بدأت الأهداف العربية من التطبيع مع الحكومة السورية والرئيس السوري بشار الأسد تظهر مع إعلان مسؤولين عرب عزمهم، إعادة سوريا إلى الساحة العربية على الصعيد السياسي والديبلوماسي.

وكشفت الوثيقة الأردنية و“ملحقها السري” التي سربتها صحيفة “الشرق الأوسط” الجمعة عن الأهداف النهائية من الخطوات العربية الرامية إلى إعادة التطبيع مع دمشق.

خروج الميليشيات الأجنبية

وأبرز تلك الأهداف بحسب الوثيقة هي «خروج جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب من سوريا الذين دخلوا البلاد بعد 2011»، بما في ذلك «انسحاب القوات الأميركية والتحالف من شمال شرقي سوريا».

ووصفت الوثيقة ما يجري بـ«سياسة الخطوة مقابل الخطوة»، حيث تشمل الخطوات «الحد من النفوذ الإيراني في أجزاء معينة من سوريا»، مع الاعتراف بـ«المصالح الشرعية لروسيا».

وكانت زيارة وزير الخارجية الإمارات عبد الله بن زايد إلى دمشق قبل أيام، من ضمن الخطوات الأساسية التي نصت عليها الورقة، وذلك إلى جانب لقاء وزير الخارجية السوري فصيل المقداد تسعة وزراء عرب في نيويورك وزيارات رسمية أردنية – سورية واتصالات بين قادة عرب والرئيس بشار الأسد.

خطة عربية أميركية

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي حسام نجار أنه جرى بحث العديد من الخطط للحل في سوريا، قبل طرح الورقة الأردنية، مشيراً إلى أن بعض الخطط تم بحثها بجدية مع الولايات المتحدة وبالتاي ما جاء في الورقة المسربة هو اقتطاع لأجزاء من كلا الحلين وتجميعهما في ورقة واحدة.

وتعليقاً حول ما جاء في الوثيقة بشأن خروج الميليشيات الأجنبيّة يقول نجار في حديثه لـ“الحل نت“: «القوات العسكرية لم تعد هي الهاجس الاساسي بل الغزو العقدي و الثقافي و الاقتصادي و المجتمعي، فخروج القوات العسكرية لا يعني خروج الكامل من تأثيراتها».

ويتابع: «ايران متواجدة بأشكال كثيرة و الوجود العسكري جزء منه، لكن الوجود رسخ قدرتها على الارض، وداخل المجتمع السوري بشدة من خلال الولاءات الدينية والمالية و صناعة عملاء لها تحركهم باستمرار».

وحول قدرة التأثير العربي على الحل في سوريا يختم المحلل السياسي حديثه بالقول: «في النتيجة الدول العربية خاضعة لإملاءات القوى الكبرى».

مخاوف إيرانية من التطبيع العربي مع الأسد

ويرى محللون أن عودة العلاقات بين الطرف السوري والدول العربية، ستؤثر بالتأكيد على الوجود الإيراني، الذي بدأ بالتخوف على مصالحه في الأراضي السورية.

ويشير الكاتب والمحلل السوري “درويش خليفة” إلى أن عودة العلاقات بين سوريا والدول العربيّة، ستعنى مغادرة “بشار الأسد” لـ«الحضن الفارسي».

ويقول في رسالة سابقة لـ“الحل نت“: «إيران تخشى الانفتاح العربي على الأسد، في حال تم إغراء الأخير بإعادة الإعمار وامداده بوسائل الطاقة والمشتقات النفطية التي يعاني النظام من فقدانها في مناطق سيطرته، مما يشكل له إغراءات بالعودة إلى الحضن العربي بعد أن جلس في الحضن الفارسي منذ عام 2005 حتى اللحظة الراهنة».

وتجدر الإشارة إلى أن العديد من الدول العربيّة تسعى إلى إعادة العلاقات الدبلوماسيّة مع دمشق بعد قطعها لسنوات عديدة، وأبرز هذه الدول هي الإمارات ومصر والعراق ولبنان.

اقرأ أيضاً: كارثة جديدة تهدد السوريين.. الآلاف سيحرمون من المياه لهذه الأسباب

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.