تقود إيران عبر أذرعها في جنوب دمشق مساعي لبسط نفوذها على ما تبقى من مخيم اليرموك في سوريا لرسم حدود الضاحية التي أعدتها منطلقة من منطقة السيدة زينب ووصولا إلى داريا في غربها.

المخططات الإيرانية بدأت وتيرتها بالتسارع مع انفتاح الحكومة السورية على الدول العربية. وبدء تنفيذ مشاريع دولية أهمها خط الغاز العربي، ومؤخراً الصفقات التجارية التي يتركز عملها في العاصمة السورية ووسط البلاد.

مخيم اليرموك في سوريا المعضلة التي لن تحل

ذكرت “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا” – وهي مجموعة تعنى بشؤون الفلسطينيين في سوريا-  أنّ أجهزة الاستخبارات السورية عزلت مؤخراً مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق بسوريا عن البلدات المحيطة به.

https://twitter.com/Mrbrary/status/1465419292682305538?s=20

وحول ذلك، قال الناشط الفلسطيني، محمد عبّارة، لـ(الحل نت)، إنّ جهاز المخابرات الجوية والموالي لإيران، انشأوا أمس السبت، سواتر ترابية أعاقت حركة العديد من الأهالي العائدين من المناطق والبلدات المجاورة للمخيم.

ونقل عباّرة، تهكم الأهالي الذي مروا على السواتر في شارع السبورات قولهم، بأنّ المرور من المخيم إلى حي التضامن المجاور أصبح يتطلب فيزة عبور.

ولفت الناشط الفلسطيني، إلى أنّ أجهزة المخابرات تفرض إجراءات مشددة على الأهالي. خصوصاً بعد عمليات تجهيز منطقة السيدة زينب، أو ما بت يعرف محلياً بالضاحية الجنوبية لدمشق.

اقرأ أيضا: مخيم اليرموك بدمشق.. 72% من الأهالي لا يملكون القدرة على إعادة إعمار منازلهم

لا عودة فعلية للأهالي

وكانت القوات النظامية بدمشق دخلت مخيم اليرموك في مايو/ أيار 2018، بعد عقد اتفاقية سرية مع تنظيم “داعش”. وأسفرت العمليات العسكرية عن نزوح حوالي أكثر من 150 ألفاً غالبيتهم من اللاجئين الفلسطينيين، كما تجاوزت نسبة الدمار في المخيم 60%.

ويشير عبّارة، إلى أنّ اللاجئين الفلسطينيين يعانون من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية بحقهم من أجل العودة إلى منازلهم. إذ لا يزال المخيم مهملاً من قبل الحكومة في ظل وجود عشرات الجثث لضحايا القصف تحت أنقاض مبانيه. فيما يُمنع أبناء المخيم من العودة إلى بيوتهم إلّا بشروط حددتها محافظة دمشق تتضمّن الموافقة الأمنية، والسلامة الإنشائية للبناء.

وأعادت تقارير صحفية الحديث عن جهود إيرانية متزايدة لتشكيل “ضاحية جنوبية”. وبالقرب العاصمة السوريّة دمشق في موقع استراتيجي شبيه بمعقل حزب الله اللبناني المصنف إرهابياً في العاصمة اللبنانية بيروت. وذلك تزامنا مع منح دمشق امتيازات اقتصادية كبيرة لوفد إيراني زار دمشق قبل أيام.

إيران وعبر جهود كبيرة بدأت تشكل “ضاحية جنوبية” بين العاصمة دمشق ومطارها الدولي المحاط بطبيعة الحال بمواقع تتبع للنفوذ الإيراني.

اقرأ المزيد: بعد ثلاث سنوات من الحملة العسكرية.. عشرات الجثث لا تزال عالقة تحت أنقاض مخيم اليرموك في سوريا

معسكرات إيرانية في جنوب دمشق

وبالتوازي مع تزايد النشاط الإيراني في المنطقة. شرعت إيران في إنشاء معسكرات تدريب خاصة بالمليشيات التابعة لها. وذلك في المزارع والبساتين المحيطة بمنطقة “السيدة زينب ومخيم قبر الست وبلدة البحدلية” بريف دمشق الجنوبي.

ويرى عبّارة، أنّ التحركات الإيرانية تنذر بتصاعد حالات التغيير الديموغرافي الذي تنتهجه إيران بشكل كبير. لا سيما وأنّها تتخذ من منطقة “السيدة زينب” معقلاً رئيسياً بسبب وجود المزارات الدينية.

وربط الناشط الفلسطيني، إعلان علي رضا بيمان باك المدير العام لمنظمة تنمية التجارة في إيران، بأنهم في صدد تأسيس بنك مشترك مع حكومة دمشق ضمن خطة تهدف لتسهيل التبادل التجاري بين الجانبين. بأنّه جاء لتسهيل وصول الأموال غير الشرعية إلى موالي طهران في دمشق.

وفي وقت سابق، أعلن وزير الصناعة والمناجم والتجارة الإيراني، سيد رضا فاطمي أمين، افتتاح المركز التجاري الإيراني في المنطقة الحرة بمدينة دمشق، بعد أكثر من عامين على إعلان إنشائه.

كما أكد فاطمي أمين، من خلال مؤتمر صحفي أعقب الافتتاح،  أن المركز يضم عدداً من الشركات الإيرانية المختصة في مختلف المجالات منها التجارية والصناعية والزراعية ومعدات البناء.

وتحاول إيران في العام الجاري، بسط هيمنتها في المجال الاقتصادي في سوريا. من خلال افتتاح مشاريع اقتصادية متعلقة بالتجارة والصناعة ومجال الطاقة. إضافة لذلك تعزيز مناطق تواجد مواليها في جميع أنحاء البلاد لضمان عدم إخراجها من المعادلة السورية.

قد يهمك: روسيا تبحث في مقبرة مخيم اليرموك في سوريا عن رفات جنود إسرائيليين

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.