يحاول المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون مؤخراً الحصول على أية مكاسب في الملف السوري، لا سيما في قضية التقدم في عملية الحل السياسي، وذلك بعدما فشلت جميع مقترحاته في إقناع أطراف الحل للتقدم أي خطوة مسارات المحادثات السياسية.

وخلال زيارته للعاصمة دمشق الأحد، واجتماعه مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، أكد المبعوث الأممي أن هنالك «فرصاً لإعادة إطلاق المسار السياسي»، ذلك بعد أن وصف المحادثات مع المقداد بـ«الجيدة والعميقة» حسب قوله.

وأبرز ما ركز عليه بيدرسون هو تطبيق مقاربة «خطوة بخطوة» كما أراد تسميتها.

وقال في تصريحات نقلتها صحيفة الوطن: «كان لدي عدة لقاءات في عدد من الدول العربية وكذلك من الأمريكيين والأوروبيين. وأرى أن هناك فرصة جادة لبحث إمكانية تطبيق مقاربة خطوة بخطوة، بهدف بناء الثقة».

ما هي سياسة بيدرسون في سوريا “خطوة بخطوة”؟

وحول سياسة “الخطوة بخطوة” يوضح الصحفي السوري فراس علاوي أن السياسة تعني تقديم تنازلات أو خطوات متبادلة بين دمشق والمجتمع الدولي، فيما يشبه الأخذ والرد.

ويقول علاوي في حديثه لـ”الحل نت”: «السياسة تعني أن المجتمع الدولي يقدم خطوة لنظام الأسد، مقابل تقديم الأخير خطوة أخرى. مثلاً المجتمع الدولي يرفع بعض العقوبات على النظام، مقابل تقديم خطوة باتجاه المعابر أو توزيع المساعدات الإنسانية، في منطقة ما».

ويرى علاوي أن دمشق وموسكو سيستغلان تطبيق هذه السياسة بشكل كبير. ويقول: «يستخدمون ملف المعابر من أجل تحصيل نقاط ومكتسبات لاحقة، روسيا لديها ملفات تفاوض عليها إلى جانب المعابر، ملف المعتقلين ودرعا والطرق الدولية. كل هذه تعتبر نقاط من مصلحة النظام من أجل سياسة خطوة خطوة. لذلك سيعمل النظام على تقديم تنازلات بخطوات غير مؤثرة عليه، مقابل الحصول على خطوات أخرى من المجتمع الدولي».

ويعتقد الصحفي السوري أن فرص نجاح هذه السياسة في تقدم العملية السياسية ضئيلة. وذلك إلا في حال «حديث المجتمع الدولي عن إخراج المعتقلين بشكل واضح وحقيقي وليس وهمي كما حصل سابقاً».

ويختم علاوي حديثه عن تطورات الملف السياسي السوري قائلاً: «أعتقد أن الملف السياسي هو ملف يواجه الانغلاق، بيدرسون يحاول الحصول على أي مكسب ولو كان بسيط، من أجل أن يظهر نفسه بأنه نجح في خرق الملف السوري، أرى بيدرسون أسوأ من دي مستورا الذي فكك الحل السوري وحوله باتجاهات بعيدة عن الحل».

وتأتي زيارة بيدرسون إلى دمشق. في إطار التحضير للجولة السابعة من محادثات اللجنة الدستورية، بين المعارضة والحكومة السورية للتوافق على دستور للبلاد. وذلك رغم فشل جميع الجولات السابقة في تحقيق خطوات فعلية بهذا الشأن.

انزعاج روسي من دمشق

وكانت الجولة السادسة عقدت، الشهر الماضي، واستمرت لخمسة أيام وتم التطرق فيها إلى نقاش المبادئ الأساسية للدستور. لكنها كسابقاتها لم تصل لجديد.

واتهم غير بيدرسون خلال حديث سابق أمام مجلس الأمن الدولي، الحكومة السورية برفض التفاوض بشأن تعديلات على مسودات طرحها خلال محادثات اللجنة الدستورية، محملا إياها المسؤولية الأولى عن فشل المحادثات.

كما تسبب فشل الجولة الأخيرة من اجتماعات اللجنة الدستوريّة بين الحكومة السوريّة والمعارضة، بإشعال الغضب الروسي الذي انصب على الوفد الحكومي المتهم الأول بإفشال الجولة. 

اقرأ أيضاً: تضارب في شمال شرق سوريا حول الحوار مع دمشق

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.