تفاعلت أسعار السوق المالية سريعا إلى انخفاض مع العمليات العسكرية التي تشنها روسيا على أوكرانيا، فتراجعت البورصات الآسيوية والعربية بشكل حاد، فيما اتخذت روسيا موقفا على الفور وأعلنت وقف التجارة في سوقها المالي بعد أن انخفض مؤشرها بأكثر من 10 بالمئة.

فبينما تهاجم القوات الروسية  أهدافا في جميع أنحاء أوكرانيا، يراقب تجار السلع شبكة البنية التحتية الواسعة في البلاد والتي تعتبر أساسية لتوريد الغاز والمحاصيل والصلب إلى أوروبا وخارجها.

الأسواق الروسية تتصدع

إلى أعلى مستوى له منذ كانون الثاني/يناير 2016، انخفض الروبل الروسي، بينما ارتفع الدولار الأميركي أمامه، بعد أن توقفت التجارة مؤقتا بسبب الغزو الروسي على أوكرانيا، إذ تراجعت العملة الروسية بنسبة 3.6 بالمئة إلى 88.2 روبل للدولار، و 3.9 بالمئة إلى 95.2425 روبل لليورو.

وذكرت وكالة “رويترز”، أن بورصة موسكو أوقفت التداول كإجراء احترازي بعد انخفاض بأكثر من 10 بالمئة في الأسهم الروسية. وقالت البورصة، “تم إغلاق جميع الأسواق. وفي وقت لاحق، سيتم الإعلان عن الاستئناف”.

هذا التراجع في السوق الروسية، كان بفعل اضطراب في الحركة الجوية بسبب إلغاء الرحلات الجوية من مطار روستوف في روسيا، القريب من أوكرانيا، والذي ترافق مع تحذير من وكالة سلامة الطيران الأوروبية من التحليق عبر المجال الجوي الأوكراني.

للقراءة أو الاستماع: بدأت الحرب.. بعد أشهر من التوترات روسيا تغزو أوكرانيا

ارتفاع أسعار الوقود

وأدى الغزو الروسي لأوكرانيا، إلى ارتفاع أسعار الطاقة في جميع أنحاء العالم بنسب تتجاوز 6 بالمئة، حيث قفزت أسعار البراميل النفطية إلى أكثر من 100 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ 2014.

وقفز خام برنت 7.3 بالمئة إلى 103.17 دولار للبرميل قبل الساعة العاشرة صباحا اليوم الخميس، وهو أعلى مستوى منذ يوليو/تموز 2014. فيما صعدت العقود الآجلة للخام الأميركي نايمكس تسليم أبريل/نيسان بنسبة 6.26 بالمئة لتصل إلى 97.87 دولار للبرميل.

ويتوقع العديد من المحللين أن ترتفع الأسعار أكثر من ذلك بكثير، وسط مخاوف من حدوث اضطراب كبير في إمدادات الطاقة العالمية.

وفي حالة عدم وصول الإمدادات من الولايات المتحدة أو المحادثات في فيينا كما هو مخطط لها، فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من الضغوط وارتفاع أسعار النفط في نطاق 150-170 دولار، إذ يعتقد أن المحادثات في فيينا الهادفة إلى إحياء الاتفاقية النووية الإيرانية، يمكن أن توفر دفعة إمداد جديدة.

للقراءة أو الاستماع: ما هو واقع المصارف السورية في سوق الأوراق المالية؟

انخفاض حاد في سعر سوق الأسهم

أدت أخبار الحرب الروسية إلى انخفاضات حادة في أسواق الأسهم في جميع أنحاء أوروبا، حيث انخفض مؤشر FTSE 100 البريطاني بنسبة 2.5 بالمئة، وهبط مؤشر Dax الألماني بنسبة 3.5 بالمئة. وفي وقت سابق، انخفضت الأسهم في آسيا أيضا بشكل حاد.

وقال روس مولد، مدير الاستثمار في “إيه جيه بيل”، إن ارتفاع أسعار النفط شكلت “أنباء مروعة للشركات والمستهلكين” لأنها “ستعمل على زيادة التضخم”.

وأضاف، أنه لن تستمر فواتير الطاقة في الارتفاع فحسب، بل يبدو أن أسعار المواد الغذائية سترتفع أكثر. فأوكرانيا وروسيا كلاهما من كبار موردي المواد الغذائية وأي انقطاع في الإمدادات سيجبر المشترين على البحث عن مصادر بديلة، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.

وبيّن مولد، أن انخفاض سعر مؤشر فوتسي 100، كان خبرا سيئا لملايين المدخرين والمستثمرين الذين لديهم أموال في الأسهم البريطانية، منوها إلى أن الحرب الروسية تسببت أيضا بتراجع السوق الألمانية والصينية.

والجدير ذكره، أن عملة البيتكوين شهدت انخفاضا إلى أقل مستوى لها منذ شهر  بنسبة 9 بالمئة. إذ وصلت إلى أقل من 35000 دولار، حيث أثار الصراع بين روسيا وأوكرانيا الذعر في سوق العملات المشفرة.

للقراءة أو الاستماع: انخفاض قيمة الليرة السورية بعد هذا الإجراء.. تعرفوا عليه

سعر الذهب يحلق

وفي السياق ذاته، قفزت أسعار الذهب أكثر من ثلاثة بالمئة، اليوم الخميس، كما سجل البلاديوم كأكثر المعادن النفيسة صعودا حيث زاد الغزو الروسي لأوكرانيا المخاوف من اندلاع حرب في أوروبا ودفع المستثمرين بعيدا عن الأصول ذات المخاطر العالية والتوجه إلى الملاذات الآمنة.

ووصلت أسعار الذهب الفورية إلى 1970 دولارا للأونصة، لتحوم حول أعلى مستوى لها منذ عام واحد. ترافق مع إقبال غير معهود على الملاذ الآمن بسبب حالة من الخوف أججتها التوترات المتسارعة بالمنطقة.

وفي سوريا،  بلغ سعر غرام الذهب من عيار 21 في دمشق 202,955 ليرة للمبيع و 201,955 ليرة للشراء. بينما سجلت الأونصة نحو 7,222,589 ليرة سورية. في حين بيعت الليرة الذهبية بنحو 1,625,082 ليرة سورية، وفقا لما ذكره محل الزريقات لبيع المجوهرات لـ”الحل نت”.

ارتفع سعر صرف الدولار في دمشق، بمقدار 25 ليرة خلال الساعات الماضية (أي بنسبة تقارب 0.41 بالمئة). واستقر عند سعر شراء 3645، وسعر مبيع يبلغ 3680 ليرة للدولار الواحد. بمدى يومي بين 3655 و 3670 ليرة.

الجدير ذكره، أنه نظرا لأن روسيا هي واحدة من أكبر منتجي النفط والغاز الطبيعي في العالم، فإن الاضطرابات في إنتاجها، سواء كانت نتيجة غير مقصودة للعمل العسكري أو ردا على العقوبات الدولية، يمكن أن يكون لها تأثير عميق على أسعار الطاقة.

للقراءة أو الاستماع: السوق السوداء تتحكم بالدولار الأزرق والأبيض في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.