بدأت التغييرات المناخية تلقي بظلالها على البيئة السورية، مهددةً مصادر المياه، بعد التحذيرات والتقارير التي أكدت أن البلاد توجه أسوأ موجة جفاف في تاريخها منذ 70 عاماً، حسب تقديرات الأمم المتحدة.

وطال الجفاف مؤخراً سداً رئيسيّاً شمال غرب سوريا إثر تراجع مستوى الأمطار والاهتراء وتزايد اعتماد المزارعين على مياهه، وذلك للمرة الأولى منذ إنشائه قبل نحو 17 عاماً.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول في السد قوله إن مياه سد الدويسات  في منطقة دركوش بريف إدلب الغربي جفّت، وباتت البحيرة المشيّد عليها، أشبه بمستنقع صغير تحيط به أراض متشققة وأشجار يابسة وبقايا هياكل عظمية لحيوانات.

تبعات جفاف السد

ويرى الصحفي المختص بالشؤون البيئية زاهر هاشم، أن جفاف سد الدويسات في إدلب «يهدد بالقضاء على مزروعات كثيرة أهمها الخضروات التي تشكل مورد دخل أساسي للمزارعين سواء من حيث تسويقها والاستفادة منها مادياً، أو الاعتماد عليها كغذاء».

ويقول في حديث لـ “الحل نت” إنّ المزارعين سيضطرون خلال المرحلة القادمة  إلى شراء ونقل المياه من أماكن بعيدة وتحمل أعباء مالية إضافية، ما يعني أن أسعار الخضروات سترتفع بشكل كبيرة، ما يفاقم الأزمة المعيشية في المنطقة، إضافة إلى تهديد الأمن الغذائي للسكان.

وعن الأسباب التي أدت إلى جفاف السد يؤكد هاشم أن شح الأمطار لعب دوراً أساسياً في ذلك، يضاف إليه عدم إجراء الصيانة الدورية اللازمة، والارتفاع المستمر لدرجة الحرارة الذي يزيد من جفاف التربة الزراعية، ويقضي على المحاصيل الزراعية. 

اقرأ أيضاً: وزارة الأوقاف تفتح النار على أحمد حسون بسبب ذكر سوريا في القرآن

حوادث مماثلة قريباً

ويحذر المختص في الشؤون البيئية من حوادث مماثلة قد تحصل في المستقبل، بسبب أزمة المياه الناتجة عن تغير المناخ والجفاف والنمو السكاني ونزوح عدد كبير من السكان إلى المنطقة الشمالية والشرقية، الأمر الذي زاد الطلب على موارد المياه

وعن ذلك يضيف قائلاً: «مع نقص المياه الواردة نتيجة شح الأمطار، وتبخر كميات كبيرة من السدود والبحيرات، تراجع نصيب الفرد من المياه وتدهور بشكل كبير.. يتم تغطية النقص من السدود السطحية والمياه الجوفية التي تستنزف بشكل كبير، ومع استمرار التغير المناخي، واستمرار موجات الجفاف في مناطق واسعة، فإن حوادث مماثلة في المستقبل القريب ليست مستبعدة الحدوث».

وكان تقرير نشره موقع “ميدل إيست” البريطاني حذر من «خطر مروع يهدد سكان الشرق الأوسط»، جراء التغيرات المناخية المستقبلية، مشيراً إلى أن بعض المناطق ستصبح «غير قابلة للسكن».

ويشير التقرير إلى تحول السواحل السوريّة إلى «مبعث قلق رئيسي»، بسبب «عقد من الحرب».

سوريا غير صالحة للسكن؟

وحول التقارير التي تحدثت عن تحول سوريا مستقبلاً إلى منطقة غير صالحة للعيش نتيجة التغيرات المناخية يقول هاشم إنّ: «الصراع العسكري في مساحات واسعة على الأرض السورية أدى إلى تدمير مرافق المياه الصالحة للشرب وتوقف ضخ مياه الشرب لمناطق كثيرة بسبب نقص المحروقات وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة».

وحول ذلك يضيف: «هذه الكوارث التي تسببت بها الحرب إضافة إلى التغيرات المناخية وازدياد فترات الجفاف وشح الأمطار تهدد الأمن الغذائي، وتنذر بمجاعة حقيقية قادمة، حيث أفاد برنامج الغذاء للأمم المتحدة بالأمس إلى أن  حوالي 12.4 مليون شخص في سوريا لا يعرفون من أين سيحصلون على وجبتهم التالية – والأمر يهدد بكارثة غذائية وشيكة إذا لم تتلق سوريا مساعدات عاجلة، ويجعلها بالتأكيد غير صالحة للسكن».

والتهمت الحرائق، العام الماضي، أكثر من تسعة آلاف هكتار من الغابات في سوريا، أدت لتضرّر نحو 140 ألف شخص.

كما نزح جراء الحرائق 25 ألفاً، وبقي معظمهم دون مأوى، بحسب إحصائيّة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانيّة.

وقدرت وزارة الزراعة في الحكومة السورية، المساحات المحروقة العام الماضي بنحو 11 ألف و500 هكتار في طرطوس واللاذقية، موزعة بواقع: 60٪ حراجية، و40٪ مزروعة.

اقرأ أيضاً: بسبب واتساب وفيسبوك.. طلاب جامعة دمشق مهددين بالفصل النهائي

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة