يبدو أنّ الحل الأخير التي ارتأت إليه جامعة دمشق العريقة؛ لمحاربة فضائح الكوادر التدريسية، هو حجب الرأي العام للطلاب وتهديدهم بالملاحقة القانونية، في خطوة تعتبر ضمن تكميم الأفواه.

فمنذ عام 2016 ومع اجتياح وسائل التواصل الاجتماعي للمنطقة، تظهر إلى العلن فضائح وقضايا فساد أكاديمية وجنسية في الجامعات السورية.

فضح الفساد ممنوع على طلاب جامعة دمشق

كشفت وثيقة عن تهديدات وجهتها إدارة جامعة دمشق لطلاب كلية الآداب بالفصل النهائي من مقاعد الدراسة، في حال استخدموا مواقع التواصل لفضح ممارسات الكوادر التدريسية والتعليمية والإدارية.

وجاء في الوثيقة المنشورة على موقع الجامعة، الجمعة الفائت، أن إدارة كلية الآداب تلوح بفصل طلابها من مقاعد الدراسة بعد تنامي ظاهرة الانتقادات المعلنة لأعضاء الكادر التدريسي عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وزعمت أن بعض الطلبة غير الملتزمين الذين يستخدمون مواقع التواصل لـ «قدح وذم المدرسين والتي تزايدت مؤخرا».

الفساد ينخر المؤسسات التعليمية السورية

تنامت مظاهر الفساد في الجامعات السورية في السنوات الأخيرة، ما اضطر عمادة كلية التربية في جامعة حماة لإصدار قرار يمنع على طلاب الكلية تشكيل مجموعات “واتس أب” أو فيسبوك دون صفة أو موافقة رسمية.

وكانت جامعة دمشق أصدرت قرارا في يوليو/تموز من العام 2019، يتضمن عقوبات بحق طالبات جامعيات بتهمة كتابة منشورات مسيئة للجامعة.

وتضمن القرار حينها، أنه جرى معاقبة طالبة بالفصل لمدة شهر لأنها نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أخبارا تسيء للجامعة، بينما تم توجيه إنذار لطالبة أخرى لأنها أعجبت بما نشرته الطالبة الأولى.

ومع ذلك فإنّ الفساد داخل المؤسسات التعليمية السورية لا يتنهي، فازدياد حالات الفساد في إدارات الكليات والإهمال الحاصل فيها بالإضافة إلى تفشي حالات الرشاوي التي يفرضها أساتذة الجامعات على الطلاب لقاء النجاح في المقررات، يدفع الكثيرين للتوجه إلى الجامعات الخاصة بالرغم من ارتفاع قيمة الرسوم. 

أمّا في جامعة تشرين في اللاذقية، إحدى أضخم جامعات سوريا، أصبحت الأكبر من حيث عدد الطلاب، زاد حجم الفساد المستشري بين موظفي الجامعة وجسمها التدريسي. 

فـ «ادفع لتنجح» هو شعار الطلاب في كلية الآداب، و«لا أدب في كلية الآداب» شعار آخر يطلقه الطلاب عند الحديث عن تعاطي موظفي الكلية معهم.

قد يهمك: تصريحات لدكتور في جامعة دمشق تثير جدلاً

لا حل مع الأزمة الاقتصادية

وتسببت الأزمة الاقتصادية، وتدني سعر صرف الليرة السورية في فتح أبواب الفساد والتسرب لدى الأكاديميين في الجامعات السورية، فضلاً عن ممارستهم الانتهاكات ضد الطلبة.

الوصول إلى مستوى معيشة الطبقة الوسطى حلمٌ طالما انتظره الأستاذة الجامعيين بعد سنوات عجاف، لكن الحلم الذي تحقق لم يستمر طويلاً، والفترة الذهبية التي عاشوها انقضت بفعل الأزمة وتداعياتها على الاقتصاد وانخفاض القوة الشرائية للعملة المحلية.

هذا الواقع، دفع بالمدرّسين الجامعيين سواء كانوا (بروفيسور جامعي) أو محاضرين غير حاصلين على الدكتوراه، إلى البحث عن أفقٍ أخرى لتأمين مستقبل أفضل بهم، وهو ما انعكس بدوره على تصنيف الجامعات السورية.

ويوجد في سوريا خمس جامعات وهي جامعة دمشق وفروعها في السويداء ودرعا والقنيطرة، وجامعة تشرين في اللاذقية وفرعها في طرطوس، وجامعة البعث في حمص وفرعها في حماة، وجامعة حلب وفرعها في إدلب، وجامعة الفرات في دير الزور وفرعيها في الحسكة والرقّة، ويُضاف إليها عدّة جامعات خاصّة.

وتحتضن هذه الجامعات الخمس سنوياً عشرات الآلاف من الطلّاب، في عشرات الاختصاصات العلمية والأدبية، وتأتي جامعة دمشق في مقدّمة تصنيف الجامعات السورية.

اقرأ أيضاً: فيديو ابتزاز جنسي لأستاذ جامعي يتسبب بفضيحة من العيار الثقيل في “جامعة الفرات”

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.