دعم عسكري جديد وصل مؤخراً إلى دمشق، عبر حليف بشار الأسد في بيونغ يانغ، زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، لغاية المشاركة من جديد في معارك القوات الحكومية تجاه إدلب.

ويبدو أن زعيم كوريا الشمالية، على توافق تام مع الرئيس السوري، بشار والأسد، وهو ما تترجمه الرسائل المتبادلة خلال الفترة الماضية بين الاثنين المعزولين دوليًا.

خبراء من كوريا الشمالية في جبهات ريف إدلب ودير الزور

كشف مصدر عسكري في الفرقة (25) التابعة للجيش السوري، لـ(الحل نت)، اليوم الاثنين، أنّ خبراء من كوريا الشمالية وصولوا خلال الأسبوع الفائت إلى سوريا في مهام عسكرية وليست قتالية، لدعم الأسد في معركة مرتقبة.

وأشار المصدر -تحفظ عن ذكر اسمه لأسبابٍ أمنية- إلى أنّ الخبراء الكوريين استطلعوا مهام الجيش السوري والخطط القتالية في ريف إدلب، كما أجروا تجارب على معدات عسكرية قتالية من أجل جاهزيتها.

ورافق الخبراء وفد عسكري من وزارة الدفاع السورية وضباط روس، في حين كان تركيز الخبراء على تجربة أجهزة الرادار ذات المنشأ الصيني، والتي وصلت في يونيو/حزيران الفائت إلى أطراف إدلب ودير الزور.

وأوضح مصدر (الحل نت) والذي يتولى مهام المدفعية الثقيلة في الفرقة، أنّ الخبراء العسكريين الكوريين توجهوا إلى ريف دير الزور للكشف عن مناطق تم استهدافها عبر الطيران الإسرائيلي، كما تداولوا حديثاً عن تطوير مهام أجهزة الرادار والاستشعار في مقرات المليشيات الموالية لإيران.

كوريا الشمالية تدعم الأسد بشحنات أسلحة

لم تنقطع العلاقات السورية – الكورية خلال الحرب السورية، فوفقاً لمصدر (الحل نت) فإنّ عشرات الخبراء الكوريين الشماليين ما يزالون في سورية بمهمات علمية عسكرية لا علاقة لها بالحرب الدائرة في البلاد.

ومن بين المهام التي تداولها الخبراء خلال وجودهم على أطراف محافظة إدلب، الإشراف على صيانة مواقع ومعدات وتشغيل مشاريع عسكرية وحكومية.

وهو على عكس ما تقر به الحكومة السورية، إذ ذكرت سابقاً للجنة الأمم المتحدة أن الكوريين الشماليين في سوريا رياضيون ومدربو ألعاب رياضية.

وكان تقرير للأمم المتحدة، صدر في أغسطس/آب 2018، كشف أن تعاونا عسكريا بين كوريا الشمالية والأسد استمر دون انقطاع حتى عام 2017 على الأقل، رغم العقوبات الأممية المفروضة على بيونغ يانغ.

وقال التقرير الذي أعدته لجنة خبراء في المنظمة الدولية، إن فنيين من كوريا الشمالية يعملون في صناعة الصواريخ البالستية وغيرها من الأنشطة المحظورة زاروا سوريا في 2011 و2016 و2017.

واستعانت بيونغ يانغ بمهرب أسلحة سوري اسمه حسين العلي، عرض مجموعة من الأسلحة التقليدية وفي بعض الأحيان صواريخ بالستية مصنوعة في كوريا الشمالية.

وتفاوض المهرب السوري، حسب التقرير، في دمشق عام 2016 على بروتوكول تعاون بين الحوثيين في اليمن وكوريا الشمالية، ونص هذا الاتفاق على تأمين مجموعة واسعة من المعدات العسكرية.

اقرأ أيضا: من بوابة الحرب على الإرهاب.. الصين تستعد لمواجهة أميركا في إدلب

تحالف كوريا وسوريا يتطور نحو الأسلحة النووية

وتعليقا على وصول خبراء من كوريا الشمالية لدعم الأسد، قال القائد العسكري في “الجبهة الوطنية للتحرير” التابعة للجيش الوطني المدعوم من أنقرة، النقيب “فيصل الفضل”، أنّ وصول الخبراء يعني أنّ الحكومة السورية أمام تحدٍ كبير في معركة إدلب.

وحول موقف الأتراك ومدى معرفتهم باستعانة الجيش السوري بخبراء ومعدات عسكرية من شرق آسيا، أشار “الفضل” إلى أنّ الضباط الأتراك لا يطلعون الجيش الوطني على كافة التفاصيل، إنّما يتم إبرام اتفاق قبيل المعركة، دون القدرة على معرفتهم بوجود تجهيزات من قبل القوات الحكومية من عدمها.

إلى ذلك، نوه الخبير في الشؤون السياسية، “عمر الحريري”، خلال حديثه لـ(الحل نت)، إلى أنّ التخوف الأكبر هو نقل مصانع إيران وكوريا النووية إلى سوريا، لا سيما وأنّها أرضاً خصبة بسبب اندلاع الحرب فيها.

وأوضح “الحريري”، أنّ روسيا فعلت ذلك سابقاً عبر تجربة أسلحتها في سوريا، وعرضت ذلك خلال معارض عسكرية دولية حضرها قادة دول.

وهذا الاحتمال وارد بحسب “الحريري”، لا سيما وأنّ “الأسد” و”كيم” تبادلا المراسلات 12 مرة خلال عام 2021، بحسب بيانات موقع أخبار كوريا الشمالية “NK NEWS” الأميركي المتخصص بتحليل وسائل الإعلام الكورية والحصول على بيانات منها.

أحدث اتصال بين زعيم كوريا الشمالية والرئيس السوري، كان برقية شكر وصفت بـ”الاحتفالية” من “الأسد” ردا على برقية تهنئة بـ”فوزه بالانتخابات” أرسلها كيم.

وكانت ولا تزال كوريا الشمالية توفر لسوريا تقنيات عسكرية، وأخرى استخبارية، وأيضا صواريخ وتكنولوجيات الأسلحة الكيمياوية التي يتهم الأسد باستخدامها في معاركه داخل البلاد، لكن السؤال الأبرز يتمحور حول إمكانية تسبب الأسد من جديد بأزمة دولية بعد استعانته العسكرية بالصين وكوريا الشمالية رغم العقوبات الدولية المفروضة عليه.

قد يهمك: الدور الصيني في سوريا: هل ستكون بكين الرابح الأكبر من الدمار السوري؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.