ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ظهر اليوم الخميس، بصور مأخوذة من كتب مدرسية تم توزيعها على طلاب المراحل الابتدائية في مدارس ريف حلب التابعة لـ”الحكومة السورية المؤقتة” المعارضة المدعومة من أنقرة.

رسوم تجسد النبي محمد

وتحتوي الصفحات المتداولة من الكتب على مواضيع حول زواج الرسول محمد ومرضعته وابنته فاطمة، مرفقة برسومات تشرح المعلومات المدرجة في هذه المواضيع، ما أثار غضب الأهالي في المنطقة الذين اعتبروا تلك الرسومات التي تجسد هيئة النبي محمد، ما هي إلا إساءة للدين الإسلامي واستهزاء بمشاعر السوريين وإساءة مقصودة لمستقبل السوريين كون المناهج تستهدف الجيل الناشئ في المراحل التعليمية الإبتدائية.

مصدر خاص في وزارة التربية السورية التابعة لـ “الحكومة المؤقتة” كشف لـ “الحل نت” عن مصدر تلك الكتب وما تحتويه من رسومات أثارت جدلاً واسعاً في ريف حلب.

وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه: «بعد تخصيص عدد من الحصص للتربية الإسلامية قرآن فقه حديث سيرة، تبدأ من الصف الأول وحتى الثانوي، قامت الجهات المسؤولة عن التعليم بالمطالبة بمنهاج لهذه الحصص، منذ سنتين، وكان الخطاب موجهاً لوزارة التربية التركية وقامت الوزارة بتشكيل لجان متخصصة لوضع مناهج تناسب الصفوف والمراحل العمرية»

وأكد المصدر أن الدفعة الأولى من الكتب التي اعتمدتها وزارة التربية التركية، وصلت إلى مديريات التربية في ريف حلب الأسبوع الماضي (بعد تأخير عامين)، ليتم توزيعها على طلاب المدارس كمناهج معتمدة للحصص المتعلقة بالتربية الإسلامية.

وأشار إلى أنه و«بعد ردود الفعل الغاضبة من قبل الأهالي لوجود تجاوزات وإساءات للدين الإسلامي، تم سحب هذه الكتب إلى المستودعات وتشكيل لجان في كل من مدن قباسين وبزاعة والباب للإطلاع عليها ومناقشة اللجان المؤلفة لهذه الكتب وتصحيح الأخطاء وتلافي المشاكل» بحسب قول المصدر.

وبين المصدر لـ”الحل نت” أن البيان الذي عممته “الحكومة المؤقتة” اليوم حول عدم علمها بوجود هذه المناهج، ما هو إلا ناجم عن تخوف “المؤقتة” من الحكومة التركية التي تكفلت بكل مراحل إنتاج وتنفيذ الكتب، بعد حصولها على التمويل القطري.

ردود فعل غاضبة

ووصلت ردود الفعل الغاضبة في ريف حلب إلى ظهور عدد من الأهالي وأعضاء “المجالس الثورية” والمشايخ، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن توزيع الكتب بالمدارس.

كذلك أظهرت تسجيلات مصورة قيام الأهالي في قرى وبلدات ريف حلب بإحراق عشرات النسخ من هذه الكتب في الساحات العامة.، منها في مدن رئيسية مثل جرابلس وغيرها من المناطق في ريف حلب الشرقي.

وأصدرت عدد من الجهات الرسمية بينها “نقابة المعلمين الأحرار” و“اتحاد إعلاميي حلب وريفها” بيانات منفصلة تدين انتشار هذه الكتب، واعتبرها إساءة للدين الإسلامي والنبي محمد، وطالبت أيضاً بمحاكمة المسؤولين عن هذه الإساءة.

كذلك علّق المئات من السوريين على صفحات التواصل الاجتماعي، باستنكار على انتشار هذه الكتب بين تلاميذ المرحلة الابتدائية.

وقال يحيى محمد تعليقاً على الحادثة: «أعتقد أن الأمر مدروس ومقصود ومتعوب عليه لجس نبض الشارع المسلم في المحرر فهل يتقبل أم لا؟».

من جانبه علّق الصحفي السوري عقيل حسين في منشور عبر صفحته الشخصية بفيسبوك قائلاً: «ما جرى بخصوص الرسوم التعبيرية في كتاب السيرة النبوية التعليمي بالمحرر في ريف حلب، هو نتيجة جديدة من نتائج عدم وجود إدارة مركزية واحدة، وطغيان سلطات المجالس المحلية على سلطة الحكومة المؤقتة».

هذا وتحظى تركيا بنفوذ متزايد في مناطق بمحافظة حلب، سيطرت عليها تدريجاً اثر هجمات عسكرية عدة شنتها منذ العام 2016، على غرار مدن جرابلس وإعزاز وعفرين.

وإلى جانب رعايتها لمجالس محلية أنشأتها لإدارة تلك المناطق وتواجد عسكري لقواتها، ضاعفت تركيا استثماراتها في قطاعات عدة مثل الصحة والتعليم. وتتواجد فيها مكاتب بريد واتصالات وتحويل أموال تركية ومدارس تعلّم باللغة التركية.

من جهتها، نفت “الحكومة السورية المؤقتة” علمها بالكتاب المدرسي المتداول. ونفت في بيان أصدرته الخميس، وجود مادة باسم “السيرة النبوية” في المنهاج المعتمد من قبل الحكومة.

وقالت إن الحكومة ووزارة التربية بدأت بمتابعة الموضوع وتشكيل لجنة تحقيق فورية وعاجلة للتأكد من صحة هذه الادعاءات المتداولة.

فيما أشار العديد من المختصين في قطاع التعليم السوري، إلى أن الكتب جرت طباعتها في مراكز تابعة لوزارة التربية والتعليم التركية.

اقرأ أيضاً: انتقادات تطال أسامة الرفاعي في أول ظهور رسمي بعد تعيينه مفت

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.