لبنان أمام عجز في تقديم الرعاية الصحية الجيدة للمرضى

لبنان أمام عجز في تقديم الرعاية الصحية الجيدة للمرضى

كشفت نقابة الأطباء في لبنان، أن الأزمة الخانقة التي تعصف في البلاد من جميع النواحي، تدفع بالأطباء وكوادر التمريض إلى مغادرة البلد.

الأمر الذي قد ينذر بأن الطب في لبنان أمام عجز في تقديم الرعاية الصحية الجيدة للمرضى.

وقال نقيب الأطباء في لبنان، الدكتور شرف أبو شرف، إنه خلال الفترة الأخيرة، 2500 طبيب من أصل 15 ألف تركوا البلاد.

أي بنسبة نحو 20 بالمئة من الجسم الطبي المختص، بحسب موقع (الحرة).

وأشار أبو شرف إلى أن القسم الكبير من أولئك الأطباء الذين قرروا السفر إلى الخارج هم من المستشفيات الجامعية من الذين لديهم اختصاصات وكفاءات عالية.

وفي حال استمرت نسبة هجرة الأطباء بالارتفاع، فقد يصبح اللبنانيين عاجزين عن إيجاد البدائل اللازمة للتشخيص والعلاج، وفق أبو شرف.

معربا عن خطورة الوضع في القطاع الطبي، وخاصة أن نسبة مرتفعة للأخصائيين سافروا إلى أستراليا، الولايات المتحدة، كندا، ودول الاتحاد الأوروبي، حيث من الصعب عودتهم.

قد يهمك: بدون انترنت وكهرباء.. لبنان خارج التغطية من جديد

وفي ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها لبنان، بات من الصعب على الطبيب تأمين الحد الأدنى من العيش الكريم واللائق.

حيث ارتفعت الأسعار في كافة المجالات، بينما تراجعت أتعاب الطبيب بنسبة 90 في المائة.

وأصبحت أجرة المعاينة 10 دولار أميركي، بعدما كانت 50 و100 دولار على الأقل، لذا صار الطبيب «يعالج بشكل شبه مجاني حاليا»، على حد وصف “أبو شرف”.

اقرأ أيضا: بعد عتمة بيروت.. الدولارات تملئ حاويات النفاية في لبنان

جوري الرضيعة

وفي تموز/ يوليو الماضي، أسفر انقطاع الدواء وفشل الخدمات الطبية في لبنان، إلى وفاة الرضيعة جوري مازن السيد، من بلدة “عانوت الشوفية”.

وذلك بعد ارتفاع في درجة حرارة جسمها، بسبب بروز أسنانها الأولى.

إذ أن نقل الطفلة إلى المستشفى لم يفلح، خاصة أن سيارة إسعاف لم تتمكن من الوصول لمنزلها بسبب فقدان مادة البنزين من المحطات.

وقال أهل الطفلة في تصريحات إعلامية آنذاك، إنه: «جرى الاتصال بكافة مستشفيات لبنان من شماله إلى جنوبه دون نتيجة، فتم نقل جوري إلى مستشفى في بلدة مزبود القريبة».

حيث تبين عدم وجود قسما للعناية بالأطفال، فاتجه الأهل إلى مدينة صيدا جنوبا بمواكبة طبيبة الأطفال وجهاز للأوكسيجين، لكن الطفلة فارقت الحياة في طريقها إلى المستشفى.

للمزيد اقرأ أيضا: هل ستتسبّب “جوري” بفرض عقوباتٍ أوروبية على لبنان؟

لبنان.. أزمة خانقة

ومنذ سنوات طويلة، عرف لبنان بكونه قبلة للباحثين عن العلاج الطبي، كذلك خرج أفضل العاملين في مجال الرعاية الصحية بالشرق الأوسط.

لكنه اليوم يمر بأسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية، نتيجة فشل البلاد في تشكيل حكومة جديدة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي بسبب الخلاف بين التيارات السياسية المتنافسة.

إذ يعاني لبنان من أزمة طبية خانقة، لأسباب عدّة تتعلق بعدم توفر الأدوية، والمستلزمات الطبية، وأسرّة العناية الفائقة، وانقطاع التيار الكهربائي، وشح كبير في المحروقات، وإقفال كل الصيدليات على الأراضي اللبنانية.

كما تشهد البلاد أزمة مالية واقتصادية حادة بسبب تفشي الفساد وتراكم الديون والعجوزات المالية.

وسبق أن حذرت منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة، من أن نحو 80% من العائلات اللبنانية ليس لديها أموال لشراء طعام أو شراب.

على صلة: (فيديو)- «بنتي بدها دوا».. صرخة أب في شوارع طرابلس اللبنانيّة بحثاً عن دواءٍ لابنته

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة