هناك عدد من العوامل التي وضعت صناعة السجاد السوري في مكان صعب للغاية فأدى ارتفاع أسعار المواد الخام إلى ارتفاع أسعار السجاد. وما زاد “الطين بلة” أن قلة الرواتب أدت إلى تسرب أيدي الخبراء، ودمرت بعض ورش الصناعة اليدوية بسبب نقص المواد الخام.

كانت سوريا دولة غنية بالموارد الطبيعية، لكن الحرب دمرتها، حيث أدت إلى انخفاض حاد في إنتاج المواد الخام وزيادة معدلات البطالة بين عمال النسيج المهرة.

لماذا السجاد السوري باهظ الثمن؟

يعتبر السجاد السوري نفسه من أهم الرموز الثقافية لسوريا. إن التقاليد والحرفية الكامنة وراء إنتاجها هي ما جعلها مميزة وفريدة من نوعها. ولكن بسبب نقص رواتب العمال والمواد الخام للتصنيع، فقد فقدت هذه التقاليد ببطء.

ارتفعت أسعار السجاد السوري بمقدار 3-4 أضعاف بسبب تجاوز العرض للطلب لدى محلات ومصانع السجاد في سوريا. ووفقاً لمدير الشؤون الاجتماعية والعمل في السويداء، سامر بوحصاص،  فإن عدم ربط العاملات اللواتي يعملن على الإنتاج بعقود سنوية يتضمن الحد الأدنى للأجور أدى إلى تسرب الأيدي الخبيرة في صناعة السجاد اليدوي. 

ومن جملة الأسباب التي ذكرها بوحصاص لصحيفة “الوطن” المحلية، ترهل الأبنية المعدة لصناعة السجاد اليدوي بسبب إقفال الوحدات منذ عام 2002 ولغاية 2019 وسوء وسائل ومستلزمات الإنتاج.

وأشار بوحصاص، إلى تلف قسم من المواد الأولية من صوف وقطن وغيرها. وعدم صلاحيتها للعمل في صناعة السجاد بسبب سوء تخزينها.

ومن المتوقع رفع تكاليف الصناعة إلى ثلاثة أو أربعة أضعاف السعر الحالي جراء غلاء أسعار مادتي الصوف والقطن. إذ يقدر سعر كيلو الصوف الموجود حالياً لدى الوحدات بـ 338 ليرة، وسعر القطن الحالي 2249 ليرة.

اقرأ المزيد: انعكاسات بوادر أزمة اقتصادية عالمية على الواقع المعيشي في سوريا

كيف يؤثر مناخ سوريا على صناعة النسيج؟

وبين مدير الشؤون أن حجم الإنتاج الإجمالي لصناعة السجاد اليدوي وعلى جميع الأصناف والتصاميم منذ بداية العام الحالي بلغ 131 متراً، وبسعر يقدر 5 ملايين و372 ألف ليرة معظمها مباع.

يصنع السجاد السوري عادة من القطن والحرير والصوف، وتتوقف أسعاره على نوعية المواد المستخدمة. الصوف أرخص من الحرير والقطن.

يقول أحد مزارعي القطن، عبد الرؤوف محمد، لـ “الحل نت”، إنّ المناخ هو أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع تكلفة السجاد السوري. ففي الصيف الحار والشتاء البارد من الصعب زراعة المواد الطبيعية. لصنع السجاد أو غزل الخيوط من شعر الحيوانات لإنتاج سجاد من الحرير أو الصوف.

وأشار محمد، إلى أن الحرب لعبت أيضا دورا رئيسيا في زيادة أسعار السجاد السوري، لأنها أدت نقص زراعة القطن عدم قدرة المزارعين على تحمل أعباء الإنتاج الباهظة لا سيما مع انخفاض سعر الليرة السورية.

اقرأ أيضا: في ظل مواسم سيئة للقمح.. ما مصير إنتاج الخبز السوري؟

ما هو مستقبل الصناعة التقليدية في سوريا؟

مع الأزمة الاقتصادية، يعتقد المتابعون للشأن السوري أنّ الصناعات التقليدية واليدوية ستتجه نحو الاندثار بسبب ارتفاع تكاليف المواد الخام. وأيضا هجرة المهرة والأيادي العاملة بسبب الأجور المتدنية.

رئيس اتحاد الحرفيين في دمشق، مروان دباس، حذّر منذ سنوات من انخفاض سريع في أعداد اليد العاملة في المهن والحرف اليدوية ضمن سوريا.

والظاهر للشارع السوري، أنّ تاريخ سوريا التراثي بات مهدد بالضياع والانقراض، ما لم تضع الحرب أوزارها وتقوم حكومةٌ متفقٌ عليها بخطواتٍ تعيد بريق هذه الصناعات التي تحكي قصة آلاف السنين عن سوريا.

قد يهمك: الفساد في سوريا تحميه الحكومة والرقابة على المواطن فقط

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.