ردت وزارة الأوقاف السورية على ادعاءات مفتي الجمهورية الذي قال قبل أيام أن الله ذكر خريطة سوريا في كتاب المصحف، متهمة إياه بـ«التحريف ولي أعناق الآيات القرآنية».

ولم ذكر الوزارة أن كلامها جاء رداً على حسون، بل قالت إنه جاء رداً على ما «تداولته بعض المواقع من تفسير مغلوط لسورة التين من القرآن الكريم».

وجاء في بيان المجلس العلمي الفقهي التابع لوزارة الأوقاف أن «بعض المواقع الإلكترونية تداولت مؤخراً مقطعاً يحرّف تفسير قول الله: (والتين والزيتون، وطور سينين، وهذا البلد الأمين لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) ويخرجه عن تفسيره الصحيح».

حسون يُبعد التفسير عن مقصده الإنساني

واتهمت الوزارة مفتي الجمهوري بإبعاد التفسير عن المقصد الإنساني الذي أراده الله في هذه السورية، ووصفت كلامه بأنه «لا ينطلق من دراية بقواعد تفسير القرآن الكريم، كما أنه إقحام للدِّين في إطار إقليمي ضيق» حسب تعبيرها.

وحول تفسير السورة التي أثارت جدل خلال الأيام الماضية أوضح البيان: «المفسرين قد أجمعوا  فيما ذكروه من تفسير الآيات أن الله تعالى يقسم بكل عظيم، ومنه ما خلق للإنسان مما ينفعه ويصلح حياته، وما جعل في التين والزيتون من نفع عظيمع٧٨غ٦، ثم أقسم بالبقاع المقدسة، ثم بيّن سبحانه أنه خلق الإنسان الذي هو المحور الأساسيُّ في الكون في أحسن تقويم، والمقصود به كل إنسان، وليس إنساناً مخصوصاً بعينه في زمان ما أو مكان ما؛ فإن هذه عصبية مقيتة حذّر الإسلام منها ونهى عنها».

وأضاف: «ثم تحدَّث سبحانه عن أطوار الإنسان وردِّه إلى (أسفل سافلين) والذي عبّر عنه في آيات أخرى ب: (أرذل العمر )؛ للضعف الذي يصيبه بعد القوة والكمال، أو بمعنى أن الإنسان يحط من مرتبته القويمة إلى أسفل سافلين عندما يخالف أوامر الله ويعرض عنها، وهذا حال يصيب كل إنسان في كل مكان وفي كل زمان، ولا علاقة له ببلاد الشام أو غيرها من المسميات القطرية التي تتغير من زمان لآخر».

ورحّب كثير من السوريين ببيان وزارة الأوقاف الذي رد على ادعاءات مفتي الجمهوري، لكن كثير من التعليقات استنكرت عدم ذكر حسون بعينه في البيان.

وقال محمود رميح تعليقاً على بيان الوزارة: «منفهم من ذلك في تحريق من الشيخ حسون؟ نعم أو لا»، في حين أضاف أحمد محمد طعمة قائلاً: «جميل حبذا لو أشرتم إلى من فسّر حسب رأيه أو حسب هواه ليحذر الناس منه».

وكان مفتي الجمهورية في سوريا، أحمد حسون، ادعا قبل أيام أن الله ذكر خريطة سوريا في القرآن.

وفي كلمة ألقاها حسون خلال مراسم عزاء الفنان الراحل صباح فخري، استخدم أحمد حسون سورة التين في المصحف، وفسرها بشكل أكد خلاله أن الله ذكر خريطة سوريا ضمن هذه الآيات.

خريطة سوريا في القرآن على لسان أحمد حسون

أضاف “وين خريطة سوريا في القرآن الكريم؟ موجودة في سورة منقراها كتير في صلاتنا، والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم“.

واعتبر حسون أن ذكر التين والزيتون هي رسالة من الإله إلى سوريا، مشيراً إلى أن الآية التي تقول: «ثم رردناه أسفل سافلين»، موجهة للأشخاص الذين غادروا سوريا مؤخراً حسب قوله.

حسون في سطور

وأحمد بدر الدين حسن هو «مفتي الجمهورية العربية السوري» منذ الـ16 من شهر تموز /يوليو عام 2005، وهو من مواليد مدينة حلب من العام 1949.

عمل في بداية ظهوره كخطيب وإمام مسجد في العديد من مساجد في مدينة حلب، وأسس جمعية لإعالة الفقراء و“غرس القيم الدينية في المجتمع“، كما رشح نفسه لعضوية مجلس الشعب السوري عن المستقلين ففاز بالعدد الأكبر من الأصوات، ثم شارك في الدورة الثانية للمجلس والتي استمرت حتى العام 1998.

وتم تعيينه كمفتي للجمهوري بعد وفاة المفتي السابق أحمد كفتاور، وعُرف بمساندته للسلطة في سوريا، واستخدام الدين لتشجيع السوريين وحثهم على مساندة السلطة والجيش والرئيس السوري بشار الأسد.

اقرأ أيضاً: شابان سوريان باعوا أعضاءهم من أجل عائلة أردنية.. القصة كاملة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.