كشفت المخابرات العسكرية الإسرائيلية، أن إيران أرسلت حقائب مليئة بالدولارات إلى مناطق جنوب سوريا (حوران والجولان والسويداء).

وتهدف إيران بحسب تقارير صحفية إلى تجنيد سكان المنطقة سياسياً ودينياً لخدمة مصالحها في المنطقة، إذ وصلت الأموال إلى قادة في محافظة السويداء من أبناء الطائفة الدرزية، وقادة من مدينة قرفا قبل أن تتوغل إيران فيها.

ويظهر التقرير أن إيران تنشط  حالياً بشكل أكبر في محاولات توسيع مناطق نفوذها، خاصة في جنوب وجنوب شرق سوريا وعلى خط الحدود اللبنانية، إذ تقوم بشراء العقارات، بهدف تحقيق تغيير ديموغرافي في المنطقة، لاسيما أن فرار ملايين السوريين ترك المجال أمامها مفتوحاً.

التنسيق مع حزب الله في السويداء!

وقال الصحفي السوري، من محافظة السويداء، نورس عزيز، أن إيران مولت منذ بداية الأزمة السورية ميليشيات في السويداء بالتنسيق مع حزب الله اللبناني، وذكر منها ميليشيا الدفاع الوطني، وميليشيات محلية أخرى.

ولكنه أشار إلى أن إيران لا يمكنها أن تدخل المنطقة بشكل مباشر، لا سيما أن هناك عداء ديني قديم جداً أيام الدولة الفاطمية في مصر التي انتهت سنة 1171.

ونوه خلال حديث لـ(الحل نت) إلى أن الطائفة الدرزية متماسكة في منطقة بلاد الشام عموماً، وأن «وقوف كتلة دروز الأراضي الفلسطينية إلى جانب دروز السويداء، ورقة ضغط في الكنيست الإسرائيلي لحمايتهم من التوغل الإيراني»، وهذا ما تخشاه إيران بحسب رأيه.

وذكرت جهات إسرائيلية في العديد من التقارير خطر التوغل الإيراني في المنطقة، وحملت الحكومة السورية المسؤولية كاملة، إذ ذكر تقرير سابق لمركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب “مئيرعميت” في تل أبيب، أن حملة استيطان ضخمة تقوم بها إيران بهدف تشييع سنة سوريا.

وذكر التقرير الإسرائيلي أن النشاط الإيراني يثير قلق إسرائيل، وأنها لا تجد وسيلة ناجحة لمحاربة الإستيطان المدني الإيراني في سوريا، كما أكدت أن روسيا وسوريا قلقتين أيضاً من هذا النشاط.

نفوذ إيراني مُعطّل للاستقرار!

هذا ويأتي النفوذ الإيراني الذي يريد ترسيخ وجوده في مناطق الجنوب السوري بالقرب من الحدود الإسرائيلية، بدعوى تحويل سوريا إلى ساحة مواجهة مباشرة مع إسرائيل. ويستثمر الإيرانيون الأموال لتأجيج المنطقة وضرب النسيج المجتمعي في سوريا، فضلاً عن شراء ولاء جماعات في كلٍّ من السويداء و درعا لنشر أيديولوجية النظام الإيراني.

بالإضافة إلى تكثيف مساعي تأسيس فصائل محلية تتبع إيران في المنطقة، حيث تتواصل عمليات تجنيد الشبان في محافظة درعا عبر عرَّابين محسوبين على طهران كفصيل “سرايا العرين” التابع للواء “313” الواقع في شمال درعا، بالإضافة إلى إيجاد مراكز في صيدا وداعل وإزرع. ويمثل اللواء المذكور الذراع الإيرانية المواجهة للذراع الروسية، المتمثلة في “اللواء الثامن” بدرعا، حيث يخضع المجندون الجدد لدورات تدريبية في منطقة اللجاة شرق درعا، وعلى مقربة من الحدود الإسرائيلية-السورية، وفق دراسة نشرها مركز “الإمارات للسياسات” في تشرين الأول/أكتوبر 2020.

وتعد المنطقة الجنوبية من سوريا في المنظور الإيراني ذات أهمية جيواستراتيجية بالنسبة لمصالحها، وخط جبهة مُتقدِّم لأي مواجهة عسكرية محتملة مع إسرائيل وفق ما تروِّج له ضمن مشروعها “المقاوِم” المزعوم، وقد أقدمت في فترة سابقة على عمليات شراء واسعة للأراضي والممتلكات، وشاركت في الإشراف على معبر نصيب الحدودي مع الأردن، فضلاً عن إطلاقها حركة تشيُّع نشطة في مناطق عدة من الجنوب السوري، بحسب الدراسة.

وفي السياق ذاته، ذكر موقع “المونيتور” الأمريكي أن الهجمات الإسرائيلية على مواقع قوات الحكومة السورية والميليشيات الإيرانية ستستمر في حال استمرارها في البقاء داخل الأراضي السورية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.