شنت قوات الجمارك السورية حملة واسعة ضد المحال التجارية المختصة بتجارة الألبسة المستعملة (البالة الأوروبية)، في العاصمة دمشق، حيث استهدفت الحملة أكثر من 50 محل تجاري.

غرامات بمئات الملايين

وأفادت صحيفة “تشرين” السبت، بتعرض محلات بيع البالة لحملة غير مسبوقة، إذ داهم عناصر الجمارك محلات البالة، بحملة مفاجئة استمرت من الساعة العاشرة صباحاً، وحتى الخامسة مساء، تمكنوا خلالها من مصادرة مئات الأطنان من محتويات المحلات.

ونقلت الصحيفة عن أصحاب المحلات وصفهم للحملة بأنها «كسر عظم»، مؤكدين أن الحملة شملت أكثر من 51 متجراً، «وتم تغريم المحلات بمبلغ وصل إلى 35 ألف ليرة عن كيلو ألبسة تمت مصادرته، ومن لم يصالح على بضائعه تم إيقاف العاملين عنده ريثما يفعل ذلك» بحسب ما نقلت “تشرين“.

قد يهمك: المشروبات الكحولية وأبو علي خضر.. تجارة جديدة لتيار أسماء الأسد الاقتصادي

ويؤكد أحد أصحاب المتاجر بعد تعرض بضاعته للمصادرة أن غرامته وصلت إلى أكثر من 50 مليون ليرة السورية، في حين وصل مجموع المبالغ التي فرضتها الجمارك على التجار إلى نحو مليار ومئتي مليون ليرة.

وفي معرض شهادة لأحد أصحاب المحال المشمولين للحملة قال للصحيفة المحلية: «العنصر الذي كان يقوم بمصادرة بضاعتي، قال لي إن ثيابه التي يرتديها من “البالة” ولكنه مضطر لفعل ذلك!».

مصدر دخل ووسيلة لسد حاجة اللباس

ويؤكد أصحاب المحال التجارية أن محلات الألبسة المستعملة مفتوحة في دمشق منذ عقود، «وهنالك أسر بأكملها لا تعرف مهنة أخرى غيرها، ولكن ظلت الألبسة المستعملة ممنوعة من الاستيراد وتملأ البلد في الوقت ذاته، ولذلك ظلت المحلات تتعرض لهذه الحملات، وكان آخر حملة منذ 3 سنوات، لكنها لم تكن بهذه الشدة».

وبالتأكيد سترتفع أسعار الألبسة المباعة في هذه المحلات التجارية بعد دفع التجار مبالغ طائلة كغرامات للجمارك، ما يضطرهم لرفع أسعار بيعها إلى المستهلكين.

وتنقل الصحيفة عن سيدة في العقد السادس من عمرها قولها إنها تواظب على شراء حاجات أسرتها للألبسة من” البالة“، وأنه «لولا وجودها لكانت الكثير من الأسر في هذه الظروف الاقتصادية عاجزة عن تلبية حاجتها من اللباس لأبنائها، وتساءلت كيف تدخل كل هذه الكميات إلى البلد، ولماذا لا يتم مصادرتها على الحدود وقبل أن تصبح في المحلات؟»

وشهدت مختلف المناطق السورية خلال السنوات الأخيرة رواجاً في تجارة الألبسة المستعملة، وذلك في ظل عدم قدرة معظم العائلات على شراء الألبسة الجديدة، التي شهدت تحليقاً في أسعارها كغيرها من السلع في ظل الأزمات الاقتصادية التي تعيشها البلاد.

اقرأ أيضاً: “لإنهاء ازدحام الأفران”.. آلية جديدة لتوزيع الخبز في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.