في حضور مثير للتوقعات بصدامات سياسية واقتصادية قريبة في الملف السوري بين موسكو وبكين، تسعى الحكومة الصينية مؤخراً إلى استثمار حاجة دمشق الاقتصادية عبر منحها دور اقتصادي أكبر في سوريا ولو كان على حساب الوجود الروسي، لا سيما في الوقت التي بدأت كل من روسيا وإيران تتناحران في المجالات الاقتصادية بشكل رئيسية، من خلال محاولات السيطرة على الصفقات الاقتصادية وتقسيم ما بات يعرف بـ«كعكة إعادة الإعمار».

وأجرى الرئيس السوري بشار الأسد، يوم الجمعة، اتصالاً مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، لبحث إعادة تطوير العلاقات بين البلدين.

جهود صينية للدخول في إعادة الإعمار

واستهل الرئيس الصيني المكالمة مع الرئيس السوري، للتأكيد على بلاده لدمشق في حربها على ما سمّاه «الإرهاب ونضال السوريين في عن استقلال بلادهم ووحدتها».

وبحسب الرئاسة السورية فإن الرئيس الصيني شدد على أن «بلاده مستعدة لبذل الجهود من أجل تعزيز التعاون الودي بين البلدين، وتحقيق المزيد من الإنجازات المشتركة، وأن الجانب الصيني يدعم بكل ثبات الجهود السورية لإعادة الإعمار والتنمية، مرحباً بمشاركة الجانب السوري في بناء الحزام والطريق».

صراع صيني روسي

ويرى الباحث في الشؤون الآسيوية إسلام المنسي أن عودة التدخل الصيني في سوريا قد يؤدي إلى منافسة بين الصين وروسيا، لا سيما على الصعيد الاقتصادي.

ويقول المنسي في حديث لـ«الحل نت»: «هذه المنافسة ستكون لها سقف، لأن روسيا ليس لديها إمكانيات اقتصادية كبيرة بحجم الصين ولا تستطيع أن تنافسها في ميادين الاقتصاد وإعادة الإعمار».

ويؤكد الباحث في الشؤون الآسيوية أن سوريا ستصبح عرضة للنزاع بين الصين وروسيا، لا سيما وأن الأخيرة «تظن أنها أصبحت المالكة للثروات في البلاد»، وذلك بحق تدخلها في البلاد ودعمها العسكري لدمشق.

الصراع الروسي الصيني في سوريا خلال المرحلة الحالية، سيزيد من تعقيدات الحل في سوريا، لا سيما بالتزامن مع رغبة الجانب الصيني بزيادة مكسبها الاقتصادي بالمنطقة من خلال الملف السوري، وفق رأي المنسي.

وعن الموقف الأميركي من عودة حضور الصين في سوريا، يؤكد اسلام المنسي أنّ: «الحضور الصيني في أي منطقة يستجلب الاهتمام الأميركي، الآن الصين تحوز اهتمام واشنطن الأكبر، وتعتبرها المنافس الأول لها، وهي تسعى إلى محاصرتها، في منطقة بحر الصين الجنوبي وجنوب شرقي آسيا، والصين تحاول كاستراتيجية مضادة أن تمتد في بقاع العالم كله»

ويرى محللون مختصون بالعلاقات الدولي أن بكّين تسعى إلى تحقيق هدف اقتصادي قديم، يتعلق بـ«طريق الحرير»، لربط الصين بالقارة الأوروبية، ليكون أكبر مشروع بنية تحتية في تاريخ البشرية.

اقرأ أيضاً: الدور الصيني في سوريا: هل ستكون بكين الرابح الأكبر من الدمار السوري؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.