لايزال قاطني قرى وبلدات الريف الشرقي من محافظة ديرالزور (شرق سوريا) الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية، يتجرعون معاناة الانقطاعات المتكررة للتيار الكهرباء، والتي أصبحت كابوساً يثقل كاهلهم، مستهدفهاً حياتهم المعيشية، ومكبداً إياهم العديد من الخسائر والأضرار المادية والجسدية أيضاً.

وتوالت هذه المشكلة المتفاقمة خلال السنوات القليلة الماضية، ولم يتخذ أي إجراء عملي لحلها من قبل الجهات المسؤولة إلى الآن.

لا ماء بدون كهرباء

تيسير السالم، من سكان الريف الشرقي، تحدث لـ “الحل نت”، قائلاً، إن “معاناة الأهالي تفاقمت، بعد توقف محطات تحلية المياه عن العمل لأسبوعين متتاليين، جراء الانقطاع المستمر للكهرباء، فلا ماء بدون كهرباء”.

وأضاف أن “نسبة كبيرة من الأهالي، لجؤوا إلى طرق بدائية، لجلب المياه من النهر مباشرة، لكنها لاتخلو من الجهد والمشقة والخطر أيضاً، وخاصة على من يقطن بعيداً عن مجرى النهر”.

ومن المخاطر الصحية الناجمة عن أزمة انقطاع مياه الشرب، أشار السالم إلى أن “لجوء السكان إلى استخدام مياه غير نظيفة وغير معقمة بشكل مناسب، قد يؤدي إلى إصابات مرضية هم في غنى عنها”.

مخاطر

من جانبها تقول مريم، اكتفت بذكر اسمها الأول، لـ “الحل نت” إن “وضعها الصحي لايسمح لها بتحمل عبء جلب المياه من النهر، وأنها لاتُرسل أبنائها أيضاً إلى النهر، خوفاً عليهم من الغرق، لذلك تلجأ لشرائه من الصهاريج المتنقلة بين الحارات، وهذا ما رتب عبئاً مادياً آخر، فهو مصروف إضافي يخنق الأهالي بتعبئة خزان الماء ب 2500 ليرة سورية”.

أعباء إضافية

بدوره قال سمير العويس، من مدينة الميادين، لـ “الحل نت”،  إنه “من غير المنطقي أن نشتري المياه رغم أن النهر لايبعد عنا سوى 2 كيلومتر”،  لافتاً إلى أنه “يضطر لشراء المياه الصالحة للشرب بمبلغ 5000 آلاف ليرة سورية، وهذه الكمية لا تكفي حاجة البيت ليومين أو ثلاثة أيام كحد اقصى في بيت لعائلة متوسطة عدد الأفراد”.

يختتم حديثه قائلاً إن “الكهرباء ليست وحدها من تؤرق سكان المدينة، فكثير من المشاكل التي تواجهها الخدمات الأساسية تحاصر المواطنين، أهمها مشاكل الصرف الصحي وطفح المجاري، وعدم ترميم الطرقات الرئيسية، التي تعرضت لدمار فيما سبق، وخاصة مع دخول فصل الشتاء وبدأ هطول الأمطار، دون إيجاد حلول عملية من الجهات المختصة، رغم المطالبات المتكررة لحل هذه المشكلات”.

وتشهد محافظة دير الزور انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي، بسبب أعطال في الخطوط الرئيسية المغذية، وتقول وسائل تابعة لحكومة دمشق، إن الانقطاعات سببها أعطال متكررة في “خط التوتر 230” المغذي للمحافظة.

وفي وقت سابق، تناولت صحيفة “الوطن”، المقربة من الحكومة السورية، تفاصيل وضع الكهرباء في مختلف المناطق السورية الواقعة تحت الأخيرة، حيث وصفته بـ “الكارثي”.

ونقلت الصحيفة، في تقرير لها، عن وجود “سخط شعبي كبير”، بسبب فترات التقنين الكهربائي الطويلة، والتي وصلت في بعض المناطق إلى 14 ساعة متتالية مقابل ساعة أو نصف ساعة تغذية، معتبرة ذلك بمنزلة “فضيحة تعد الأكبر في تاريخ وزارة الكهرباء السورية”.

اقرأ أيضاً: سباق إيراني روسي على كسب ولاء الجيش السوري

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.