تشهد محافظة إدلب هذا العام، تراجعاً كبيراً في إنتاج محصول الزيتون والزيت المستخرج منه، بسبب تأخر هطول الأمطار وعدم حراثة آلاف الهكتارات المزروعة، بسبب قربها من مناطق التماس بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة، في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج من حيث المحروقات ووسائل النقل، وأجور المعاصر وأسعار الصفيحة المعدنية.

ورغم فرضت هيئة الزكاة التابعة لـ “هيئة تحرير الشام” على أصحاب المحاصيل والأراضي المزروعة بمحصول الزيتون، دفع إتاوات تحت مسمى “«الزكاة» على كميات الزيت الناتجة عن محصولهم.

يقول ” محمد المحمد” اسم وهمي وهو صاحب أرض زراعية في ريف إدلب الجنوبي، إن موظفين من هيئة الزكاة التابعة لهيئة تحرير الشام، يرابطون في المعاصرة الخاصة بعصر الزيت، ويجبرون المزارعين على وضع 5 بالمئة من إنتاجهم المحلي للزيت.

وأضاف المحمد في حديثه لـ«الحل نت»، أنّ «من يتخلف على دفع الكمية المحددة من موظفي الزكاة في المعصرة، يقدم به ضبط ودعوى وتحول إلى مخفر “حكومة الإنقاذ” العامل في نفس المنطقة الذي ينحدر منها المزارع ليتم اعتقاله واجباره على دفع ما تخلف عليه».

واشتكى المزارع محمد من تصرفات الهيئة ووصفها بأنها لا تختلف عن ما يفعله الجيش السوري «فالنظام يقصف الأراضي الزراعية ويحرق الأشجار وما يتبقى من محصوله تقاسمه تحرير الشام عليه» حسب قوله.

نصاب الزكاة وماهية الألية المتبعة من تحرير الشام بذلك.

تواصل «الحل نت» مع أحد موظفي هيئة الزكاة والذي رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية وقال إن «الزكاة تعمل بقانون النصاب يقع على من لديه أكثر من 82 كيلو زيت ويأخذ منه 5 بالمئة من إنتاجه أي على من لديه 100 كيلو يتم إلزامه بوضع 5 كيلو غرامات من الزيت الصافي». 

إلا أن هيئة الزكاة تعمل مسبقا على إلزام جميع المزارعين بدفع 5 بالمئة، حتى لا يتم التهرب منها بنظرها أن هناك العديد من المزارعين يعملون على عصر محصولهم على فترات زمنية متقطعة لذلك تفرض عليهم مسبقا دفع الكمية المترتبة عليه.

من هيئة الزكاة؟

وشكلت “حكومة الإنقاذ” التابعة لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) “الهيئة العامة للزكاة عام 2019 وحصرت تأدية الزكاة عن طريقها وفرضت نفسها في  سبيل إجبار المدنيين على تأدية  «فريضة الزكاة» عن طريقها حصراً.

وتفرض “حكومة الإنقاذ” على التجار عدم شراء حب الزيتون أو زيت الزيتون إلا بعد التأكد من إخراج الزكاة، وفق الإيصالات الرسمية المعتمدة لدى الهيئة العامة للزكاة مهددة بـ المساءلة القضائية.

وفي العام الماضي حركت “هيئة تحرير الشام” أرتالها باتجاه مدينة كفر تخاريم، بعد رفض أهالي المدينة دفع الزكاة وطرد لجنة الزكاة من المدينة.

اقرأ أيضاً: “الجولاني” يصف مناطق «الجيش الوطني» بـ «الغابة» ويلمح بانتزاعها لصالح “تحرير الشام”

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة