شهدت مناطق سيطرة الحكومة السورية في دير الزور، شرقي سوريا، خلال الأيام القليلة الماضية، ازدياد في عمليات السرقة والنهب طالت منازل وممتلكات سكان المنطقة.

واتهمت مصادر محلية ميليشيا الدفاع الوطني بالوقوف وراء السرقات، موضحين أن، «عمليات السرقة التي تقوم بها ميليشيا الدفاع الوطني، زادت عن الحد، إذ  لم يسلم منها حتى عناصرهم، فقد قتل عنصر منهم ليل أمس في حي الطب بالمدينة، عير إطلاق نار عليه من قبل عنصر آخر، وذلك أثناء محاولته سرقة دراجته النارية أمام منزله مستغلا انقطاع التيار الكهربائي».

قد يهمك: بدون رقابة.. الميليشيات الإيرانية تتسبب بفقدان البيض في دير الزور

السرقة في دير الزور

وأضافت المصادر لـ(الحل نت) أن: «الحادثة جاءت بعد ساعات قليلة من سرقة منزل آخر في حي الجورة، ومحل لبيع الخضار والفاكهة في ذات الحي أيضاً، والمتهم الوحيد عناصر الدفاع الوطني، لأن الأحياء المذكورة تقع تحت سيطرتهم ولتواجد مقرات عديدة لهم في المكان».

من جانبها،  تحدثت سيدة من حي الجورة، فضلت عدم ذكر اسمها لسلامتها الشخصية، عن رؤيتها عنصرين من الدفاع الوطني أثناء سرقتهم لمنزل جيرانها، حيث «قاما بإخراج أسطوانة غاز وفرن ودراجة هوائية، مستغلين عدم تواجد أحد في المنزل»، وفق قولها.

موضحة لـ(الحل نت) أنه «لا يمكن أن تشهد بما رأته لأن ذلك سيسبب لها مشاكل كثيرة قد تطال أبنائها من قبل عناصر الميليشيا، لأن الجهات المسؤولة تغض الطرف عن محاسبتهم».

وبالرغم من انتشار حواجز كثيرة لميليشيا الدفاع الوطني وحواجز للقوى الأمنية الحكومية على مداخل الأحياء والشوارع الرئيسية في مدينة دير الزور، إلا أن عمليات سرقة المنازل لاتزال مستمرة وبشكل منظم، الأمر الذي اعتبره السكان دليلا كافيا على وقوف كلا الطرفين خلف تلك الانتهاكات.

اقرأ أيضا: ميليشا “الحرس الثوري” تستثمر أراضي الفلاحين بدير الزور دون موافقتهم

يوسف (اسم مستعار) من ريف الميادين، قال لـ(الحل نت) إن، «عناصر الدفاع الوطني سرقوا من منزله ثلاثة خراف، وهو يعرف أسماء السارقين، لكنه يعجز عن تقديم أي شكوى ضدهم، بسبب تخوفه من ردات فعلهم».

وأشار إلى أن «قيادة تلك الميليشيات أباحت لهم عمليات السرقة، بعد أن خفضت رواتبهم خلال الأيام الماضية، وفقا لما أخبره به ابن شقيقه المتطوع في صفوف الميليشيا ذاتها».

بينما قالت فاطمة، وهي معلمة صف من مدينة الميادين إن، «الميليشيات لا رقيب عليها، حيث قام ثلاثة عناصر من الدفاع الوطني منتصف الأسبوع الفائت، وبوضح النهار على سرقة مدافئ من المدرسة التي تعمل بها، دون أي تدخل من القوى الامنية، وقاموا بتهديد حارس المدرسة بالاعتقال، أثناء محاولته منعهم ».

وأوضحت لـ(الحل نت) أن، «معدل السرقات خلال الشهر الماضي ارتفع بشكل كبير على خلاف ماسبق، فكنا نسمع عن وقوع سرقة أو سرقتين بمعدل الأسبوعين، أما  الآن فقد بات سماع خبر سرقة يومية أمر اعتاده جميع سكان المنطقة ».

للمزيد اقرأ أيضا: مع فقدان الوقود وارتفاع أسعار المدافئ.. شتاء قارس ينتظر سكان دير الزور

كما أكد عنصر من الدفاع الوطني، فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمينة أن، «تدني الرواتب خلال الأشهر القليلة الماضية دفع بعشرات العناصر إلى الانشقاق والهرب إما باتجاه مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية شمال شرق النهر، أو الانضمام لميليشيا الحرس الثوري الإيراني».

وأوضح العنصر ذاته في حديثه لـ(الحل نت) أن، «قيادة الدفاع الوطني عمدت مند أيلول/ سبتمبر الفائت على خفض راتب العنصر الواحد من 60 ألف إلى 45 ألف ليرة سورية، بحجة تأخر التمويل القادم من روسيا، وأن هذا التقليل مؤقت وليس بشكل دائم، وفق ماصرح به قياديي الدفاع  الوطني لعناصرهم، نقلا عن القائد العام للميليشا المدعو فراس جهام ».

منوها إلى أن « قادة الميليشا يغضون الطرف عن التجاوزات التي يقوم بها عناصرهم من سرقات، لأن لهم نسبه من السرقات، ولعدم هروب العناصر باتجاه الميليشيات الإيرانية».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة