تعاني محافظة إدلب في شمال غربي سوريا، من ضعف شديد في القطاع التعليمي بسبب قلة الدعم المقدم من الجهات المانحة بعد سيطرة حكومة الإنقاذ على المنطقة.

 معلمو إدلب يفضلون العمل خارج إطار المهنة

قالت علياء الحمود، وهي مدرسة لغة عربية لـ(الحل نت)، إنه بعد عملية قطع الرواتب من قبل منظمة “الأجاكس” التي كانت تدعم القطاع التعليمي في مدينة أريحا قبل أكثر من ثلاثة أعوام، تركت مجال التدريس والانتقال لمجالات أخرى من أجل كسب المال بعد الضغوطات المالية التي وقعت بها نتيجة عملها الطويل بشكل تطوع في المدرسة التي تحوي 500 طالبا.

قد يهمك: كوريا الشمالية تدعم الأسد في التصعيد العسكري على إدلب

وأضافت الحمود، أن الأمر ينطبق على أكثر من 20 معلم ومعلمة في المدرسة نفسها التي كانت تعمل بها، وجميعهم الأن تركو مجال التعليم والانتقال إما للعمل في مجال المنظمات أو الأعمال “الحرة” كبيع الخضار، ومنهم من قرر العمل في المنزل كمعلم للدروس الخصوصية مقابل مبالغ مالية زهيدة.

وتعقيبا على كلام الحمود، تواصل (الحل نت) مع مصدر من مديرية التربية العاملة في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام.

المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته لأسباب امنية، أوضح أن هناك أكثر من 5500 مدرس ومدرسة يعملون دون أجور وخاصة المعلمين المختصين في المواد التي تدرس للمرحل الثانية والثالثة من التعليم، أي من الصف السادس حتى الثالث الثانوي.

مشيرا إلى أن المنظمات العاملة في قطاع التعليم، ركزت دعمها على المراحل الأولى من التعليم ورياض الأطفال، وأن عدد المنظمات قليل جدا  لا يتجاوز 8 منظمات، وفق قوله.

للمزيد أقرأ: “هيئة تحرير الشام” تفرض الإتاوات على مزارعي إدلب بذريعة الزكاة

 ماهي أعداد المدارس العاملة في محافظة إدلب؟

محمد حلاج، مدير فريق منسقو استجابة سوريا، قال لـ(الحل نت) ، إن المدارس العاملة في محافظة إدلب تبلغ 966 مدرسة، منها 131 مدرسة متضررة ومهدمة بشكل كلي بسبب  قصف القوات الحكومية للمدارس والمنشأة التعليمة في المنطقة.

وأشار الحلاج في أرقامه إلى أن أعداد الطلاب في مناطق شمال غرب سوريا بلغ 388501، فيما بلغ عدد المعلمين 16356 معلم، منوها إلى أن عدد الطلاب المتسربين عن الدراسة بسبب عمليات التهجير والنزوح، إلى جانب المنخرطين في سوق العمل  والزواج المبكر، بلغ 209581 طالب وطالبة.

 الانتقال من التعليم العام إلى المدارس المؤجرة في إدلب

قال محمد عبود، والد لطالبين، الأول في الصف التاسع والثاني في الثالث الثانوي، إنه قرر نقل أولاده من المدرسة العامة المجانية إلى مدرسة خاصة مقابل مبلغ يقدر ب 200 دولار كل عام لأسبباب أهمها أن التعليم الذي يقدم في المدارس المجانية والتابعة لحكومة الإنقاذ غير كافية ولا تقدم التعليم بشكل جيد للطلاب، كون أغلب المعلمين يعملون بشكل تطوعي وغير مدفوع، مما يجبرهم على عدم اهتمامهم بالطلاب وتركيزهم على طلاب المعاهد الخاصة التي توفر لهم الرواتب واحتياجاتهم الشهرية.

اقرأ أيضا: انهيار اقتصادي وارتباك بعملية البيع والشراء في أسواق إدلب.. ما القصة؟

 اتهامات لحكومة الإنقاذ بتوجيه التعليم من المجاني إلى الخاص

بعد أن فقدت أكثر من 40% من عدد المدارس في محافظة إدلب دعمها المقدم من المنظمات المانحة، واكتظاظ المدارس بالطلاب بسبب النزوح والتهجير من محافظات أخرى لجأ البعض لفتح مدارس خاصة وتعليم ربحي، حيث يعتبر مشروعا في محل جدل بالمجتمع المحلي وغير مناسب حسب وصف البعض.

بينما اتهم ناشطون محليون في حديث مع (الحل نت) حكومة الإنقاذ، بتسهيل عملية نقل التعليم من المجاني إلى الخاص عن طريق التضييق على المدرسين وعدم منحهم أجور في المدارس العامة رغم الأتاوات التي تفرضها على المدنيين القابعين تحت سيطرتها.

وأشار الناشطون إلى أن تحرير الشام وعن طريق حكومة الإنقاذ تفرض مبالغ مالية كرسوم ترخيص لكل مدرسة خاصة، ويكون ذلك حسب النسبة وعدد الطلاب المسجلين فيها، حيث قدرت النسبة أن على كل طالب 10 دولار أميركي، أي المدرسة التي تحوي 100 طالب تأخذ حكومة الإنقاذ منها 1000 دولار شهرياً.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.