كانت علاقات إسرائيل مع سوريا عدائية منذ الحرب السورية الإسرائيلية عام 1948. ولا توجد علاقات دبلوماسية بين البلدين، ولم تعترف الدولتان ببعضمها حول السيادة. احتمالات التطبيع الإسرائيلي مع دمشق عبر الغاز العربي في نظر المحللين السياسيين ضئيلة إن لم تكن معدومة. لكن الطريقة الوحيدة التي يمكن لإسرائيل أن تحقق ذلك هي إذا وقّعت اتفاقية مع روسيا وإيران من أجل ضمان مصالحها الوطنية في سوريا، وهي مرتفعات الجولان.

دمشق تدفع بالملف الأمني

يقول الباحث السوري، عصام زيتون، لـ”الحل نت”، إسرائيليا كان التطبيع مع الأسد -بما في ذلك إعادة الجولان- معروضا حتى عام 2010. لكنّ كان مشروطا بإصلاحات سياسية تؤدي إلى انفتاح اقتصادي. وقد تم رفض هذا الشرط من الأسد الأب في محادثات واشنطن بين إيهود باراك وفاروق الشرع برعاية الرئيس الأميركي بيل كلينتون في عام 1999. 

وأيضا يضيف زيتون، أن الرئيس السوري، بشار الأسد، رفض تلك الشروط مجددا في المفاوضات الّتي جرت سرا في تركيا برعاية الرئيس أردوغان في عام 2010.

وعليه، يرى زيتون، أنّ الأسد كان ومازال يرى الأولوية الأمنية فوق جميع ما سواها من الأولويات، مشيراً إلى أنّ «الأسد فقد سخر الاقتصاد والسياسة وكل شيئ في خدمة بقاءه واستمراره كما هو بكل إجرامه وفساده وعدوانيته». 

ويؤكد زيتون، أنّ دمشق لا يمكن أن تفصل الملفات عن بعضها وأي انفتاح اقتصادي لابد له أن يختلط بالسياسة والأمن وهذا ما يرفضه الأسد قطعيا.

اقرأ أيضا: توقف مشروع الغاز المصري إلى سوريا.. واشنطن توضح

ما هي فرص التطبيع الإسرائيلي مع سوريا؟

ويقول المحلل السياسي المختص بالشأن الروسي، طه عبد الواحد، لـ”الحل نت”، إن أي شكل من أشكال التطبيع حصرا الإسرائيلي مع دمشق سيكون في إطار قبول واشنطن استمرار الأسد في الحكم. ودون ذلك لا يعتقد عبد الواحد، أن إسرائيل ستطبع بالمعنى السياسي. لكن في الوقت ذاته إذا وجدت إسرائيل حالها حال أي الدول في إمكانية لتحقيق مكاسب اقتصادية فهي سوف تأخذ بالحسبان.

ويضيف، عبد الواحد، أنّه في حال فعلا كان هناك موضوع لصادرات الغاز من إسرائيل هذا سيعزز من نفوذها في المنطقة وفي سوريا وفي لبنان. وسيكون لهم تأكيد على المدى البعيد تأثير على المعادلة السياسية والتركيبات الداخلية في لبنان وسوريا. 

أما زيتون، فيرى التطبيع الإسرائيلي مع الأسد بعد 2011 أصبح مستحيلا. ولن يجد الأسد بين الإسرائيليّين من يقبل بمصافحته أو من يثق به أو يجرؤ على تسويقه أو تعويمه مهما كانت الإغراءات. 

ويتابع زيتون، «الإعلام والإسرائيلي وتصريحات جميع المحللين والسياسيين والبرلمانين كانت وما زالت تصفه بأنه الديكتاتور الّذي يقتل شعبه. موضوع السلام أو التطبيع مع سوريا تحت حكم الأسد مرفوض من طرف إسرائيل سياسيا وأخلاقيا».

اقرأ المزيد: مصر تحدد موعد بدء ضخ الغاز إلى لبنان عبر سوريا والأردن

مشروع الغاز الإسرائيلي إلى سوريا

أكدت صحيفة “الشرق الأوسط”، أن مشروع تزويد لبنان بالطاقة من مصر والأردن عبر سوريا، يعتمد على غاز إسرائيلي في معظمه.

خطة النقل التي ذكرها التقرير، اعتمدت على عنصرين، الأول أنّ الأردن يعمل على توليد ونقل الكهرباء إلى لبنان عبر سوريا. بالمقابل يرسل الغاز الطبيعي من بواسطة أنابيب ممتدة من مصر وإسرائيل إلى الأردن وبعدها إلى لبنان مرورا بسوريا.

وفي دراسة صادره عن “معهد واشنطن للشرق الأدنى”، خلصت إلى أنه لا يزال من غير الواضح كيف سيتم تحويل الغاز باتجاه لبنان، بسبب الوضع المعقد لترابطات الغاز القائمة بين سوريا ولبنان.

ولكن، ووفقاً للدراسة، فإن الغاز الإسرائيلي دخل ضمن المقايضة على الغاز السوري التي تزود به دمشق لبنان. مشيرة إلى أنّ أغلب الغاز، أو كله، سوف ينشأ من حقل ليفياثان البحري في إسرائيل.

والجدير ذكره، أنّ كبير مستشاري الولايات المتحدة لأمن الطاقة العالمي، آموس هوكستين، قال لقناة “سي إن بي سي”، إن إمدادات الغاز المصرية إلى لبنان قد تبدأ بالتدفق في غضون شهرين أو ثلاثة أشهر. وعبر عن أمله في إتمام المشروع قبل الانتخابات اللبنانية في مارس 2022.

كما صرح مسؤولون سوريون في وقت سابق، أن خط الغاز العربي، سيكون حلً للوصول إلى استقرار شبكة الكهرباء المحلية. وسيسهم في تراجع معدل الانقطاعات التي تتسبب بها الحماية الترددية حتى 90بالمئة. 

وأفادوا، أن الحكومة ستتقاضى بنسبة ضئيلة من الكهرباء تقدر بـ8 بالمئة من كمية الكهرباء الموردة إلى لبنان، كرسوماً على مشروع استجرار الطاقة من مصر إلى لبنان عبر الأردن وسوريا، بحسب صحف محلية.

قد يهمك: “شتاء بارد ومظلم”.. وزارة الكهرباء تعترف بالعجز دون تقديم حلول

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة