة.

يأتي ذلك في ظلّ استمرار إيران تجنيد باكستانيين في “كراتشي” والمناطق القبلية والشمالية، مثل إقليم “كُرّم”، ومن جماعة “هزارة” في “كويتا” بـ “بلوشستان”، من أجل القتال إلى جانب الحكومة السورية.

ففي العام 2016 فقط، أُعلِن عن مقتل نحو 300 باكستاني يحاربون في “لواء زَينبيون” إلى جانب “حزب الله” ومليشيات عراقية و”الحرس الثوري” الإيراني.

وظلت باكستان من بين الدول القليلة التي تحتفظ بسفارتها داخل دمشق، ولم تعلن “إسلام آباد” مع أكبر حليف لها في الشرق الأوسط السعودية، أنّ السفير السوري شخصٌ غير مرغوب به كما فعلت الأخيرة.

وبهدف إرضاء إيران، غالباً ما تتبنى باكستان سياسة خجولة تجاه دمشق، فيما يتعلق بالعمليات العسكرية التي يخوضها الجيش السوري ضد معارضيه وتتسبب بمقتل آلاف المدنيين.  

مقاتلو”زينبيون” الباكستانيين إلى دمشق

فمنذ اندلاع الحرب في البلاد، لم تدين باكستان العمليات العسكرية للحكومة السورية والاستخدام المُثبت للأسلحة الكيميائية في سوريا.

وعلى الرغم من أن عدد الباكستانيين الشيعة لا يتجاوز 9%، إلا أن طهران استثمرتهم بشكل جيد عبر إعلامها.

وتعتبر جامعة “المصطفى” العالمية في مدينة “قم” الإيرانية، من أهم نِقَاط التحاق الطلبة الباكستانيين في لواء “زينبيون” – عقب تراجع الطلب على عناصر “زينبيون”، خلال السنوات الأخيرة، بات هؤلاء يشكلون خطرًا جديدًا على باكستان.

ورغم وجود تقارير تشير إلى أن عدد عناصر اللواء اليوم يتراوح بين ألفين و5 آلاف مقاتل، فإن عددهم أكثر من ذلك بكثير، حسب مسؤولين في الاستخبارات الباكستانية.

العديد من الدراسات تشير إلى أن الفقر والإيديولوجية، يعتبران من أهم العناصر بيد إيران لإقناع الباكستانيين بالانضمام إلى لواء “زينبيون“.

كما تقدم إيران للمقاتلين في لواء “زينبيون” وعودا براتب شهري يتراوح بين 700-750 دولار أميركي، وإجازة لمدة 15 يوما كل 3 أشهر.

ورغم تلك المخاطر، فإن “إسلام أباد” تتعامل بإهمال مع هذا المِلَفّ، إذ لم تقم بحظر المجموعات التي تدعو الشباب الباكستانيين للانضمام إلى لواء “زينبيون”، ولم تتبع سياسة صارمة إزاء ضم إيران مقاتلين من باكستان.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.