يبدو أن إيران شعرت بالخطر مؤخرا، على مكتسباتها من الحرب السورية، لاسيما بعد الضربات الإسرائيلية المتتالية على مواقعها وقوافلها العسكرية في الساحل السوري، وما تبعها من الموقف الروسي شبه المشجع لتلك الغارات، إضافة إلى التطبيع العربي المستمر مع دمشق، ما يشكل خطرا حتميا على نفوذ طهران في سوريا.

وسرّعت إيران مؤخرا من وتيرة توسعها العسكري والاقتصادي، في إطار هيمنتها على الكثير من القطاعات الاقتصادية، أبرزها الطاقة والاتصالات إضافة إلى محاولة التوسع العسكري في مناطق الجنوب والشمال الشرقي للبلاد.

إيران والسباق على اقتصاد سوريا

وأعلن مساعد وزير النفط الإيراني للشؤون الدولية والتجارية أحمد أسد إيفاد وفد إلى سورية مؤخرا، بهدف دراسة آفاق جديدة للتعاون المشترك وإعداد تقرير بهذا الشأن.

وقال أسد في تصريحات نقلتها وكالة “فارس” الإيرانية الأحد إن «لدى الوزارة برنامج للتعاون المشترك مع سوريا ودول أخرى، بالإمكان عبر التعاون البناء التوصل إلى تنفيذ مشاريع جيدة على قاعدة الكل رابح».

قد يهمك: سباق إيراني روسي على كسب ولاء الجيش السوري

ويؤكد الباحث في المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية محمد خيري أن الملعب السوري بالنسبة لإيران حاليا، يمثل مسألة حياة أو موت، لذا تعمل طهران بكل الطرق على تزايد وتنامي نفوذها داخل سوريا حتى لو خسرت بعض ذلك النفوذ بفعل الضربات العسكرية الإسرائيلية.

زيادة النفوذ للضغط على واشنطن في الملف النووي

ويقول خيري في حديثه لـ “الحل نت”: «بالطبع تسعى إيران لزيادة نفوذها في سوريا لأنها اعتادت ألا تخسر أرضا كسبتها في مراحل سابقة، وهي تتغذى في الأساس على الطائفية من خلال التعاون الاقتصادي وهي تعمل بكل قوتها على بيع نفطها حتى تتمكن من تعزيز اقتصادها المتهالك بفعل العقوبات الأمريكية فباتت تصدر أكثر من مليون برميل بعد أن كانت ترغب قبل العقوبات أن تصدر 3.4 مليون برميل لكن العقوبات حالت دون ذلك».

ويرى خيري أن إيران تسعى للضغط على إسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة الأمريكية خلال فترة المفاوضات النووية التي تعقد في العاصمة النمساوية فيينا، وذلك من خلال محاولة زيادة تموضعها العسكرية في المنطقة، لا سيما في العراق وسوريا أو قطاع غزة في فلسطين.

ويضيف قائلا: «ومن المهم أيضا أن نوضح أن زيادة ذلك التمركز الإيراني في سوريا من شأنه أن يقلق إسرائيل وهو ما ردت عليه الأخيرة بالتوافق مع روسيا بفتح الأجواء أمام الطيران الإسرائيلي لضرب مواقع تمركز الميليشيات الإيرانية في سوريا بعد أن تمددت تلك الميليشيات على الأراضي السورية بشكل كبير خلال الفترة الماضية».

وعززت إيران وحزب الله وجودهما في جنوب سوريا بعد الهجوم الإسرائيلي على اللاذقية، الذي كان ينقل شحنات أسلحة إيرانية عبر البحر المتوسط. وأدى الحديث الأخير عن تعطيل متعمد لأنظمة الدفاع الجوي السورية خلال الهجوم الأخير، اتجه الحليفين إلى تكتيك جديد يساعد حزب الله على تقوية مواقعه في سوريا. كما أنه يعزز النفوذ الإيراني لاستمرار الضغط على الدول الخليجية والقطب الغربي.

بوصلة الوجود الإيراني وحزب الله

تشير التقارير الإسرائيلية، إلى أن حزب الله والقوات الإيرانية في سوريا عززا من وجودهما في مناطق جنوب وغرب العاصمة دمشق. ووفقا للمعلومات التي ذكرتها صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، الأحد، فإن الضربتين التي استهدفتا ميناء اللاذقية كانت تقلا شحنات أسلحة إيرانية عبر البحر المتوسط.

وبعد سلسة الغارات التي شنتها إسرائيل خلال عام 2021، قام الحزب اللبناني بتوسيع قاعدة عسكرية قديمة جنوب دمشق. وتطويعها لاستخدامها كمركز تدريب وعمليات لطائرات الاستطلاع المسيرة.

ويشمل المجمع الذي يعمل على بنائه حزب الله، في منطقة السيدة زينب، طوابق تحت الأرض، لحماية الطائرات بدون طيار الإيرانية من الضربات الإسرائيلية. كما طرد الحزب المزارعين في المنطقة لمنعهم من توثيق البناء.

كما أشار التقرير، إلى أن الحزب الثوري الإيراني، استولى على قاعدة الديماس العسكرية غرب العاصمة. وذلك لنقل كافة أعماله من مطار التيفور العسكري بريف حمص. وذلك إثر تعرضه للعديد من الهجمات الإسرائيلية.

اقرأ أيضاً: هل تعمّدت تركيا تأخير رواتب المقاتلين في “الجيش الوطني”؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة