في انتهاك جديد يضاف إلى سفر الانتهاكات الإيرانية في محافظة دير الزور شرق سوريا، بدأت مليشيا “الحرس الثوري الإيراني” ومليشيا “فاطميون” مؤخراً،  باستخراج الملح من  أهم منجم له في ديرالزور، وتصديره إلى العراق، بدون أي تصريح من قبل الجهات المسؤولة في المنطقة.

مصادر أهلية أفادت ل (الحل نت) أن: مليشيا “فاطميون” بقيادة “اخشيد رفيفي” قاموا بتعيين عمال مدنيين من أبناء بلدة #التبني وبعض القرى الأخرى المجاورة، في عمليات استخراج الملح من منجم ملح #التبني، تحت إشراف لجنة مختصة تابعة لهم من الجنسية الإيرانية والأفغانية.

وأضافت المصادر أن الملح المستخرج يتم تعبئته بأكياس خاصة وتحميله في شاحنات كبيرة تابعة للحرس الثوري، و نقله إلى العراق من خلال معبر القائم الواقع تحت سيطرة الأخير.

أحد العاملين في المنجم رفض كشف اسمه لسلامته الشخصية أكد ل (الحل نت) أنهم يتقاضون يوميات مرتفعة لقاء عملهم مع المليشيات الإيرانية، حيث تصل أجورهم في اليوم الواحد 8 آلاف ليرة سورية، مقابل العمل 10 ساعات.

وأشار إلى أن العمال العاملين في المنجم والتابعين لمكتب اتحال العمال في المحافظة، يتقاضون مبلغ 2500 لليوم الواحد مقابل العمل  لأكثر من 10 ساعات أحياناً لليوم الواحد. 

إنتاج فائض

المهندس حذيفة العكل، كان يعمل سابقاً في المنجم يقول ل (الحل نت) ، يُعتبر منجم ملح التبني من أهم وأكبر الحقول في سوريا، ويقع على الضفة اليمنى لنهر الفرات في منطقة التبني  على بعد 50 كم غربي مركز مدينة ديرالزور.

ويصل عمق المنجم إلى 165 متراً وتتراوح نقاوة الطبقة الملحية فيه بين 97 في المئة و99.8 في المئة منذ البدء باستثماره في عام 1969، من قبل شركة “أريم” الإسبانية.

مشيراً إلى أن  المنجم كان ينتج في عام 2011 ما يقارب 200 ألف طن من مادة الملح، مما يغطي الاستهلاك المحلي لسوريا منه، وكان العمال فيه يعملون بثلاث ورديات، يضاف لهم حوالي مائة وعشرين عاملاً مؤقتاً.

إلا أن الحرب أثرت بشكل كبير على عمل المنجم وأدت لتوقفه لسنوات عدة وخاصة أثناء سيطرة تنظيم #داعش عليه وتحويله لأهم مراكزه التدريبة في المحافظة، وتعرضه للقصف من قبل الطيران الحربي السوري وحليفه الروسي.

تراجع الإنتاجية

ولجأت الحكومة السورية آنذاك إلى استيراد الملح من مصر لسد النقص نتيجة توقف المنجم عن إنتاجه، إلا أنه بعد طرد التنظيم من المنطقة تم تأهيله للعمل من جديد في 2018.

ويرى العكل أن من مصلحة  المليشيات الإيرانية وضع يدها على المنجم باعتباره مصدر رزق كبير لها كونها تسيطر على أهم مفاصل المنطقة وخاصة المعابر الحدودية مع العراق.

مؤكداً من خلال مصادر له أن المليشيات تقوم على عملية استخراج الملح بدون حصولها على أي عقود مصدقة من قبل الحكومة.

وتسيطرالمليشيات الإيرانية وعلى رأسها  “الحرس الثوري الإيراني” بصورة مباشرة، على أهم المدن والمواقع ضمن مناطق الحكومة السورية في ديرالزور، إذ تبسط سيطرتها المطلقة على مدينة “البوكمال” ونواحيها بشكل كامل، في ظل غيابٍ ملحوظ لسلطة القوات السورية، كما تسيطر على مناطق واسعة من مدينة “الميادين” وريفها، فضلاً عن انتشارها في مواقع متعددة غربي  مركز المدينة أيضاً.

اقرأ أيضاً: “الفطر الأسود” يصل الحسكة.. ولقاحات كورونا لا تفي بالغرض

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.