لليوم الثالث على التوالي تشهد مدينة البوكمال حالة توتر بين مليشيات “الدفاع الوطني” والفرقة الرابعة من جهة وبين مليشات  إيران المسيطرة على كافة  مفاصل المدينة من جهة أخرى، على خلفية الهجمات الأخيرة التي تعرضت لها مقرات ومواقع تابعة للأخيرة خلال الأيام القليلة الماضية، وأسفرت عن سقوط خسائر بشرية ومادية.

وفي إجراء يُعد الأول من نوعه، شكلت مليشيا “الحرس الثوري” الإيراني بالتعاون مع بقية المليشات الأخرى التابعة لها، لجنة أمنية، للتحقيق مع عناصر وقادة من الدفاع الوطني والفرقة الرابعة، بتهمة ضلوعهم بعمليات اغتيال وتفجير تعرضت لها مواقعهم خلال الآونة الاخيرة، وبتقديمهم تسهيلات لخلايا تابعة ل #داعش لتنفيد هجمات ضدهم.

اتهامات مباشرة

مصدر مقرب من “اللواء 47″ التابع للثوري الإيراني (فضل عدم الإفصاح عن اسمه) قال لـ”الحل نت” إنّ «جهاز الاستخبارات في الحرس  الثوري أجرى قبل يومين اجتماعاً سرياً موسعاً ضم قيادات من “الحشد الشعبي” والفوج 47  و”حزب الله العراقي” ومليشيا #فاطيمون أيضاً، في مركز الأمن العام التابع للحرس بداخل المدينة، للوقوف على خلفية الهجمات الأخيرة المتكررة التي تطال مواقعهم  دون المواقع التابعة للجيش السوري أو مليشيات الدفاع الوطني في المنطقة ذاتها».

وأوضح المصدر أنه «لم تتم دعوة أي جهة أمينة أو عسكرية تابعة للحكومة السورية إلى الاجتماع، الذي ضم “مقداد النجفي” قيادي في الحشد و “موسى أبو الزهراء” مسؤول الجهاز الأمني و”الحج مهدي” قيادي في الفوج 47 .

وأفضى الاجتماع إلى توجيه اتهامات مباشرة لقيادي من “الدفاع الوطني” و عناصر من  “الفرقة الرابعة”، بتنفيذهم عمليات ضد القوات الإيرانية في المنطقة تحت شماعة #داعش، وفقاً لحديث المصدر ذاته.

تهديدات متبادلة

من جانب آخر رفضت قيادة “الفرقة الرابعة” الاتهامات الموجهة لعناصرها، وهددت باقتحام مقرات الحرس في حال تم اعتقال أي عنصر تابع لها، وهو الأمر ذاته الذذي فعلته مليشيا “الدفاع الوطني” التي استقدمت تعزيزات جديدة لها صباح اليوم من مدينة الميادين، وحذرت مليشيات إيران  الاقتراب من قادتها في البوكمال أو أي عنصر تابع لها، وفق تصريح لقيادي في الدفاع الوطني فضل عدم الإفصاح عن اسمه ل (الحل نت).

وقال مراسل (الحل نت) إن «الهجمات التي تعرضت لها مواقع الحرس الثوري منذ منتصف نوفمبر الفائت وحتى الخامس من الشهر الجاري تجاوزت 17 هجمة أسفر أغلبها عن سقوط قتلى أو جرحى أو تدمير بعض العتاد».

وأكد المراسل أنها «ليست المرة الأولى التي تشهد بها مدينة البوكمال احتقان بين مليشيات إيران والقوات النظامية أو المليشيات الموالية لها، على خلفية اعتقالات أو تجاوزات بينهم، إلا أن هذه المرة لم يصدر أي تعليق من قبل القيادة العسكرية التابعة للحكومة  السورية حول موضوع لجنة التحقيق الإيرانية دون إشراك أي جهة حكومية بها».

وشهد مطلع الشهر الجاري، اشتباك مسلح بين مجموعة تابعة للثوري الإيراني مع مجموعة أخرى للدفاع الوطني، بالقرب مزار أنشاته إيران مؤؤخراً في بلدة السكرية، بعد محاولة عناصر الأخير  التصوير داخله، الأمر الذي رفضه عناصر «الحرس الثوري» المسيطرين على المكان، ما أسفر عن إصابات من الطرفين، بحسب المعلومات الواردة.

وتتواجد في مناطق سيطرة السلطة السورية في محافظة ديرالزور ميليشيات عراقية وإيرانية ولبنانية تسيطر على أهم مدن المحافظة، متمثلة بمدينة البوكمال والميادين، وتخضع جميعها لقيادة «الحرس الثوري الإيراني».

اقرأ أيضاً: وزارة الأوقاف تفتح النار على أحمد حسون بسبب ذكر سوريا في القرآن

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.