لا يبدو أن المجتمع الدولي والمحاكم الأوروبية عازمة على إيجاد حل لمشكلة مخيّم “الهول شمال شرقي سوريا، والذي يأوي الآلاف من عوائل عناصر تنظيم داعش منذ إنهاء سيطرة التنظيم في المنطقة على يد قوات سوريا الديمقراطية.

وحذر محللون شاركوا في إعداد تقرير في وكالة الصحافة الفرنسيّة، مما سمّوه «خطر خروج جيل جديد لتنظيم داعش» من مخيّم الهول في محافظة الحسكة السوريّة.

مخزون بشري موقوت

ووصف الأستاذ في كلية الحرب البحرية الأميركية كريغ وايتسايد مخيّم الهول بـ«المخزون البشري الموقوت»، معرباً عن خشيته من أن يكون لدى تنظيم داعش القدرة متى شاء على شن هجوم ضد المخيم وإطلاق سراح المحتجزين فيه.

ويضيف في تقرير الوكالة الفرنسية: «يريدون استعادة هؤلاء الناس وينتظرون اللحظة الملائمة».

ويرى الباحث في قضايا السلام وحل النزاعات الدكتور زارا صالح أن ملف عوائل داعش والمعتقلين من عناصر التنظيم لدى قسد سيبقى معلّقاً وبدون حل إلى انتهاء الأزمة السورية.

أوروبا تتهرب من مسؤوليتها

ويعتقد صالح أن الدول الأوروبية تتهرب من استعادة مواطنيها من مخيم الهول، وذلك بسبب «استعادة هؤلاء تحتاج إلى تكاليف اقتصادية وسياسية وقانونيّة، لا تريد بعض الدول أن تتحملها».

ويضيف خلال حديثه لـ”الحل نت”: «حكومات الدول الأوروبية تحاول التهرب من استعادة هؤلاء العناصر، لأنها تتخوف أيضاً من أن هذه العوائل سوف يشكلون بعداً أديولوجياً لفكر داعش المتطرف، في مجتمعاتهم الأوروبية بحكم علاقاتهم وتشرّبهم بالفكر المتطرف، الذي تغذو عليه لا سيما الأطفال الذين تربو بحضن داعش، أطفال دون 12 عاماً يحملون سلاحاًّ».

وبرأي زارا فإن بقاء الوضع كما هو عليه سيشكل خطورة كبيرة، ويضيف: «النسبة الأكبر من المخيم هي من الأطفال، الأطفال يستمعون لكلام أمهاتهم، سوف يكونون قنابل موقوتة في المستقبل، الوضع في المنطقة غير مستقر، إذا حصل اجتياح تركي، هناك احتمال أن يتم تحرير هؤلاء الدواعش بحكم علاقة تركيا مع داعش سابقاً، هذه أيضاً مشكلة».

وبحسب آخر إحصائيّة رسمية، بقي في المخيم نحو 16 ألف عائلة، تضم نحو 59 ألف شخص، منهم نحو 30 ألف شخص من العراقيين، ونحو 20 ألفاً من النازحين السورييّن، بحسب إحصائيات إدارة المخيم.

ومنتصف أيلول/ سبتمبر الجاري، غادرت دفعة جديدة من النازحين السورييّن مخيم الهول، عددها نحو 95 عائلة سوريّة، ضمت نحو 334 شخصاً، صوب مناطقها في الرقة وريفها.

وقرر المجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية، في تشرين الأول/ أكتوبر 2020، إفراغ مخيم الهول من العائلات السوريةّ الراغبة بالخروج.

أكثر من مئة عائلة عراقية تغادر مخيم الهول شرقي الحسكة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.