باتت متحورات فيروس “كورونا” الشغل الشاغل لدول العالم ومبعث القلق الرئيسي مؤخراً على إيقاف الحياة العامة لدى العديد من الدول، بسبب المخاطر الصحية التي قد يؤدي إليها أحدث تلك المتحورات وفق تقديرات طبية أولية، ما يدفع إلى التساؤل حول احتمالات لجوء الناس لتلقي جرعات لقاح جديدة لمواجهة السلالات المتحورة من كورونا.

وقد ظهرت الكثير من الطفرات منذ انتشار فيروس كورونا كوفيد “19” في مطلع عام 2020، ومن الطبيعي أن تتحور كل الفيروسات بمرور الوقت، فهذا الأمر ليس مقتصراً على الكورونا.

ولكن المقلق فيما يتعلق بالمتحورات والطفرات الناتجة عن كورونا المستجد، أن بعضها يصبح أكثر قدرة على نقل العدوى وأشد مرضاً.

ومؤخراً، تم العثور على فصيل جديد عرف بأنه شديد التحور من فيروس كورونا، ووصفه العلماء بأنه “يبعث على القلق الشديد”.

اقرأ أيضاً: “متحور أوميكرون” أكبر طفرة لكورونا يثير قلق العالم

ما هي فعالية اللقاحات على المتحور أوميكرون

الطبيب ياسر فروح منسق ترصد مرض كوفيد في شبكة الترصد الوبائي، قال للحل نت، أنه من المبكر الحكم على فعالية اللقاحات ضد المتحور الجديد “أوميكرون”.

وأشار فروح، إلى أن  “فهم سلوك المتحور الجديد يحتاج المزيد من الوقت، وأن عدد الحالات مازال عبارة عن تجمع عناقيد ضمن دولة أو أخرى”، مضيفاً أن “فهم قدرته على الانتشار يحتاج لـ2 أو 4 أسابيع”.

وأكد فروح، أن “موضوع فعالية اللقاح على المتحور الجديد، أيضاً يحتاج من 2 لـ 4 أسابيع لمعرفة قدرته على تجاوز المناعة عند الأشخاص الملقحين بينما الشدة السريرية تحتاج من 1 لـ أشهر لمعرفة التفاصيل حولها”. 

وإن ما يدعو للقلق فيما يخص متحور أوميكرون، بحسب ما قاله الطبيب للحل نت، هو عدد ومكان الطفرات بالمتحور الجديد، وهذا ما يفسر تشديد الإجراءات التي تتخذها الدول. على حد قوله.

ونصح الطبيب، بأخذ كافة جرعات اللقاح التي توصي بها السلطات، مؤكداً أن هذا ما يمكننا فعله ريثما تظهر معلومات مفصلة عن فعالية اللقاحات على المتحور الجديد.

ماهو سبب مخاوف العلماء حول فعالية اللقاحات على أوميكرون؟

إن ما يقلق العلماء من متحور أوميكرون هو الاختلافات الكبيرة بين خواصه وخواص الفيروس الذي تم اعتماده خلال تصميم اللقاحات الحالية.

إذ يوجد به 50 طفرة إجمالية أكثر من 30 منها طرأت على البروتين الشوكي الذي يحيط بالفيروس، وهو الجزء الذي تستهدفه معظم اللقاحات، في الوقت نفسه المفتاح الذي يستخدمه الفيروس للوصول إلى خلايا الجسم.

ومتحور كورونا “B.1.1.529″، تم رصده لأول مرة بداية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، في بوتسوانا وسجلت حالات عديدة في جنوب أفريقيا وفي أوروبا وآسيا، يحتوي على طفرات عديدة في بروتين سبايك الأمر الذي يصعّب مأمورية الخلايا المناعية لمكافحة هذا الوباء الفتاك.

التقارير الأولية حول المتحور الجديد، تشير إلى أنه مختلف عن غيره من المتحورات إذ قال البروفيسور توليو دي أوليفيرا، مدير مركز الاستجابة الوبائية والابتكار في جنوب أفريقيا، إن المتحور يحمل: «مجموعة غير عادية من الطفرات» وإنها «مختلفة تمامًا» عن التي اكتشفت في المتحورات الأخرى.

اقرأ أيضاً: فيروس شبيه بـ “كورونا” يُقلق السوريين!

استنفار دولي بسبب متحور “أوميكرون”

أعلنت العديد من الدول الأوروبية إجراءات إضافية لمكافحة انتشار وباء كورونا “كوفيد 19″، لاسيما بعد ظهور المتحور الجديد “أوميكرون”.

ورفع، المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض مستوى التحذير من وباء كورونا إلى “عال جداً”.

واقترحت المفوضية الأوروبية الجمعة 26 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، تعليق، الرحلات الجوية من جنوب القارة الأفريقية، احترازاً من ذلك المتحور الجديد.

وفرضت العديد من الدول قيوداً على القادمين من جنوب أفريقيا وبوتسوانا وناميبيا وزيمبابوي وإسواتيني وليسوتو، ومنعتهم من الدخول إلى أراضيها، منها أمريكا وبريطانيا و إيطاليا وألمانيا، ودول عربية منها الإمارات والمغرب والسعودية.

فعالية اللقاحات على متحورات كورونا

بالنسبة للقاح ” سينوفارم” أظهرت تجربة موسعة للمرحلة 3 على نطاق بلدان متعددة أن إعطاء جرعتين، بفاصل زمني 21 يوماً، يحقق فعالية بنسبة 79 في المئة ضد عدوى فيروس كورونا-سارس-2 المصحوبة بأعراض بعد الجرعة الثانية بـ14 يوماً أو أكثر. 

وكانت فعالية اللقاح في تجنُّب الحاجة لدخول المستشفى 79 في المئة.

بينما ارتفعت نسبة فعالية لقاح فايزر- بيونتيك ووصلت إلى 93 في المئة ضد الإصابة المصحوبة بأعراض بعد أسبوعين من تلقي الجرعة الثانية، وذلك مقارنة بفعالية لقاح أكسفورد- أسترازينيكا التي بلغت نسبتها 71 في المئة.

ويعمل العلماء حالياً، على تصميم لقاحات محدثة تلائم المتحورات الجديدة من فيروس كورونا، في حال كانت هناك حاجة لها في المستقبل، وبإمكان القطاع الصناعي تسريع وتيرة الإنتاج، بحسب تقرير نشرته “بي بي سي عربية”.

وذكر التقرير، أنه إذا كان متحور الجديد أشد خطورة، فإنه يشكل خطراً أكبر على الأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاحات، إذ أن اللقاحات تعطي مناعة ضد الأعراض الشديدة الناجمة عن كوفيد-19، بما فيها العدوى التي تسببها المتحورات الجديدة المقلقة، كذلك فإن اللقاحات تقلل احتمال الإصابة بالعدوى، لكنها لن تلغي الخطر بشكل كامل.

السلالات الرئيسية المتحورة عن كوفيد 19

الخبراء يهتمون بأربعة سلالات مختلفة من فيروس سارس كوف 2 وهي ألفا والتي سجلت لأول مرة في بريطانيا، وبيتا عثر عليها في جنوب إفريقيا وغاما في البرازيل و ودلتا في الهند،  هذا إضافة إلى السلالة الجديدة أوميكرون التي استنفرت دول العالم منذ ظهورها.

وصنفت جميع هذه السلالات على أنها أنها مثيرة للقلق من قبل منظمة الصحة العالمية لأنها تشكل خطراً متزايدا على الصحة العامة، لأنها تجعل الفيروس أكثر قدرة على العدوى وتسبب له مرضاً شديداً، إضافة إلى أنها تمكنه من مقاومة اللقاحات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.