على مر العشرة أعوام الماضية، وفي ظل الحرب الدائرة منذ بداية انتفاضة الشعب السوري ضد نظام بشار الأسد. شهدت المناطق تقلبات اقتصادية وسياسية وعسكرية، أثرت بشكل سلبي على الحياة الاجتماعية وخاصة النساء. 

وكان من أبرز تلك التأثيرات التي شهدتها مناطق محافظة إدلب، هي ازدياد بنسبة الأرامل والمطلقات من فئة النساء. إضافة للتهجير من محافظات أخرى إلى إدلب، مما تسبب بانتشار ظاهرة الفقر والبطالة وندرة بالعمل للرجال.

مما دفع العديد من النساء للبحث عن بدائل وطرق لكسب قوت يومهم، والتوجه لسوق العمل، والخلاص من حالات الفقر الشديد وخاصة اللواتي افتقدن معليهم لأسباب عدة.

مبادرات محلية لتشغيل اليد العاملة من النساء

إم محمد مشرفة في “شركة أُولفار” لصناعة الصابون في بلدة “معرة مصرين” شمال محافظة إدلب. قالت في حديث مع الـ “الحل نت”: إن فكرة افتتاح الشركة أتت من الحاجة المحلة في الآونة الأخيرة. حيث يعمل بها أكثر من (20) امرأة من الأرامل، والمطلقات، إضافة للناجيات من الاعتقال، والمهجرات قسراً.

ونوهت إم محمد إلى أنه نتيجة لفقدان المعيل لنساء وبأعداد كبيرة مؤخراً. وجل هؤلاء النساء، لا يملكن شهادات علمية تخولهم الدخول في وظائف أو مهام إدارية يكسبون من ورائها لقمة العيش. كانت الضرورة المحلة للبدء في مشاريع تعتمد على العمل بظروف مناسبة للمرأة ضمن المجتمعات المحلية التي تعتمد على العادات والتقاليد المقيدة حسب وصفها.

وأشارت إلى أن مهنة صناعة الصابون، تعتبر من التراث القديم. وأياً كان يستطيع العمل بها بمجرد تأمنت له المعدات والأدوات اللازمة والتدريبات الخاصة بتلك المهنة.

اقرأ أيضا: مبادرات تطوعية لمساعدة الفقراء بمادة الخبز في إدلب

دوافع عمل النساء في صناعة الصابون

إم محمد البالغة من العمر 40 عاماً قالت لـ “الحل نت”، “إن المعين الوحيدة لعائلتي والبالغ عدد أفردها 5 أشخاص هو أنا. مما أجبرت للبحث عن طريق لكسب المال للحفاظ على العائلة. وكانت صناعة الصابون المهنة التي أخترتها عندما أتيحت لي الفرصة من تدريبات ومكان مناسب لتنفيذ ما تدربت عليه لمدة 20 يوماً”.

فاطمة اليوسف العمالة في صناعة الصابون منذ ستة أشهر قالت في حديثها إن صناعة الصابون من المهن التي تناسب الظروف التي نعيش بها. إضافة كونها حرفة يدوية لا تتطلب جهد وتعتب كبير. ولأننا نساء كان من الواجب اختيار عمل يناسب أجسامنا وعاداتنا والتقاليد المفروضة علينا من قبل المجتمع.

وتشهد مناطق شمال غربي سوريا تصاعداً بالأنشطة النسائيّة خلال الفترة الأخيرة. حيث أعلنت مجموعة من النساء في نيسان /أبريل الماضي، افتتاح مركز لصيانة الهواتف المحمولة بكادر نسائي،. وذلك بعد خضوع مجموعة من النساء لتدريب على مدار شهرين تمهيداً لافتتاح المركز.

قد يهمك: العاصفة تضرب مخيمات الشمال السوري وتفتك بـ 14 مخيماً

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة