آخر أعذار حكومة دمشق: “أدواتكم الكهربائية الرديئة هي سبب تقنين الكهرباء في سوريا”

آخر أعذار حكومة دمشق: “أدواتكم الكهربائية الرديئة هي سبب تقنين الكهرباء في سوريا”

لا تزال الحكومة السورية مستمرة في عملية تقنين دون حلول لزيادة إنتاج الكهرباء في سوريا. فيبدو أنه أصبح إلزاميا على المواطنين إطفاء جميع الأجهزة الكهربائية في منازلهم حفاظا على سريان الطاقة في البلاد، حسبما  يراه وزير الكهرباء. وبزعمه فأن خطته تعمل على الحد من قسوة التقنين من خلال تشجيع المواطنين على استخدام أجهزة أكثر كفاءة. 

لماذا يستمر تقنين الكهرباء في سوريا؟

في آخر تصريحات لوزير الكهرباء السوري، غسان الزامل، حمّل المواطنين عبء زيادة ساعات تقنين الكهرباء في سوريا، إذ وصلت في العاصمة دمشق إلى نحو أربع ساعات في أحسن أحوالها.

وجاء تصريح الزامل، عبر تلفزيون الخبر، والذي شكى فيه تحميل المواطنين لشكبة الكهرباء أكثر من حملها. بسبب الاستهلاك الزائد للطاقة الكهربائية، نتيجة استخدام الكهرباء في التدفئة والطبخ. مشيرا إلى أنها ذات نوعيات رديئة حيث تستهلك كميات كبيرة من الكهرباء.

وأوضح الوزير، أن إنتاج الوزارة في اليوم لا يتجاوز 2300 ميغ. وأنهم بصدد إعادة تأهيل وتشغيل المجموعة الخامسة في محطة توليد حلب باستطاعة 200 ميغا والتي من المتوقع أن تبدأ بالإنتاج نهاية آذار المقبل لإنهاء أزمة تقنين الكهرباء في سوريا.

وكشف خلال اللقاء، عن طلب وزارة الكهرباء من وزارة الاقتصاد وقف استيراد قائمة من الأدوات الكهربائية خلال هذه الفترة. حيث أنها ليست ذات جدوى اقتصادية.

اقرأ أيضا: محافظ حمص يهاجم الحكومة السورية بسبب الكهرباء.. “الواقع سيء”!

العودة إلى عصر ما قبل الكهرباء

لفت العامل في مقالع الخوابي بمدينة درعا، المهندس محمد أبو نقطة، لـ”الحل نت”، أن أزمة الكهرباء في سوريا مشكلة مستمرة منذ عام 2011. ومع تعرض محطة الكهرباء في البلاد للقصف والتدمير، يعتمد المواطنون السوريون الآن على مواقد الحطب للتدفئة والطهي. أما حين تأتي الكهرباء فجل ما تستخدمه العائلة هو البراد وشحن الموبايلات بالإضافة إلى مشاهدة التلفاز.

وعن حديث الزامل حول أسباب تقنين الكهرباء في سوريا، أشار أبو نقطة، إلى أن الوزير يتكلم عن الطبقة المخملية في سوريا، فالعوائل متوسط أو محدودة الدخل لم يعد لديها أدوات كهربائية لاستخدامها. ودعوته لايقاف استيراد الأجهزة الكهربائية لا نتيجة لها لأن المواطن لا يشتريها بالأساس. على حد تعبيره.

ونوه أبو نقطة، أنه حتى قبل عام 2011، كانت البنية التحتية للكهرباء في سوريا بالكاد تفي بالغرض. حيث سجّل القطاع خسائر كبيرة في الإنتاج والنقل جرّاء الانقطاع المتكرّر بسبب الأحمال الزائدة على شبكة الكهرباء، ولا سيما خلال الصيف.

اقرأ المزيد: الحكومة الرقمية السورية: حقيقة أم خيال وماذا عن الكهرباء؟

واقع الكهرباء في سوريا 

وكانت المؤشّرات الهيكلية ومؤشّرات الأداء في سوريا ضعيفة. حيث بلغت وفقا للمهندس، الطاقة المفقودة حوالي 26 بالمئة. في حين وصل مدة انقطاع اليتار الكهربائي آنذاك إلى 34 يوما في السنة.

وقدّرت وزارة الكهرباء السورية في العام 2021 تكلفة إعادة بناء الإنتاج والنقل في القطاع بـ2.4 مليار دولار. إذ وصل تقنين الكهرباء في سوريا بمدينة حلب، خلال العام ذاته إلى عشر ساعات لكلّ ساعة أو نصف ساعة من الكهرباء. في المقابل، سجّلت دمشق خمس ساعات من الانقطاع لكلّ ساعة من الكهرباء. 

الجدير ذكره أن، الحرب أدت إلى تعرض 4 محطات من أصل 14 محطة لأضرار جسيمة. أي ما نسبته 18 بالمئة من استطاعت الدولة. 

وعليه ستبقى مناطق الحكومة السورية في المستقبل القريب في تدبّر أمرها. كما ستواجه مصاعب في كيفية الحصول على ما يكفي من الوقود لتشغيل محطات الطاقة التي تديرها. وستواصل ترقيع شبكة الكهرباء، بما أن داعمي الحكومة يرفضون الاستثمار بشكل مكثف في دعم الشبكة.

قد يهمك: مع تراجع الليرة السورية.. وزير الكهرباء: تكريم العمّال بألف ليرة “شغلة كبيرة”

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.