أعلنت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، اليوم الأحد، عن توزيع مازوت التدفئة في المحافظات السورية وعدد المتلقين لها. إلا أن أهالي مناطق سيطرة الحكومة يشكون من عدم كفايتهم في الحصة التي يحصلون عليها. فيما يعتقد بعض المحللين أن هذه الخطوة، هي سياسة من قبل السلطات للسيطرة على ما يفكر فيه الناس ويفعلونه.

 رفع نسبة توزيع مازوت التدفئة

وأوضحت الوزارة في بيان على صفحتها الشخصية، أنّها تهدف إلى لضمان وصول مستحقات الجميع بالمادة. حيث قامت مديريات التجارة بالإشراف والمتابعة لعمليات توزيع مازوت التدفئة. كما أضافت أنها تتابع عمليات التوزيع حتى تبلغ النسبة 100% وكل شخص لم يحصل على مستحقاته يمكنه التواصل معها كي يتم تأمين المادة له.

وفيما يخص آلية توزيع المازوت، فقد تراوحت نسب توزيع مازوت التدفئة بحسب البيان، إذ بلغت في دمشق: 81 في المئة، وريف دمشق: 75 في المئة، وحمص: 79 في المئة. فيما وصلت في حلب: 55 في المئة، وحماة: 75 في المئة، وريف اللاذقية 98 في المئة. أمّا المدن الساحلية فوصلت النسبة بمدينة اللاذقية 73.68 في المئة، وطرطوس 85 في المئة.

أما في الجنوب، فحصلت السويداء على نسبة 98 في المئة، ودرعا 90 في المئة، والقنيطرة 99.5 في المئة. وفي المحافظة التي تعد منبع النفط في البلاد، فوصلت النسبة بدير الزور 58.1 في المئة.

وتدير وزارة النفط عملية التوزيع بطريقة منظمة بين المؤسسات الاقتصادية والمدنية، بينما تدير وزارة التجارة عملية توزيع مازوت التدفئة على المواطنين من خلال نظام تقنين. ولا يحصل السكان في مناطق سيطرة الحكومة سوى على 50 بالمئة من حصتهم الشتوية.

اقرأ أيضا: مسؤول روسي يستهزأ براتب الوزراء السوريين “لا يشتري أكثر من 60 سندويشة شاورما”

عوائل لا تصلها الحصص

وفي دمشق تم انتقاد مخطط التوزيع هذا من قبل العديد من المواطنين السوريين. فهؤلاء المواطنون غير سعداء لأنهم لا يحصلون على ما يكفي من المازوت ويضطر معظمهم إلى الاعتماد على مولدات خاصة للدفء. حسبما رصده “الحل نت”. فيما تحاول وزارة التجارة حل هذه المشكلة من خلال إنشاء نظام حصص توزيع مازوت التدفئة بكميات محدودة كل مدة معينة دون الانتظام فيها.

وتبقى المحروقات في فصل الشتاء الموضوع المثير للجدل الذي لم تحله الحكومة على مدى أعوام، فدوما ما تعلن الوزارة عن كمية مخصصات العائلة الواحدة من مادة مازوت التدفئة، إلا أن معظم المواطنين يشتكون من عدم حصولهم إلا على الدفعة الأولى فقط، في حين لم يستلم العديد منهم مخصصاتهم من المازوت.

وفي سبتمبر/أيلول الفائت، أوضح مدير عام “الشركة السورية لتخزين وتوزيع المشتقات البترولية” (المحروقات)، أحمد الشماط، أن المخصصات لعائلة واحدة من مازوت التدفئة ستكون 200 لتر، موزعة على أربع دفعات.

لكن ذلك لم يعدو سوى كونه نصريحات إعلامية، إذ ذكرت وفي وقت سابق من الشهر الماضي، وسائل إعلامية، أنّ قرابة 250 ألف عائلة في مدينة دمشق لم تحصل على مازوت التدفئة، على الرغم من بدء فصل الشتاء واشتداد البرد.

ويأتي ذلك في ظل ارتفاع سعر لتر مازوت التدفئة في سوريا بما لا يتناسب مع الدخل الذي يجنيه معظم المواطنين في سوريا.

والجدير ذكره، أن الأزمة الاقتصادية في سوريا وموسم الشتاء موضوعان لا ينفصلان عن بعضهما البعض. يؤدي الشتاء إلى الاقبال على استخدام أجهزة التدفئة مما يؤدي إلى زيادة الطلب على الوقود. بالمقابل يشتكي الأهالي من عدم كفايتهم من حصة المازوت المدعوم الذي توزعه الحكومة. وعليه فإنه من أجل الاستجابة لهذه المشكلة بحسب ناشطون، سيتعين على المدنيين الانتظار حتى يحصلوا على الوقود من مناطق أخرى أو يأملون في وصول حكومة جديدة إلى السلطة وحل مشاكلهم.

للقراءة أو الاستماع: الموت بنقص الأدوية.. صيدليات فارغة وبوادر أزمة أسعار جديدة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.